وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه وفی مقال بعنوان "لا تمنعوا فیلم "محمد رسول الله(ص)"، بجریدة "الوطن"، أمس الأحد، قال الإعلامی یاسر عبد العزیز إن السینما العالمیة والإقلیمیة تنتج، وستنتج، مئات الأعمال التی تتناول الأدیان التی تجسد شخصیات ذات قداسة لدى أتباعها، وأن هذا الأمر سیستمر ولن یتوقف.
وحذر من أن الأعمال الإبداعیة منخفضة القیمة، والمسیئة للرسل والشخصیات المقدسة، تزدهر بسبب المعارضة والمنع والقمع، وتنزوی، ویتم نسیانها بالتجاهل، وعدم الاکتراث.
وتابع أن الأعمال الإبداعیة التی تتناول الشخصیات ذات القداسة قد تنطوی على أهداف دعویة أو نقدیة، وأن المنع والتقیید لا یخدم الشخصیة المقدسة، ولا الدین، ولا الفن والإبداع، وأن إتاحة عرض الأعمال الجیدة أو المسیئة لا یعنى أی إساءة للدین، ولا للشخصیات ذات القداسة.
وخلص عبدالعزیز إلى القول: "إن معارضة الأزهر فی مصر، أو اللجنة الدائمة للبحوث العلمیة والإفتاء فی السعودیة، لعرض الفیلم الإیرانی "محمد رسول الله(ص)"، للمخرج مجید مجیدی، یجب أن یعاد النظر فیها".
موقف الأزهر رجعی متشدد
من جهته، انتقد وزیر الثقافة المصری السابق، الدکتور جابر عصفور، موقف الأزهر الرافض لعرض الفیلم، ووصف هذا الموقف بأنه "رجعی ومتشدد"، مطالباً إیاه بالتراجع عن موقفه، خاصة أنه لا یحرم فقط ظهور الأنبیاء بل الصحابة أیضاً.
وزعم أن الأزهر لا یملک سلطة منع فیلم تم تصویره، وعرضه فی إیران، على الرغم من إعلان المخرج عدم ظهور وجه "الرسول الکریم"، مشدداً على أن رفض الأزهر له، ومطالبته بمنع عرضه، موقف فی غایة التعسف والجمود، ویناقض ما قمنا به فی مصر منذ أکثر من 60 عاماً فی رائعة طه حسین "الوعد الحق".
صلاح عیسى: شاهدوا الأفلام أولا
أما الکاتب الصحفی صلاح عیسى فزعم أنه لیس غریبا أن تعترض السعودیة والأزهر على عرض فیلم "النبی محمد(ص)" فی إیران.
وأضاف أن المشکلة هی أن هذه الجهات ترفض عرض الأفلام دون رؤیتها، کما حدث فی فیلم "الرسالة"، حیث اعترض علیه الأزهر، والسعودیة، ولکن حین عُرض بعد ذلک تبین أنه لم یکن فیه تجاوز فی أی شیء.
وأضاف أن "هذه القضایا محل جدل لأنها من المسائل الفقهیة المحدثة، وقد تتعدد فیها الآراء وتختلف"، مشیراً إلى أن الاعتراض من بعض الجهات، هو اعتراض قائم من حیث المبدأ، وهذا المبدأ بدأت تتباین فیه الآراء.
"البوابة": شاهدنا الفیلم وصفقنا له
من جانبها، شنت صحیفة "البوابة" المصریة حملة لدعم مشاهدة الفیلم. وقال الکاتب بالصحیفة ماهر فرغلی: "کنا نحو 30 صحفیاً مصریاً تم استقبالنا فی طهران للمشارکة فی أحد المؤتمرات، وقبل انتهاء الرحلة وقف بیننا مدیر الشرکة المنتجة لفیلم "محمد رسول الله(ص)"، قائلا": "أنتم أول من سیشاهد فیلم "محمد رسول الله(ص)".
وأشار فرغلی إلى أن الفیلم بدأ بطریقة الاسترجاع الروائیة، من مشاهد حصار المسلمین فی شعب أبی طالب، لتروی تفاصیل حیاة رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم من هجوم جیش أبرهة، حتى الخروج من الشِعب مرة أخرى.
