ایکنا

IQNA

مطالبة باجتماع عاجل للعلماء المسلمین للتصدی للجماعات العنیفة المسلحة

14:33 - November 15, 2015
رمز الخبر: 3452823
القاهرة ـ إکنا: خیمت التفجیرات التی شهدتها العاصمة الفرنسیة باریس، على مؤتمر إسلامی عالمی عقد أمس السبت 14 نوفمبر / تشرین الثانی الجاری فی مصر، وطالب العالم بعقداجتماع عاجل للعلماء المسلمین للتصدی للجماعات العنیفة المسلحة.

وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه خیمت التفجیرات التی شهدتها العاصمة الفرنسیة باریس، وأسفرت عن مقتل ما یقرب من 140 شخصاً وإصابة العشرات، على مؤتمر إسلامی عالمی عقد أمس السبت فی جنوب مصر وطالب العالم بمواجهة الإرهاب المتوحش واجتماع عاجل للعلماء المسلمین للتصدی للجماعات العنیفة المسلحة، بعدما أعلن «داعش» عن تبنیه للتفجیرات.
وشارک فی المؤتمر أکثر من 40 عالماً ووزیراً ومفتیاً من 45 دولة.
وقال شیخ الأزهر أحمد الطیب، إن «داعش» الإرهابی یستخدم خطاباً دینیاً مغشوشاً لتجنید شباب وفتیات من کل بلدان العالم للقیام بتفجیر أنفسهم.
وبدأت بأحد فنادق محافظة الأقصر، أمس، فعالیات المؤتمر الدولی الخامس والعشرین الذی یعقده المجلس اﻷعلى للشؤون اﻹسلامیة بوزارة اﻷوقاف المصریة، والذی یدور حول تفکیک الفکر المتطرف ورؤیة الأمة فی التجدید. وأقیم المؤتمر تحت رعایة الرئیس عبد الفتاح السیسی، ویحضر فعالیاته التی تستمر على مدى یومین، شیخ الأزهر، ومفتی مصر شوقی علام ووزراء الأوقاف والتنمیة المحلیة والتعلیم العالی، وعدد من قیادات الکنائس المصریة.
وقال مصدر مسؤول فی الأوقاف، إن من أبرز الوفود المشارکة السعودیة، ومملکة البحرین، وعمان، وروسیا، وأوکرانیا، والسودان، والیابان، وسیریلانکا، والکونغو الدیمقراطیة، وفرنسا، وبوروندی، وأسترالیا، وأوغندا، مضیفا أن عدد أفراد الوفود الأجنبیة یقارب 200 شخصیة ممثلین لهیئات ومنظمات.
ووصف الدکتور الطیب حادث باریس بالبشع، مؤکداً أنه فوضى وعبث منفلت وآن الأوان لتعاون العالم کله لمواجهة الإرهاب «الوحش المسعور»، الذی طالما حذرت منه مصر ودفعت من أبنائها فی سبیل التصدی له، لافتاً إلى أن هناک مَن یوظف الدین لأهوائه الشخصیة مثل تنظیم داعش، الذی یستقطب الشباب والفتیات لیجعلهم یفجرون أنفسهم، قائلا: «(داعش) استخدم خطابًا دینیًا مغشوشًا لضم شباب وفتیات فی عمر الزهور من کل بلدان العالم».
ویعقد المؤتمر سنویًا تحت رعایة الرئیس المصری. ویناقش فی جلساته العامة أربعة محاور رئیسیة، أهمها تفکیک الفکر المتطرف وسبل التصدی للإرهاب والتطرف وتجدید الخطاب الدینی والعقبات التی تواجهه وسبل تذلیلها، ودور العلماء والمفکرین والدعاة فی التصدی للإرهاب فی إطار مستجدات الساحة، للخروج برؤیة موحدة لمحو الفکر المتطرف.
وأکد الطیب أن الحضارة المصریة القدیمة هی بقایا بصمات من رسالات إلهیة سابقة على هذه الحضارة، أو بقایا شعاع من مشکاة النبوة اقتبسها المصریون القدماء من رسالات التوحید التی سبقت حضارتهم وتقدمتها بآلاف السنین، لافتاً إلى أن ما حدث لهذه الأمة أخیرًا ما کان لیحدث لو أن علماءها ومفکریها کانوا على یقظة لما یدبر لها من داخلها وخارجها، وعلینا أن نعلم أن سر بقاء هذه الأمة، رغم کل الضربات القاتلة التی تسدد إلیها، لیس مرده إلى أرباب العلم والفکر، وإنما مرده إلى الله القوی العزیز، الذی تعهد بحفظ القرآن الکریم من لدنه، وبقاء هذه الأمة على قید الحیاة.
وأوضح شیخ الأزهر أن «التجدید» ضروری للمسلمین فی کل زمان ومکان.. فلم یعد أمرًا قابلا للأخذ والرد، فهو حقیقة شدیدة الوضوح فی الإسلام، مضیفا: «آن الأوان لأن نتجه بمؤتمراتنا لوجهة أخرى عملیة تتعامل مع المشکلات والقضایا محل الخلاف، تحسبًا لمواقف بعض فقهائنا المتشددین الذین یرون کل تجدید خروجًا على الشریعة وتفریطًا فی الدین».
من جانبه، أدان وزیر الأوقاف الدکتور محمد مختار جمعة، العملیة الإرهابیة التی تعرضت لها العاصمة الفرنسیة، مؤکداً أن الإرهاب لا دین له، ولا وطن له، وأنه شر، لافتا إلى أن قضیة الخطاب الدینی هی قضیة حیاة لمن یرید أن یجلی الغبار عن الوجه الحضاری لدیننا الإسلامی الوسطی السمح، ذلک لأن ما أصاب الخطاب الدینی من الخلل والعطب فی الفهم والتفکیر على أیدی أعدائه والجهلة، یحتاج لجهود مضنیة لإصلاحه.
وقال جمعة إنه تم اختیار الأقصر لانعقاد المؤتمر، للتأکید تعایش الإسلام مع الحضارات والمعتقدات المختلفة.. وتوجیه رسالة للعالم توضح نظرة الإسلام السمحة تجاه جمیع الحضارات، وحرصه على استیعابها والتعایش معها، بما یحمل ردا عملیا على التنظیمات الإرهابیة فی مقدمتهم «داعش» الذی یقوم بنهب ممنهج للثمین والنفیس من الآثار خصوصًا فی سوریا والعراق، ثم یقوم بتدمیر ما تبقى من حطامها، لیخفی جرائم النهب التی یقوم بها، مؤکدا أن أصحاب النبی لم یهدموا أثرا ولم یطمسوا معلما حضاریا واحدا فی البلاد التی فتحوها، ولم یثبت فی تاریخ الإسلام أن الصحابة حطموا تمثالا واحدا سوى الأصنام التی کانت تُعبد حول الکعبة یوم فتح مکة.

المصدر: 24.com.eg

کلمات دلیلیة: داعش ، اجتماع ، المسلمین ، مصر
captcha