ایکنا

IQNA

مشاركون في ندوة بيروت يؤكدون:

سعدي الشيرازي أثبت خلال منطوقه الشعريّ عمق التفاعل بين الأدبين العربيّ والفارسيّ

13:57 - April 24, 2021
رمز الخبر: 3480928
بيروت ـ إکنا: أكدت شخصيات أدبية وسياسية في الندوة التي نظمتها المستشارية الثقافية الايرانية لدى لبنان بعنوان "في محفل الشيخ الأجلّ سعدي الشيرازي" أن سعدي شاعر إنسانيّ عظيم أثبت خلال منطوقه الشعريّ عمق علاقات التفاعل بين الأدبين العربيّ والفارسيّ، مؤكدة أن سعدي صورة مشرّفة للعمل الإنساني الشامل والنازع إلى الكمال.
مشاركون في ندوة بيروت يؤكدون:
وأعلنت المستشارية الثقافية الإيرانية في لبنان عن إطلاق السلسلة الجديدة من "مجلة الدراسات الأدبية" وذلك خلال تنظيمها أمسيةً أدبيةً بمناسبة يوم الشاعر الفارسي الكبير سعدي الشيرازي  بعنوان "في محفل الشيخ الأجل، سعدي الشيرازي"، جمعت بين الحضور والافتراض حيث انضمّ إليها متحدثون عبر تطبيق زوم, وتخللها إفطارٌ رمضانيّ دُعيت إليه شخصيات ونخب ثقافية من إيران ولبنان والدول العربية مع مراعاة محدودية العدد والالتزام بقوانين التباعد والوقاية زمن كورونا،  وتقدم الحضور وزير الثقافة اللبناني الدكتور عباس مرتضى، والسفير الايراني في بيروت الدكتور محمد جلال فيروزنيا، والمستشار الثقافي الايراني لدى لبنان الدكتور عباس خامه يار.

يُذكر أن مجلة  "الدراسات الادبية" هي وليدة منبر اللغة الفارسيّة وآدابها في الجامعة اللبنانيّة، الذي تأسّس في بداية العام الجامعيّ 1956-1957م، من ضمن برامج التعاون العلميّ بين جامعة طهران والجامعة اللبنانيّة.

وكان الهدف من إنشاء هذه المجلّة باللغتَين العربيّة والفارسيّة أن تكون واسطةً للتعارف ولتبادل المعلومات بين علماء اللغتَين, كما وبنتِ المجلّةُ جسرَ تواصلٍ بين العرب والإيرانيّين وفتحتِ الأبواب وشرّعتها لدراسة التأثّر والتأثير المتبادلَين بين اللغة العربيّة وآدابها واللغةِ الفارسيّة وآدابها، وحدود تعاونهما وتلاقحهما قديمًا وحديثًا. وقد توقفت لمدة عقود بسبب سوء العلاقات السياسية بين البلدين، حتى عادت من جديد إلى الصدور بجهود المرحوم الدكتور فيكتور الكك ودعم المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان.

وأُفتتحت الندوة بكلمات لسفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان السيد محمدجلال فيروزنيا وللمستشار الثقافي الايراني الدكتور عباس خامه يار وبعض الأساتذة من أعضاء الهيئة العلمية للمجلة، إلى جانب وقفات شعرية لأدباء وشعراء تطرّقوا إلى سعدي وقصائده.

والكلمة الاولى للمستشار الثقافي الايراني الدكتور عباس خامه يار، والذي رحب  بالحضور وتلا أبياتاً من  أشعار الشاعر سعدي:
بنی آدم اعضای یکدیگرند              که در آفرینش ز یک گوهرند
چو عضوی به درد آورد روزگار     دگر عضوها را نماند قرار
*****************************************************
الناس كالأعضاء في التساند             لخلقهم كنه من طين واحد
إذا اشتكى عضو تداعى للسهر  بقية الأعضاء حتى يستقر

 واضاف الدكتور عباس خامه يار لقد استحقّ سعدي بهذه الأبيات أن ينال لقب الشيخ الأجل العارف والواعظ، حيث قدمَ قيمةً إنسانيةً سامية على شكلِ بيتٍ شعري، وهي التكاتف والتعاطف بين الناس، وما أحوجنا اليوم إلى مصداق هذا البيت في حياتنا السياسية، الاجتماعية وحتى حياتنا الأسرية الخاصة.
 