وأضاف: "بینما الناس فی مصر ینتقدون العمل دون أن یروه، انتهى المشهد الأخیر، ولم نملک کلنا إلا أن وقفنا جمیعا بشکل تلقائی، نصفق لعدة دقائق".
محفوظ عبدالرحمن: مناقشة تجسید الأنبیاء
والأدیب محفوظ عبدالرحمن انضم أیضا إلى الحملة. وقال إنه یجب مناقشة فکرة تجسید الأنبیاء فی الأفلام، لأن ذلک یکون فی صالح الدین والمجتمع والفن، حسبما قال.
وأضاف: "منذ بدء السنیما المصریة تم تجسید شخصیات مثل خالد بن الولید ویاسر بن عمار، ولقیت نجاحاً کبیراً، متسائلاً: "کیف یتم تحریم ظهور الصحابة؟ وهل کل من کان فی عهد الرسول(ص) مقدس، ویجب منع تجسیده.
طارق الشناوی: موقف متعنت
ومن جانبه، وصف الناقد الفنی طارق الشناوی موقف الأزهر من عرض الفیلم بـ"المتعنت".
وقال: "نحن فی أمس الحاجة فی الوقت الحالی إلى هذا الفیلم تحدیدا، کما أن عرضه فی مهرجان "مونتریال" فرصة ذهبیة لتصحیح صورة الإسلام فی الخارج، التی شُوهت کثیرا مؤخرا، جراء أفعال "داعش".
وأضاف: "من الغریب رفض رجال الأزهر للفیلم حتى من قبل أن یشاهدوه، وهو نوع من التعنت، خاصة أنه لم یظهر وجه الرسول(ص)"، مشیرا إلى أنه على الرغم من ذلک فإنه، وفی ظل قوانین الأزهر، تم عرض فیلم "آلام المسیح"، فی 2004 برؤیة تخالف ما ورد فی القرآن، وکان أغلب حضور الفیلم من المحجبات، وقد تأثرن بمقتل المسیح، إلا أن ذلک لم یحولهن عن الإسلام أو یغیر قناعاتهن، وتعاملن معه برؤیة فنیة، وفق قوله.
وطالب الشناوی رجال الأزهر بالتحرر من القوالب الجامدة، وعدم الرکون إلى التمسک بقانون وضعه شخص عام 1926، قبل إنتاج أول فیلم مصری، مشدداً على أنه "ما دام لم ینزل نص صریح یحرم التجسید فنحن لا نحطم قاعدة دینیة، وکل شیء قابل للنقاش".
إقبال کبیر على مشاهدة الفیلم
وکانت إیران بدأت عرض الفیلم بدور العرض السینمائیة رسمیا، وتم بیع تذاکر الفیلم للعرض الأول فی 5 دور سینما بشکل متزامن، نظرا لوجود إقبال کبیر على مشاهدته.
ووفقا لحوار أجرته الوکالة الفرنسیة مع مخرج العمل مجید مجیدی، "فإن تصویر الفیلم استغرق 8 سنوات، وجاءت فکرته إثر الإساءات المتکررة لرسول الإسلام، التی غالبا ما کانت ترافقها ردود فعل فقط"، مؤکدا أن هناک صورة خاطئة عن الإسلام تقدم فی العالم الغربی، وأن بعض الدول الإسلامیة طلبت عرض الفیلم، وفق زعمه.
وکان وکیل الأزهر، الدکتور عباس شومان، جدد معارضة الأزهر تصویر أی عمل سینمائی یجسد فیه الأنبیاء والصحابة سواء فی إیران أو أی دولة إسلامیة أو غیر إسلامیة، مشیرا إلى أن عرض فیلم "محمد(ص)" یخالف ثوابت الإسلام، وعقیدة أهل السنة والجماعة.
کما أصدرت "الهیئة العالمیة للتعریف بالنبی محمد صلى الله علیه وآله وسلم" بیاناً اعتبرت فیه الفیلم عملاً منکراً وشــنیعاً، وفیــه انتقاص مــن مکانة النبی(ص).
المصدر: البشیر