ایکنا

IQNA

ذکرى وفاة القارئ الشیخ أبو العینین شعیشع؛

أبو العینین شعیشع.. أول قارئ مصر یقرأ بالمسجد الأقصى وعمره ۱۸ سنة

10:31 - June 23, 2015
رمز الخبر: 3317632
القاهرة ـ إکنا: اتخذ الشیخ أبو العینین شعیشع لنفسه أسلوباً فریداً فى التلاوة بدءاً من منتصف الأربعینیات، وکان أول قارئ مصرى یقرأ بالمسجد الأقصى وعمره ۱۸ عاماً.

وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه ولد أبو العینین شعیشع فى مدینة "بیلا" بمحافظة "کفر الشیخ" المصریة، فى 12 أغسطس 1922، وهو الابن الثانى عشر لأبیه، حیث حفظ القران، وذاع صیته فى حفل أقیم بمدینة المنصورة سنة 1936. دخل شعیشع الإذاعة المصریة سنة 1939، متأثراً بالشیخ محمد رفعت، حیث استعانت به الإذاعة لإصلاح الأجزاء التالفة من تسجیلات الشیخ رفعت.
وکان أبوالعینین هو الأخیر بین أثنی عشر طفلاً رزق بهم أبوشعیشع أبوالعینین، على الرغم من أنه کان مغرماً فی صغره بالاستماع إلى القراء الذین یأتون إلى قریته لإحیاء الأفراح أو المأتم، وکان یقلدهم فی المدرسة فیحسن تلک الصنعة.
وألحق بالمدرسة الابتدائیة دون المرور بالکتاب، على الرغم من أن الفتى کان مغرماً فی صغره بالاستماع إلى القراء الذین یأتون إلى قریته لإحیاء الأفراح أو المأتم، وکان یقلدهم فی المدرسة فیحسن تلک الصنعة لدرجة أن سمع عنه ناظر المدرسة "الأستاذ منیر جرجس"، فقرر أن یکون هو المقرئ الرسمی فی المدرسة بطابور الصباح وخلال المناسبات.
وخلال احتفال حضر بعض أعیان الجهة قرأ الصبی أبوالعینین ما تیسر له، فأعجب الحضور، ودار ناقش بینهم قرروا بعده أن الصبی یجب أن یکمل طریقه فی القرآن، وبالفعل کلموا والدة أبوالعینین ولیة أمره بعد أن مات والده وهو فی التاسعة أن یکمل الصبی طریقه فی الکتاب، وهو ما کان بالتحاقه بکتاب "الشیخ یوسف شتا" لیحفظ القرآن کاملاً خلال عامین، لیحترف بعد ذلک قراءة القرآن، حیث کان أخوه الشیخ أحمد قارئ القرآن یصطحبه معه لإحیاء المناسبات.
وحقق أبوالعینین بعض الشهرة فی المدن القریبة من بلدته وهو بسن صغیر، حتى دعی فی یوم لإحیاء ذکرى الشهداء المقام بمدرسة الصنایع فی مدینة المنصورة عام 1936، ولکن الجمهور لم یحسن استقباله وقتها کما یقول الشیخ نفسه فی کتاب «أصوات من نور» قائلا: «کنت ارتدی طربوشاً وبدلة عندما ذهبت إلى هناک وأثناء دخولی سمعت همهمات المتحدثین، ولما أخبرهم من دعانی أن هذا الصبی هو قارئ الحفل أخذوا یتغامزون ویتهامسون بل تجرأ أحدهم على بقوله: هو أنت یاله اللی ح تقرأ؟ فاجبته: نعم.. فأخذ یضحک ویستهزأ بی فسکت ولم أتحدث معه وبدأت قراءة قوله تعالی (ولا تحسبن الذین قتلوا فی سبیل الله أمواتا بل أحیاء عند ربهم یرزقون) وإذا بی أشعر کأن الأرض زلزلت تحت قدمی ومن فرط إعجاب الحاضرین حتى أن الطلبة رفعونی فوق أکتافهم بعد انتهاء الحفل، فکانت تلک اللحظة هی نقطة التحول الرئیسیة فی حیاتی، بان قررت بعدها أن امتهن القراءة فی الحفلات والسهرات.
