وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه بارک السید نصر الله وعزى بالشهداء الابرار الذین قضوا فی تفجیر برج البراجنة الارهابی، متوجهاً الى عوائل الشهداء بالعزاء وللجرحى بالشفاء العاجل.
وتوجه السید نصرالله خلال کلمته المتلفزة عبر شاشة المنار بالشکر لکل الذین ساهموا على الارض فی المساعدة على انتشال الشهداء واسعاف الجرحى والشکر لکل الجمعیات والمستشفیات ولکل وسائل الاعلام التی غطت هذا الحدث، مقدما الشکر لکل الدول والمسؤولین والمؤسسات الاقلیمیة والدولیة الذین استنکروا التفجیر وتضامنوا مع لبنان والشکر لکل السیاسیین والشخصیات اللبنانیة التی تضامنت مع عوائل الشهداء.
وتوقف عند قصص الفداء التی ظهر بعضها کما جرى مع الشهید عادل ترمس الذی افتدى بنفسه غیره من الناس وکما جرى مع المسعف الشهید خضر علاء الدین وغیرها من القصص التی ستظهر لاحقا، لافتاً الى ان کل هذه القصص تعبر عن ایمان هؤلاء الناس بما نص علیه القران من صبر وتوکل على الله وتضحیة فی سبیل الله وحمایة ومساعدة الآخرین.
ورأى انه اصبح من المحسوم مسؤولیة "داعش" عن هذه الجریمة والمعتقلون الآن لدى الاجهزة الامنیة اعترفوا بتلقیهم التعلیمات والاوامر من "داعش، مشیراً الى انه ثبت حتى الآن وجود انتحاریین اثنین والاسماء التی نشرت من قبل "داعش" او غیرها ثبت انها غیر صحیحة وثبت حتى الآن هویة احد الانتحاریین فقط وهو سوری الجنسیة.
واوضح السید نصر الله انه تم إلقاء القبض من قبل فرع المعلومات والامن العام على موقوفین لهم علاقة بهذه العملیة الارهابیة، مشیراً الى ان الشخصیات الاساسیة فی تدبیر هذه العملیة اصبحوا لدى فرع المعلومات. واکد ان المعتقلین حتى الآن لیس بینهم ای فلسطینی وقد استفادوا من شقق موجودة فی بیروت ومن احدى الشقق فی مخیم برج البراجة ونسجل هذا الانجاز الامنی للاجهزة الامنیة اللبنانیة، منوهاً بالتعاون بین الاجهزة الامنیة اللبنانیة وجهاز امن المقاومة ونخص الیوم بالشکر فرع المعلومات للجهد المکثف والعمل المحترف الذی قام به ما ادى الى النتائج التی تم التوصل الیها.
ولفت السید نصر الله الى انه لا یکفی فقط لمواجهة هکذا نوع من العملیات بالعمل على الارض فی لبنان من الاجراءات الاحترازیة التی تبقى ضروریة، لا بد ایضا من الذهاب الى منابع ومصادر شبکات التفخیخ والاغتیال الارهابیة واعتقال الرؤوس المدبرة للعملیات الارهابیة، کما اتبع نفس الاسلوب مع شبکات تفخیخ السیارات ای بالذهاب للقبض وتجفیف منابع هذه الشبکات والعملیات وما حصل فی الایام الماضیة من اعتقالات ومداهمات وغیرها یأتی فی هذا السیاق.
ودعا السید نصر الله الى تعطیل الاهداف التی یسعى الى تحقیقها هذا العدو الارهابی التکفیری، والعمل تحمل مسؤولیاتنا فی ذلک بمنع تحقیق أهداف العدوان او الارهاب من خلال افشالها وفی الحالة الراهنة فی تفجیر برج البراجنة احد الاهداف هو تحقیق فتنة فی لبنان، ومن قام بتفجیر برج البراجنة هدف لاحداث فتن بین اللبنانیین والفلسطینیین وبالتحدید بین اهل برج البراجنة ومخیم البرج القریب ولاحقا المخیمات الفلسطینیة التی تعیش بین أهلنا فی الجنوب والبقاع، وایضا عندما تم تسریب اسم السوری کان الهدف منه هو الوصول لحالة للنیل من الاخوة السوریین فی لبنان، وبفضل هذا الوعی عند هذا الجمهور وعند عوائل الشهداء بالاخص تم تفویت الفرصة على الفتنة وایضا المواقف الحاسمة والحازمة للاخوة الفلسطینیین ساهمت فی ذلک.