مشاركون في ندوة بيروت يؤكدون:

وشدد الدكتور عباس خامه يار  على أن سعدي الشيرازي  مزج في أعماله بين الفائدة والمتعة، وبين البلاغة والبساطة، وأضحى بذلك مدرسةً أدبيةً قائمةً بذاتها، إذ اعتبر أب النثر الفارسي، استطاع كذلك أن يمزج بين تجاربه، بعد ثلاثة عقود تنقل فيها بين الكثير من البلدان والثقافات والصحاري والقفار، وأصبح رمزًا للمحبة والإنسانية.

وكانت اللغة العربية دائمًا حاضرةً في آثار سعدي ومؤلفاته، لا سيما زمن سقوط بغداد التي أحبها وأحب شعبها، بيد هولاكو المغولي، حيث فاضت مدامعه ورثاها قائلاً:

حبَستُ بجَفنَيَ المدامِعَ لا تجري          فَلَمّا طَغى الماءُ استطالَ على السكرِ
نسيمُ صبا بغدادَ بعد خرابها                      تمَنَّيتُ لو كانت تَمُرُّ على قبري

وأشار الدكتور عباس خامه يار  الى الى أن  صيت سعدي قد ذاع كثيراً في الغرب بفضل الترجمات الفرنسية واللاتينية، ولاحظ العالم من نقّاد وأدباء تأثره الكبير بالقرآن الكريم وبالحديث النبوي.

محمدجلال فيروزنيا :يشكّلُ سعدي صرحاً أدبياً أساسياً فهو قامةٌ كبيرةٌ في سماء الشعر والأدب

ثم تحدث السفير الايراني في لبنان الدكتور محمدجلال فيروزنيا، فقال: "يشكّلُ سعدي صرحاً أدبياً أساسياً إلى جانب حافظ الشيرازي وشعراء آخرين في إيران، فهو قامةٌ كبيرةٌ في سماء الشعر والأدب، وقلّما تجدونَ إيرانياً لا يحفظُ أبيات سعدي وحافظ وگنجوی والأنصاري والسنائي والخيام وكثيرين ممن كانت لهم مؤلفاتٌ خالدة في تاريخ الأدب والشعر.
 
مشاركون في ندوة بيروت يؤكدون:
وختم السفيرمحمدجلال فيروزنيا كلمته بالقول يسعدُني في هذه المناسبة أن أبارك لكم بهذا الشهر الفضيل، راجياً المولى عز و جل أن يتقبلَ طاعاتكم وصيامكم، ويخلّصَ البشريةَ من هذا الوباء الذي ألم بالعالم منذ أكثر من عام، وترك أُثرًأ واضحًا على العلاقات الرسمية والشعبية، الثقافية والإجتماعية. وبذلك تأثرت الفعاليات والأنشطة واللقاءات، ومازلنا نشعرُ بوطأة هذا الوباء علينا حتى الآن.

اختيار موضوع أشعار سعدي العربية في لبنان كان خياراً موفقاً

من جهته، قال الدكتور  حداد عادل رئيس مؤسسة "سعدي" في إیران والرئيس الأسبق للبرلمان الايراني  في كلمة  له في الندوة قال: إن اللغة العربية التي استقت قوتها وانتشارها ببركة القرآن الكريم، منذ صدر الإسلام وحتى اليوم كانت اللغة العالمية بين الدول الإسلامية، وعلى امتداد التاريخ، كان كل العلماء من فقهاء وفلاسفة، أدباء ومؤرخين وكبار، شعراء وكل المثقفين كانوا يتقنون اللغة العربية. اللغة العربية كانت علامة الثقافة في العالم الإسلامي. لغة التواصل المشترك لدى كل المسلمين. وسعدي شاعر إيران الكبير الذي عاش في القرن السابع الهجري، لم يكن مستثنى من هذه القاعدة. لقد درسَ لسنوات في المدرسة النظامية في بغداد. وطوال سنوات كان سائحاً في البلدان العربية وكان ضليعاً بهذه اللغة ورموزها وظرائفها. كان على ارتباط بكبار شعراء العرب. وهذا ما نراه حيث نجد عدداً من القصائد العربية في ديوانه".
 
