ایکنا

IQNA

"المساجد المتنقلة" بموسکو.. جدل بلا حل

15:50 - August 26, 2015
رمز الخبر: 3352976
موسکو ـ إکنا: یجتهد المسلمون بموسکو فی ابتکار الحلول لمعضلة قلة المساجد، آخرها فکرة تسییر مساجد متنقلة تحت الطلب لتجوب شوارع المدینة، لکنهم اصطدموا بعراقیل تحول دون تحقیق المشروع.

وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه قد تزایدت الحاجة لمساجد إضافیة فی العاصمة الروسیة موسکو فی الأعوام الأخیرة مع تنامی النهضة الروحیة وزیادة الإقبال على مساجد المدینة التی تضم ما یقارب ملیونی مسلم لا یجدون سوى أربعة مساجد لتلبیة حاجاتهم.
وتتجلى هذه المشکلة بشکل خاص خلال صلوات الأعیاد والجمع، حیث یضطر أغلبیة المصلین للصلاة خارج حرم المسجد وفی الطرقات.

والمساجد المتنقلة هی عبارة عن حافلات معدلة یتوفر فیها ما یلزم للوضوء ومساحة تتسع لستة أو سبعة مصلین، ویفترض بالحافلة أن تتحرک حیثما یوجد أشخاص یرغبون بالصلاة ولا یجدون مکاناً مناسباً لذلک.
والمسلمون الروس لیسوا أول من ابتکر دور العبادة المتنقلة، فقبل ثلاث سنوات سیرت معابد یهودیة متنقلة فی عدد من المدن الروسیة الهدف منها تشجیع الیهود على أداء الصلوات، والتعریف بالدیانة الیهودیة.
وقد جاءت فکرة تسییر مساجد متنقلة فی موسکو بعد نجاح تجربة مماثلة فی مدینة قازان عاصمة تتارستان، لکن تعمیمها على موسکو واجه صعوبات تنظیمیة وأخرى تتعلق بطبیعة المدینة.

معوقات کثیرة
وفی تعلیق لوسائل الإعلام قال مدیر المشروع، "إیرات قاسیموف": "فی یونیو/حزیران الماضی تم تسییر عدد من المساجد المتنقلة بمدینة قازان، وکان من المفترض أن تکون موسکو هی المدینة التالیة، ولکننا درسنا الأوضاع وتبین لنا أن الوقت غیر مناسب لتطبیق المشروع، بسبب طبیعة المدینة وبعد المسافات والأزمات المروریة من ناحیة، وبسبب مواجهتنا لعقبات فی الحصول على موافقة السلطات من ناحیة أخرى".


ویقول المواطن الروسی إلدار ألیموف "نحن نضطر فی أغلب الأحیان بسبب قلة المساجد والمصلیات للجمع بین الصلوات أو تأخیرها لحین العودة إلى المنزل، أما أداء صلوات الأعیاد والجمع فیتطلب منا قطع مسافات بعیدة لأقرب مسجد، وفی أغلبیة الأحیان نضطر للصلاة فی الخارج تحت أشعة الشمس أو وسط الثلوج".
وکثیراً ما تعزو السلطات رفضها بناء مساجد إضافیة إلى سکان الأحیاء الرافضین لوجودها بالقرب من منازلهم، ولکنها فی المقابل سمحت بتوسعة المساجد الحالیة، إذ تجری حالیا توسعة مسجد موسکو الکبیر بعد أن منحت السلطات قطعة الأرض المجاورة للمسجد، ومن المقرر بعد هذه التوسعة أن یستوعب المسجد عشرة آلاف مصل، لکن هذه الإضافات لا تقدم حلاً جذریاً للمشکلة، ولا سیما أن المساجد الأربعة قد استنفدت کل الإمکانات لتوسعتها أفقیا وعامودیا.

وتستند فکرة المساجد المتنقلة إلى أن هذه الحافلات لا تتطلب وجود مساحة محددة، إلا أن هذه الفکرة لم تلق استحسانا حتى فی أوساط بعض القیادات الدینیة الروسیة، فقد اعتبر المفتی إلدار الیاتودینوف نائب رئیس مجلس الإفتاء فی روسیا أن "المسجد المتنقل لا یقدم حلا جذریا للمشکلة، کما أن الحافلات لا توفر الأجواء الروحانیة التی یشعر بها المسلم فی المساجد ولا یمکن أن تکون بدیلا لها".
فی حین اعتبر روشان عباسوف نائب رئیس مجلس إفتاء روسیا أن المطلوب هو إنشاء مساجد حقیقیة، ووجود المساجد المتنقلة سوف یوجد حالة من التنافس والتدافع بین المسلمین لنیل الأولویة فی استخدامها.
والإسلام هو الدیانة الثانیة فی روسیا بنسبة 10% من السکان، وهناک 38 قومیة تعتنق الإسلام. وأتباعها لیسوا من المهاجرین أو حدیثی العهد بروسیا، إنما هم من السکان المتجذرین الذین سکنوها منذ قرون عدة.
ویترکز أغلبیة المسلمین فی جمهوریات تتارستان وشمال القوقاز والمدن الکبرى مثل موسکو وبطرسبرغ ونیجنی نوفغورود، وتتراوح مشکلة قلة المساجد فی حدتها من مدینة إلى أخرى، لکن موسکو هی الأکثر معاناة فی هذا الشأن.

المصدر: الجزیرة

کلمات دلیلیة: موسکو ، مساجد ، المتنقلة
captcha