وفی عام 1939 دعی الشیخ شعیشع لإحیاء مأتم "الشیخ الخضری" وکان من کبار العلماء، فلما حضر اللیلة وکان موجوداً بها الشیخ عبدالله عفیفی وکان إمام الملک فی ذلک الوقت، فلما سمعه طلب أن یقدمه للإذاعة، فذهب الشیخ أبوالعینین شعیشع لمقابلة سعید لطفی باشا مدیر الإذاعة المصریة، وکذلک مستر فیرجسون المدیر الإنجلیزی، وحدد له یوم الامتحان أمام لجنة مکونه من کبار العلماء، وفی ذلک الوقت کانت الاذاعة متعاقدة مع الشیخ محمد رفعت، والشیخ عبدالفتاح الشعشاعی، وتم التعاقد معه أیضا، وکان یعد أصغر قارىء للقرآن، إذ کانت سنه سبع عشرة سنة.
وبرغم صغر سنه إلا أنه أول قارئ مصر یقرأ بالمسجد الأقصى وهو ابن الثامنة عشر من عمره حیث سافر إلى القدس 1940 بدعوة من إذاعة "الشرق الأدنی" التی کان مقرها فلسطین، فتعاقدت معه لمدة ثلاثة أشهر، وکان یقرأ قرآن صلاة ظهر الجمعة من المسجد الأقصی وتنقلها إذعتا الشرق الأدنی والقدس على الهواء مباشرة.
وفی لیلة القدر من عام 1942، کان الشیخ ومعه الشیخ الشعشاعی یحییان لیالی رمضان بقصر عابدین، فجاءهما رئیس الدیوان الملکی وأخبرهما بأن الملک فاروق قرر منح الشیخین وسامین.
وکان للشیخ أداء متمیز ولکنه کان قریب من الشیخ محمد رفعت، حتى أن الإذاعة استعانت به لإصلاح الأجزاء التالفة من تسجیلات الشیخ رفعت بعد وفاته، خاصة وأن الشیخ محمد رفعت کان له مکان متمیزة عند «شعیشع» الذی یحکی عن روایة لقائه به، حیث أنه قرر أن یذهب إلى المسجد لسماع الشیخ رفعت باکرا حتى یستطیع أن یدنو منه لکثرة الزحام فجلس بالقرب منه فجاء رجل وتخطى الناس وقال للشیخ محمد رفعت: هناک شخص یقلدک اسمه شعیشع.. فأجاب الشیخ محمد رفعت: لا.. أنه لا یقلدنی بل له خامة صوت خاصة به وجمیلة.. فقال له.. إنه بجانبک فضم الشیخ محمد رفعت الشیخ شعیشع إلیه وعانقه فشرع أبوالعینین یقبل یدا ورجلا الشیخ حبا واحتراما ومن تم نمت علاقة الشیخین.
والشیخ أبوالعینین شعیشع کان الوحید الذی یقرأ القرآن وهو یرتدی البدلة والطربوش حتى وصل إلى ترکیا لإحیاء لیالی رمضان، وفی المطار قابله القنصل العام لسفارة مصر هناک، وأخبره بأن الطربوش محرم حتى على أئمة المساجد إلا وقت الصلاة! فبحث فی جیبه فوجد شالاً أبیض قام بلفه على الطربوش وعند عودته إلى مصر، طلب منه الدکتور عبدالعزیز کامل وزیر الأوقاف الأسبق ألا یخلع العمامة بعد ذلک.
وأصیب الشیخ بمرض فی صوته فی مطلع الستینیات، غیر أنه غلبه وعاد للتلاوة، وعین قارئاً لمسجد عمر مکرم سنة 1969، ثم لمسجد السیدة زینب منذ 1992. وناضل الشیخ فی السبعینیات لإنشاء نقابة القراء مع کبار القراء وقتئذ مثل الشیخ محمود على البنا والشیخ عبدالباسط عبدالصمد انتخب نقیباً لها سنة 1988.
عین عضواً بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامیة فی مصر، وعمیداً للمعهد الدولى لتحفیظ القرآن الکریم، وعضواً للجنة اختبار القراء بالإذاعة والتلیفزیون، وعضواً باللجنة العلیا للقرآن الکریم بوزارة الأوقاف المصریة وعضواً بلجنة عمارة المسجد بالقاهرة. وحصل على وسام الرافدین من العراق، ووسام الأرز من لبنان، ووسام الاستحقاق من سوریا وفلسطین، وأوسمة من ترکیا والصومال وباکستان والإمارات وبعض الدول الإسلامیة.

المصدر: المصری الیوم

کلمات دلیلیة: ابوالعینین ، مصر ، القاری
captcha