مشاركون في ندوة بيروت يؤكدون:

واشار الدكتور  حداد عادل  الى أن اختيار موضوع أشعار سعدي العربية في لبنان الذي يعدّ مركز الثقافة في العالم العربي، كان خياراً موفقاً ورسالة هذا الخيار هي القول إن اللغة العربية هي حلقة الترابط الأساسية في سائر الشعوب الإسلامية وإن الإيرانيين لم ينسوا يوماً عشقهم للغة العربية وهذا الإرث الثقافي مثل قصائد سعدي وسائر الأعمال العربية التي تركها الإيرانيون لا سيما الشعر، يمكنه أن يكون صلة الوصل الوثيقة بين شعب إيران والشعوب العربية ليعرفوا هذا التلاقح الثقافي الذي كان لنا طوال التاريخ مع بعضنا البعض وحتى اليوم علينا أن نحافظ على هذا التلاقح ونعمل على تعزيزه.
 
الدكتورة دلال عباس: مجلّة "الدراسات الأدبية" واسطة لتبادل المعلومات بين علماء اللغتَين العربية والفارسية

وبدورها، تحدثت أستاذة الأدب المقارن واللغة الفارسية في الجامعة اللبنانية "الدكتورة دلال عباس" في مناسبة صدور مجلة الدراسات الأدبيّة" بحلة جديدة  فقالت: "جاء يوم  سعدي  مناسَبةً لإطلاق مجلّة "الدراسات الأدبيّة"، هذه المجلّةُ هي وليدة مِنبرِ اللغة الفارسيّة وآدابها في الجامعة اللبنانيّة، الذي تأسّس في بداية العام الجامعيّ 1956-1957م، من ضمن برنامج التعاون العلميّ بين جامعة طهران والجامعة اللبنانيّة، وتولّى الدكتور محمّد محمّدي أستاذُ الأدب العربيّ في جامعة طهران رئاسةَ هذا القسم، فضلًا عن تدريس اللغة الفارسيّة لطلّاب الأدب العربيّ والتاريخ فيها. بعد ثلاث سنوات، أصدرَ منبرُ اللغة الفارسيّة مجلّةَ "الدراسات الأدبيّة"، وجاء في افتتاحيّة العدد الأوّل بقلم رئيس التحرير الأستاذ الدكتور محمّد محمّدي، أنّ الهدف من إنشاء هذه المجلّة باللغتَين العربيّة والفارسيّة أن تكون واسطةً للتعارف ولتبادل المعلومات بين علماء اللغتَين.

في نهاية العام 1967م، ساءت العلاقاتُ بين إيران ولبنان، وعاد الدكتور محمّدي إلى إيران، وتوقّفتِ المجلّة عن الصدور.

وأضافت الدكتورة دلال عباس أنه حين بدأ الدكتور محمّدي تدريسَ اللغة الفارسيّة في الجامعة اللبنانيّة، كان من بين تلاميذه طالبان في قسم اللغة العربيّة هما أحمد لواساني الإيرانيّ الذي انتقل إلى لبنان وهو في العاشرة مع والده العلّامة السيّد حسن لواساني، وفيكتور الكك، الذي أوفده  قسمُ اللغة الفارسيّة في الجامعة اللبنانيّة  في العام 1960م  للتخصّص في اللغة الفارسيّة وآدابها في جامعة طهران.
 
