ایکنا

IQNA

بناء أول حضانة أطفال إسلامیة فی مدینة "دوسلدورف" الألمانیة

12:21 - October 30, 2015
رمز الخبر: 3415446
برلین ـ إکنا: وافقت مدینة دوسلدورف الألمانیة على بناء حضانة إسلامیة للأطفال ستکون الأولى على الإطلاق بالمدینة.

وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه وافقت مدینة دوسلدورف الألمانیة على بناء حضانة إسلامیة للأطفال ستکون الأولى على الإطلاق بالمدینة. وبینما رأى البعض فی ذلک تعزیزاً لحقوق الأقلیة المسلمة، عبر البعض الآخر عن مخاوفه من أن تقف مثل هذه المشاریع عائقا أمام الاندماج.
ولم یکن طریق الحصول على الترخیص بإنشاء هذه المؤسسة التربویة بالأمر الهین بل سبقته مجموعة من المناقشات بین الجمعیة التی ستشرف على هذه المؤسسة والسلطات الألمانیة، کما أوضحت صاحبة فکرة المشروع کاترین فوسوغی، وهی إیرانیة تعمل طبیبة جراحة فی أحد مستشفیات مدینة دوسلدورف.
وقالت فوسوغی: "عقدنا جلسات مکثفة مع مکتب رعایة الشباب وهیئة البناء والتخطیط فی المدینة. واستطعنا فی النهایة إقناع هذه الهیئات بالتزامنا بکل الشروط القانونیة".
وکغیرها من المؤسسات، ستخضع هذه الحضانة الإسلامیة فی دوسلدورف أیضاً لرقابة صارمة خلال الثلاث سنوات التی تلی تاریخ افتتاحها، وذلک للتأکد من ملائمة أنشطتها لبرامج الاندماج واحترامها للالتزامات التی تعهدت بها خلال حصولها على الترخیص من الجهات المسؤولة.
من جهتها أکدت صاحبة هذا المشروع أن المؤسسة التی أنشأتها ستکون مفتوحة لغیر المسلمین أیضا مما یجعلها تعزز ثقافة الحوار بین مختلف الأدیان والثقافات، ویخشى بالمقابل المعارضون لهذا المشروع من أن تزید مثل هذه المؤسسات من عزلة المسلمین وتحول بینهم وبین الاندماج، "فوجود مؤسسة إسلامیة فی حی ملیء بالأتراک مثلا قد یجعلها مقتصرة على أطفال العائلات الترکیة. ویدفع المسلمین للانطواء على أنفسهم، وهذا عامل یقف عائقاً فی وجه نجاح الاندماج ویؤدی إلى تعمیق الفجوة بین المسلمین والألمان" حسبما ذکر أحد المعارضین لهذا المشروع.
غیر أن الناشط والباحث الاجتماعی سامی شرشیرة یفند هذا الادعاء ویعتبر أن وجود حضانات إسلامیة للأطفال لن یکون أبداً عائقاً أمام الاندماج.
وذکر أن السماح بإنشاء مؤسسة تربویة مسلمة یخضع لشروط صارمة، حیث یتم وضع هذه المؤسسة تحت رقابة دقیقة حتى یتم التأکد من مدى مطابقة برامجها وتوجهها العام لبرامج الاندماج.
وأضاف الباحث الاجتماعی، الذی یعتبر مستشاراً للهیئات الإسلامیة الرسمیة فی مؤتمر الإسلام الألمانی: قانون حضانات الأطفال فی ألمانیا یفرض أن تکون اللغة الألمانیة هی لغة التحدث داخل المؤسسة للأطفال باستثناء تلک المرخص لها بالعمل بلغتین مختلفتین، کما یفرض القانون على أن یکون المربی حاصل على الأقل على تکوین مهنی معترف به فی ألمانیا أو على شهادة جامعیة فی مجال التربیة.
وإلى جانب تأکیده على أحقیة المسلمین بأن تکون لدیهم حضانات أطفال ومدارس خاصة بهم، شأنهم فی ذلک شأن باقی الدیانات الأخرى کالمسیحیة والیهودیة، نوه شرشیرة إلى أن وجود مؤسسات تربویة إسلامیة معترف بها من طرف الدولة هو إجراء وقائی قد یحمی الشباب المسلم من الوقوع فی التطرف فیما بعد.
وقال "عندما یتربى الطفل منذ الصغر على ثقافته وعلى هویته ویتلقى تکوینا دینیا معتدلاً یحث على التعایش وتقبل الآخر یصعب التغریر به فیما بعد وجره إلى التطرف، لأنه یکون محصناً منذ الصغر ولا یعانی من مشاکل الهویة، وبالتالی فإنه لا یحتاج فیما بعد لشخص یشرح له دینه بشکل خاطئ ویعرفه بهویته".
وأضاف شرشیرة على أن وجود حضانات أطفال إسلامیة فی ألمانیا یشکل إغناء للمؤسسات التربویة الموجودة ومنها المسیحیة والیهودیة والحکومیة، ویسمح لأولیاء الأمور باختیار الحضانة التی تصلح لأبنائهم وهو حق یکفله لهم القانون.
یذکر أن روضة الأطفال الإسلامیة فی دوسلدوف سیتم بناؤها على مساحة تقدر بأکثر من 1000 متر مربع وستکون البنایة من طابقین.
وکان مقررا أن تضم هذه الحضانة ثلاث مجموعات، واحدة لأطفال تقل أعمارهم عن 3 أعوام ومجموعتین للأطفال الذین تتعدى أعمارهم ثلاثة أعوام، غیر أن الجمعیة حصلت على رخصة للإشراف على مجموعتین فقط بسبب صغر المساحة.
ویأمل ممثلو الجالیة المسلمة فی دوسلدورف بشکل خاص وفی ألمانیا بشکل عام فی أن یکون الترخیص بإنشاء أول حضانة أطفال إسلامیة فی دوسلدورف، خطوة مشجعة للسماح بإنشاء مؤسسات اجتماعیة أخرى کمدارس إسلامیة رسمیة ودور للعجزة ومراکز تکوین مهنی تابعة للمسلمین، وهو حلم ظل منذ مدة یراود المسلمین فی ألمانیا والذی یتجاوز عددهم أربعة ملایین شخص.

المصدر: إینا

کلمات دلیلیة: حضانة ، الأطفال ، الاسلامیة
captcha