وإن 22 محرم الحرام هو ذکری إرتحال العالم الشیعي البارز الشیخ الطوسی وهو من أشهر المحدثین والفقهاء المسلمین الشیعة في العالم.
والشيخ الطوسي هو محمد بن الحسن بن علي بن الحسن (385 ــ 460 هـ) المعروف بشيخ الطائفة والشيخ الطوسي. مؤلف كتابين من الكتب الأربعة ومن كبار المتكلمين والمحدثين والمفسرين والفقهاء الشيعة.
وقدم إلى العراق من خراسان في سن الثالثة والعشرين وتتلمذ على يد العلماء هناك كالشيخ المفيد والسيد المرتضى. أسند إليه الخليفة العباسي كرسي كلام بغداد. وعندما احترقت مكتبة شابور إثر هجوم طغرل بيك اضطر للهجرة إلى النجف فأسس الحوزة العلمية هناك.
وتسلم المرجعية وزعامة المذهب الجعفري بعد وفاة السيد المرتضى وقد خدم العالم الإسلامي لا سيما مذهب الإمامية خدمات جليلة من خلال تربية آلاف التلاميذ والطلاب وتأليف العشرات من الكتب العلمية الخالدة والتي لا تزال لها أثرها المشهود، ومن خدماته تأسيس طريقة الاجتهاد المطلق وتأليف في مجالات الفقه والأصول، وقد جعل الشيخ اجتهاد الشيعة مستقلاً في مقابل اجتهاد أهل السنة خصوصا مذاهبهم المهمة.
وعاش الشيخ الطوسي اثنتي عشرة سنة في النجف وتوفي ليلة الاثنين الثاني والعشرين من المحرم سنة 460 هـ وغسّله تلامذته الحسن بن مهدي السليقي، والحسن بن عبد الواحد العين زرابي، وابوالحسن اللؤلوي، ودفنوه في بيته، ثم تحوّل البيت إلى مسجد بناء على وصيته وهو اليوم من أشهر مساجد النجف ويقع قرب الباب الشمالي لصحن الامام علي (ع) والمعروف بباب الطوسي.
ویکفي الشیخ الطوسي فضلاً أنه کاتب لکتابین مما تسمی بکتب الشیعة الأربعة وهما "التهذیب" و"الإستبصار"، کما أن فضیلته کتب أول تفسير لکامل المصحف الشریف وهو "التبیان في تفسیر القرآن" الذی یعتبر أول تفسیر شیعي لکامل المصحف.
و"التبيان في تفسير القرآن" من التفاسير الشيعية من تأليف محمد بن حسن الطوسي (385 - 460هـ)، ويعد هذا الكتاب هو أكمل تفسير شيعي؛ بمعنى أنّه مفسّر وجامع لكل آيات القرآن؛ والمؤلف وظّف جميع طرق التفسير لشرح الآيات القرآنية؛ كما أنه يعتبر من أقدم مصادر التفسير، وقد انتهج العديد من مفسّري الشيعة للقرآن نهج الطوسي في التفسير.