مشاركون في ندوة بيروت يؤكدون:

وفي العام 1968م، كان الأستاذان الدكتور أحمد لواساني والدكتور فيكتور الكك، يدرّسان اللغةَ الفارسيّة في الجامعة اللبنانيّة لطلّاب الأدب العربيّ والتاريخ والآثار، وكنتُ أنا الطالبةُ في قسم اللغة العربيّة وآدابها من بين تلاميذ الدكتور أحمد لواساني، الذي تولّى إدارة قسم اللغة الفارسيّة بعد سفر الدكتور محمّدي، لكنّه لم يتمكّن من إصدار  المجلّة  بسبب توقّف الدعم المالي بعد قطع العلاقات بين البلدين، ثمّ بسبب اندلاع الحرب الأهليّة في لبنان.

وتابعت الدكتورة دلال عباس "بعد  انتصار الثورة في إيران وقيام الجمهوريّة الإسلاميّة، سعى الدكتور لواساني والدكتور الكك جاهدَين لإعادة إحياء مجلّة الدراسات الأدبيّة. وفي العام 2000م، عادت المجلّة إلى الصدور برئاسة الدكتور فيكتور الكك، ودعم المستشاريّة الثقافيّة للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة".

الدكتور طوني الحاج: صرف سعدي كل اهتمامه بالكتابه وتقديم النصائح الى الرعايا والحكام والمريدين

واعتبر أستاذ اللغة الفارسية في الجامعة اللبنانية  ومدير كلية الاداب سابقاً الدكتور طوني الحاج أن الشيخ الحكيم سعدي الشيرازي أمضى سنوات من عمره في اكتساب العلم العميق واستمرت والدته في تلقينه المعرفه وذلك بعد وفات والده. وبعد اكماله تحصيله العلمي بدأ السفر الي بلاد الشام والحجاز وغيرها من البلدان، كما جاء في "گلستان" ان سعدي قام بزياره تبريز وخلال زياراته المتعدده قام بسرد قصص كثره حول شخصيات التقاها وكانت معروفه في ذلك العهد، اقام سعدي سنوات طويله من بعد ترحاله في مدينه شيراز التي احبها كثيراً وصرف كل اهتمامه بالكتابه وتقديم النصائح والارشاد الى الرعايا والحكام والمريدين.
 
مشاركون في ندوة بيروت يؤكدون:
وختم الدكتور طوني الحاج كلامه: في النهايه ساستشهد بدراسه للاستاذ علي دشتي، ترجمها استاذي المرحوم والحبيب دكتور احمد لوساني، ان سعدي اوجد مفاهيم للمعاني لم تكن مستعملة قبله وذكر هنا الكثير من الكلمات، على سبيل المثال كلمة صحراء فهي تعني معني جديد غير المعروف في بلاد الشام والعراق انها كبساط من الحرير المزين المنقوش لكثرت خضرتها.
 
البروفيسورة مها خيربك ناصر: سعدي الشيرازي أثبت في خلال منطوقه  الشعريّ عمق علاقات التفاعل بين الأدبين العربيّ والفارسيّ

وفي هذا السياق، قدمت البروفيسورة مها خيربك ناصر, الأستاذة الجامعيّة واللغوية والناقدة والباحثة والروائية والشاعرة، وقدمت كلمة بعنوان "جمالية اللغة الصوفيّة في شعر سعدي الشيرازي ورشحها الدلاليّ" فقالت: "سعدي الشيرازي شاعر إيراني إنسانيّ عظيم أثبت في خلال منطوقه  الشعريّ عمق علاقات التفاعل بين الأدبين العربيّ والفارسيّ، فجاء نتاجه الشعريّ انعكاساً صادقاً ومعبراً عن عظمة إنسان أنطقه الشعر فنطق بلذة ذات صهرتها تجاربُ البحث عن لذة روحيّة سعى إليها، ولذلك منحه شعره هويّة أدبيّة ومعرفيّة وإنسانيّة تقوله شاعرًا صوفيًّا".

