ایکنا

IQNA

سرّ المسجد الذي جمع الصلبان مع الآيات القرآنية

13:22 - April 15, 2016
رمز الخبر: 3460005
القاهرة ـ إکنا: اختلفت الآراء حول هيئة بناء مسجد الرفاعى فى منطقة الخليفة بالقاهرة فالبعض رأى أن الجمع بين الصلبان المسيحية والأيات القرآنية في هذا المسجد رمز للتسامح الديني في العصر الذي بني فيه.
سرّ المسجد الذي جمع الصلبان مع الآيات القرآنية

وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا) أنه اختلفت الآراء حول هيئة بناء مسجد الرفاعى فى منطقة الخليفة بالقاهرة فالبعض رأى أنه "تصرف خبيث" من المهندس النمساوي الذي أشرف على بناء المسجد بالجمع بين الصلبان المسيحية والأيات القرآنية ، فيما يرى آخرون فيه رمزاً للتسامح الديني في العصر الذي بني فيه.

ويكتفي فريق ثالث بإبداء دهشته من دون الانضمام إلى أي من الفريقين من تلك الصلبان المسيحية التى تزين واجهة مسجد الرفاعي في القاهرة، وتعلو أحد الأضرحة التي يضمها ضمن جنباته.

ويقع مسجد الرفاعي فى منطقة الخليفة في القاهرة، في مواجهة قلعة صلاح الدين الأيوبي، وبجوار مسجد السلطان حسن، ووسط مجموعة كبيرة من الآثار التي تؤرخ للعصور الإسلامية التي مرت بها مصر.

واشار جمال الهوارى مدير منطقة آثار الخليفة إلى أن السيدة خوشيار هانم، والدة الخديوي إسماعيل، هي صاحبة فكرة إنشاء هذا المسجد بحسب رما ذكر موقع رصيف 22. ويقال إنها نذرت نذراً لله، أنه إذا مرت الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد، أثناء حكم ابنها، فستقوم ببناء مسجد. 

وحدث ذلك بالفعل، فعهدت إلى مهندس القصور الملكية ورئيس دائرة الأوقاف حسين فهمي باشا، بوضع التصميم الهندسي للمسجد. وفي موسوعتها "مساجد مصر وأولياؤها الصالحون"، تشير الدكتورة سعاد ماهر إلى أن المسجد لم ينُسب لـ"خوشيار"، رغم أنها صاحبة فكرة إنشائه، إنما سمي الرفاعي.

واستندت ماهر في توضيح ذلك إلى المؤرخ تقي الدين المقريزي، الذي كتب أن موقع المسجد كان يشغله مسجد صغير من العصر الفاطمي لذخيرة الملك جعفر متولي الشرطة ووالي القاهرة، وكانت هناك زاوية صغيرة عُرفت باسم "الزاوية البيضاء" أو "الزاوية الرفاعية".

وكانت الزاوية مقراً لشيوخ الطريقة الرفاعية، وبعد موتهم أُلحقت بها قبورهم. وحين شرعت والدة اسماعيل في بناء المسجد، خصصت بعض القبور لنقل رفات المشايخ، لكن العامة لم يعرفوا المسجد باسمها، وعرفوه باسم الرفاعي. وتضيف ماهر أن بناء المسجد توقف عام 1885، بعد أن ارتفع مترين عن سطح الأرض، بسبب وفاة خوشيار هانم وظل العمل متوقفاً مدة ربع قرن، إلى أن جاء الخديوي عباس حلمي الثاني عام 1905، وعهد إلى أحمد خيري باشا مدير الأوقاف الخصوصية بإتمام المسجد. ثم عهد خيري إلى ماكس هرتز باشا، مهندس الآثار العربية حينذاك، بهذه المهمة. افتتح المسجد رسمياً للصلاة عام 1912.

ولا يمر شخص بجوار المسجد من دون أن تقع عيناه على الصلبان التي تزين واجهته، ويبدي دهشته، التي تتزايد في حال دخل إلى المسجد، إذ سيلفته وجود ضريح لجنانيار هانم شقيقة فريندنال ديلسبس، مهندس قناة السويس، التي تزوجها الخديوي إسماعيل.

وهذا الضريح مصمم على طراز العمارة المسيحية ويعلوه صليب أسفله آيات قرآنية، أمر من شأنه دفع الزائرين إلى سؤال مفتشي الآثار المشرفين على المسجد عن هذا المزج الغريب. "ما إن نبدأ في سرد تاريخ المسجد حتى تزول لدى البعض وطأة الدهشة شيئاً فشيئاً، بينما يغرق آخرون فى بحور أخرى من عدم المنطقية".

هكذا يقول محمود عبد الحميد مفتش أثري في المسجد. ويشير إلى أن مهندس نمساوي يدعى ماكس هرتز باشا ومساعده الإيطالي كارلو فيرجيليو سيلفايني أشرفا على بناء المسجد، وصممّاه على طراز يجمع بين المملوكي والأوروبي، فكان يشبه المباني في أوروبا في ذلك الوقت. ويضيف: "فور سماع الزائرين لهذه المعلومات، قد تمتم بعض الأصوات بأن المهندس النمساوي ومساعده الإيطالي هما من ضما الصلبان إلى عمارة المسجد بخبث ومكر، وفي غفلة من المصريين. ويذهب البعض إلى اتهام الخديوي اسماعيل بالتواطؤ معهما، لأنه كان يحب الغرب ويحلم أن تكون مصر قطعة من أوروبا. وليس مستبعداً أن يكون قد وافقهما على رؤيتهما في وضع الصلبان، متناسين، أي الزائرين، أن المسجد تم بناؤه فعلياً في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني.

ويقول جمال الهواري مدير منطقة آثار الخليفة: "المثير أكثر للدهشة هو قبر جنانيار هانم زوجة الخديوي اسماعيل، الذي يعلوه صليب وتحته آيات قرآنية، ما يدعو إلى التساؤل ما إذا كانت قد أسلمت قبل موتها أو ماتت مسيحية، وهو تساؤل لم يُقابل إلى اليوم بإجابة قاطعة من المؤرخين".

وأحد الزائرين، يدعى عصام عباس، قال إن وجود صليب جنباً إلى جنب مع الآيات القرآنية لا ينبغي أن يُنظر إليه بحساسية دينية، فربما كان هذا العصر الذي بني فيه المسجد يتسم بالتسامح الديني.

المصدر: المصريون
captcha