ونبه السید نصر الله انه دائما یجب ان یکون فی بالنا وبالاخص بیئة وجمهور المقاومة ان الاسرائیلی والتکفیری کلاهما یریدان احداث فتنة وحرب اهلیة ومذهبیة فی لبنان لانها تخدم اهداف العدو الاسرائیل وداعش والتکفیری، مشیراً الى ان الانجاز اللبنانی انه تم صیانة لبنان والداخل اللبنانی من الانسیاق نحو هذه الهاویة ونحو الفتنة، فمهما کانت آلامنا یجب دائما التصرف بهذا الوعی وبهذه الدقة، وکل العملیات الانتحاریة السابقة کان تصرف جمهور المقاومة عقلائی وانسانی وهکذا یجب دائما ان یکون، وعلى الاخوة الفلسطینیین فی المخیمات وبالاخص الفصائل تحمل مسؤولیة فی هذا المجال لمنع الارهابیین من الانطلاق من المخیمات، وایضا على الاخوة من أهل المخیمات الذین عشنا سویا ومعاناتنا واحدة ومعرکتنا واحدة نقول لهم ان علیهم المساعدة فی منع ان یتحول ای بیت فی ای مخیم لقاعدة لانطلاق هؤلاء المتوحشون للاساءة لدیننا ولرسولنا ولقضیتنا الفلسطینیة وایضا على الاخوة السوریین فی لبنان نفس المسؤولیة بالمساعدة ومنع هؤلاء الارهابیون من التوغل بینهم واسغلال وجودهم فی لبنان للقیام بعملیات إرهابیة.
وخاطب السید نصر الله النازحین السوریین فی لبنان قائلاً ایا کان موقفکم السیاسی فمصلحتنا ومصلحتکم توجب منع هؤلاء الارهابیون من استغلال وجودکم لارتکاب جرائم ارهابیة فی لبنان، فالجماعات الارهابیة اصلا لا تمیز بین اللبنانی والفلسطینی والسوری فهم یشرعون قتل جماعاتهم دون ای وجه حق کما لا یمیزون بین الشیعی والسنی او المسیحی.
واعتبر السید نصر الله ان استخدام الجماعات الارهابیة لای لبنانی او فلسطینی من ای طائفة انتمى لا یعنی تحمیل هذه الطائفة بأکملها مسؤولیة ما فعله فرد فهذا لا یقبله عقل ولا دین لا سیما اننا کلبنانیین من جمیع الطوائف نتضرر من الجماعات الارهابیة واجرامها.
ودعا السید نصر الله کل الشباب وخاصة من یتواجد على مواقع التواصل الاجتماعی تحمل المسؤولیة لمنع تسلل ای احد لبث الفتنة وافتعال المشاکل رغم صعوبة المرحلة ورغم الآلام والقتل.
ولفت السید نصر الله الى ان ای جریمة وای عملیة تفجیر نتائجها سترتد بشکل عکسی لما تخططه الجماعات الارهابیة وهذا سیزیدنا عزما واصرارا وثباتا. واوضح السید نصر الله ان بعد هذه العملیة الارهابیة فی برج البراجنة نحن سنذهب لنفتش عن جبهات مفتوحة مع "داعش" لنؤکد الوفاء لدماء هؤلاء الشهداء الذین سقطوا، مؤکداً ان "داعش" لا مستقبل لها لا فی السلم ولا فی الحرب وهذا المیدان السوری والعراقی یؤکد انحسار قدرة "داعش، والیوم فی الحل السیاسی لا وجود لـ"داعش" ومن دعم هذه الجماعات الارهابیة سیتخلى عنها.
فی الشأن المحلی اعتبر السید نصر الله ان هذا المناخ الایجابی فی لبنان الذی تمثل فی التضامن والتکاتف یجب الحفاظ علیه والاستفادة منه والبناء علیه، مجدداً دعوته من انجاز تسویة سیاسیة شاملة على مختلف الصعد ضمن الاطر الموجودة وبوجود اتفاق الطائف لاخراج لبنان من اجواء الشلل والتعطیل والعجز، داعیاً الطبقة السیاسیة الى عدم انتظار الخارج المنشغل عنا باموره وبمشاکله الداخلیة وربما ما جرى فی فرنسا اکد هذه النظریة وهذه الرؤیة.
المصد: المنار