وكتب الشاعر سعدي الشيرازي في معظم أغراض الشعر باللغتين الفارسيّة والعربيّة، وبنى بعض قصائده على لغة صوفيّة ترشح بالدلالات والقيم الأخلاقيّة والإيمانيّة والفكريّة والإنسانيّة، فتمايزت نصوصه الصوفيّة الشعريّة بلغة جماليّة ترشح بأبعاد ومقاصد يمكن القبض على بعضها من خلال الرموز والإشارات التي تزخر بها قصائده الصوفيةّ.
 
مشاركون في ندوة بيروت يؤكدون:
 
واضافت البروفسورة مها خيربك ناصر أن سعدي الشيرازي وظّف الإشاراتِ والرموزَ بجماليّة فنيّة حرّضت على التعرّف إلى الفضاءات الجماليّة والعرفانيّة التي رسمها  في نصوص صوفيّة تنبئ عن جوهر ذاته وعن  لطافة روحه في خلال مساراتها الباطنيّة فتجاوز بقوتي التوليد والتأثير المستويات المباشرة، بفضل لغة إشاريّة وترميزيّة ساعدته على التلميح إلى المحبوب من دون الإفصاح باسمه، كان للرموز الصوفيّة حضور بارز في شعر سعدي، لما لها من معانٍ باطنيّة أدركها بالكشف والتأمل الوجدانيّ، فجاءت صادقة معبرة عن شوق روحه إلى معرفة الله وإلى كشف الحجب، بعد نضوج تجربته الروحيّة، ولقاء المحبوب ودخوله مرحلة الانعتاق من قيود الجسد، وتذوق خمر العشق الإلهيّ.

الدكتورة رنا جوني:  الشاعر سعدي الشيرازي صورة مشرّفة للعمل الإنساني الشامل والنازع إلى الكمال

واعتبرت الدكتورة رنا جوني الاستاذة الجامعية في جامعة تشرين في اللاذقية أن  الفكر الإنساني حقيقة لا يمكن حصرها في شعب دون آخر، والثقافة البشرية لاتخضع لمعايير الحدود المفروضة على الإنسان بسبب الأنظمة السياسية، وبحكم البيئة والجغرافيا فاللغة والفكر يتجاوزان الحدود والشعوب، ويسريان في عروق مايسمى اليوم بالقرية العالمية في ظل العولمة الحديثة. هذه الحقيقة في حركة دائمة للخروج من حدود لغتها والاتصال بالآخر لتؤثر فيه، أو لتستفيد من ثمراته.

من بوابة عصرنا الحاضر، أضافت الدكتورة رنا جوني: "أريد الدخول إلى عالم سعدي الشيرازي، من الإنسان الجديد الغريب الذي استنسخته العولمة عن قزم، وآذته الحضارة أكثر مما أفادته، من إنسان يتفنن في إلغاء وجود أخيه الإنسان باستغلاله أو ذبحه أو حرقه أو قتله إلى إنسان مسلم من الشرق القديم جسد نزوع الإنسان نحو الكمال من خلال تكامل شخصيته بين زرع المعرفة الإنسانية لتعلن الأساس الذي يتبنى عليه معتقداته وهو اقتران العلم بالأخلاق للتوصل إلى معرفة كيفية تنظيم الكون لابل الغوص فيه، والحفاظ على الإنسان عبر طموحاته الأكثر حريّة وخلاصاً ونبلاً".
 
مشاركون في ندوة بيروت يؤكدون:
وبينت: "سعدي شاعرنا العظيم إنّه صورة مشرّفة للعمل الإنساني الشامل والنازع إلى الكمال، وما أحوجنا اليوم في هذا الوقت التاريخي لاستعادة اشعاره على امتداد اللغات الحية، حيث فك العولمة، يطحن عظام الاسلام والمسلمين بحجة الإرهاب هنا إذن، مباشرة وبدون أي مواربة، يجب أن نتسلح بأشعار سعدي الشرازي. الشاعر الإسلامي العظيم، والتي لا تزال تفعل فعلها من حوالي ستمائة عام خلت حتى اليوم، لقد كتب الشاعر أشعاره الرقيقة في زمن وحشية التتار والمغول فكان ترجمان الضمير الإسلامي اللطيف العميق الشمولي الذي لا يميز بين الشعوب والأعراق والالوان والقبائل إلا بالتقوى، والتقوى حب وإيمان.
 
الدكتور علي حجازي: سعدي الشيرازي تأثر بالقرآن الكريم وقصصه

والكلمة التالية كانت للكاتب والباحث والروائي والمدير السابق  لكلية الاداب والعلوم الانسانية في الجامعة اللبنانية للدكتور علي حجازي فقال: "غادر الشاعر سعدي شيرازي مسقط رأسه للدراسة في بغداد وجاب بعدها مشارق الارض ومغاربها، فعاد بعد ثلاثة عقود محملاً بقطوف من الحكم والاخبار والافكار والمواعظ من مختلف البلدان مقدم كتابه " البستان" و"روضة الورد". الاول عمل شعري والثاني للادب وعشاقه عمل نثر تتخلله اشعار".

وأضاف: "في هذين الكتابين نجد خلاصه ما جمعه الشيخ خلال رحلاته المتعدده التي جاب فيها اغلب بلدان العالم الاسلامي التي جال في ارجائها وتزود بعلومها، واستوعب ادابها، استدعاها بوعي ومقدر في نتاجه، واخصبها بعباراته واسالبيه، كما اطلع علي ميراث امته وثقافه عصره، فكان وعاء طيبا لثقافته واسعه جمعها واتقن اخراجها باسلوبه البليغ الذي صاغ فيه اشعاره وقصصه باللغتين العربية والفارسية".
 
مشاركون في ندوة بيروت يؤكدون:

وأشار الى أن سعدي الشيرازي تأثر بالقرآن الكريم وقصصه، وبالامثال التي ضربها الله للناس، كما تأثر بالحديث النبوي الشريف، مضيفاً أن تاثير الشيخ سعدي في الادب العالمي واضح، ويعد من اوائل الشعراء الفرس الذين وصلت شهرتهم الى أوروبا.

الدكتور حسن حيدر: الجانب التعليمي فهو شيء أساسي وواضح في أدب سعدي

وقال الدكتور حسن حيدر مدير مركز اللغة الفارسية في الجامعة اللبنانية إن الجانب التعليمي فهو شيء أساسي وواضح في أدب سعدي نحن كنا نعرف انه في القرن الرابع والخامس والسادس للهجرة ، يعني أيام السامانيين والغزناويين كان هناك الأدب المدحي رائج جداً في رودكي و منوچهري خاص عندما بدأ معهم هذا الشعر وبالتالي وصولا الى سعدي ان تصل في المدح الى مكان ما الى سعدي الشيرازي قد سبقه هذا الكم الهائل من الشعراء ومن المدح ومن الوصف فيقوم بابتكار أشياء جديدة، ما ابتكره و خاص في مجال الأدب التعليمي وهو الوصف التعليمي عندما كنا نشاهد الوصف عند رودكي كان هذا الوصف بشكل عام هو وصف لأشياء طبيعيه ان كان للحبيب، ان كان لشعر الخمريات، ان كان لأشعار أخرى موجودة، لكن عند سعدي شيرازي تنمي الوصف ووصل الى مرحلة أساسية في التعليم وبالتالي أصبح هذا الوصف وخاص في وصف الربيع أو "در وصف بهار" عندما كان يصف الربيع وكافه مكونات هذا الربيع من الطبيعة والليل والنهار وحتى أزهار الرمان الموجودة كان هذا الوصف ليس للوصف فقط، كان يريد ان يقول ان هذا الجمال كله نتيجة للخالق، وكان هذا هو الوصف التعليمي الديني الذي أضافه سعدي شيرازي".
مشاركون في ندوة بيروت يؤكدون:
 
مشاركون في ندوة بيروت يؤكدون:
 
مشاركون في ندوة بيروت يؤكدون:
 
مشاركون في ندوة بيروت يؤكدون:
captcha