ایکنا

IQNA

تحصیل العلم اللّدني في فکر "السهروردي"

13:42 - May 10, 2022
رمز الخبر: 3485873
طهران ـ إکنا: إن فلسفة الإشراق التي أسّسها الفيلسوف الإيراني شيخ الإشراق "شهاب الدين السهروردي" تحکي لنا کیف یستطیع الإنسان تربیة النفس حتی یحصل علی العلم اللّدني الإلهی.

تحصیل العلم اللّدني في فکر

وشرح ذلك، الفيلسوف والفقيه الإیراني الشهیر "آية الله السید مصطفی محقق داماد" في المحاضرة التي ألقاها في مؤتمر "لماذا السهروردي؟" في إیران مؤکداً أن السهروردي شید فکره علی أسس قرآنیة.

فيما يلي تفاصيل محاضرة آية الله السيد مصطفى محقق داماد:

"إذا نظرنا الى تأريخ الفلسفة وبحثنا في کتابات الفیلسوف "ابن سینا"(980 ـ  1037 للميلاد) لن نجده یستند کثیراً بالقرآن الکریم وأیضاً اذا بحثنا في مؤلفات "صدرالمتألهین"(1571 ـ 1640 م) فنجد آیات قرآنیة کثیرة إستند إلیها في نصّه ويعدّ القرآن أحد أركان فلسفته، لكن تصورات الملا صدرا الفلسفية للقرآن الكريم هي في الواقع تكملة لأعمال السهروردي (1154-1191).

ولکن السهروردي بنی فکره علی القرآن الکریم، والفلسفة التي أتی بها  سمیت "فلسفة الإشراق" وهو عنوان کتابه الشهیر أیضاً حیث بدأ بالآیتین 23 و24 من سورة "التكوير" المباركة"وَ لَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ وَ مَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ".

ومعظم المفسرین قالوا عنها أن فعل "رآهُ" یشیر إلی رسول الله (ص) ومن کان في الأفق هو"جبرئیل" الذي رآه الرسول (ص) ولکن السهروردی إستهل کتابه بتفسیر جدید للآیة ما أدّی إلی تکفیره من قبل البعض آنذاك.

وقال السهرودي إن من کان بالأفق ورآه الرسول (ص) "العقل الفعال" هو العقل الباطني للعالم بذاته وبأسبابه وبمسبباته وهو العقل الذي یتحکم بکل القوی وجریان الأمور في العالم ولأنه کائن غیر مادي سمي بالـ "عقل".

الفرق بين حكمة الاشراق والمدارس الفلسفية الأخرى هو أنه وفقًا للسهروردي، يمكن للإنسان أن يربي نفسه ليتصل بالعقل الفعال.

عندما يرتبط قلب الإنسان بالعقل الفعال يمكنه تلقي المعرفة.وجهة نظر السهروردي أن العقل الفعال لا يبخل في إسناد العلم لنبي واحد وحرمان غيره. السهروردي محق تماماً، لكن عامة الناس قالوا إن السهروردي يريد أن يقول إن النبي(ص) ما كان خاتم النبيين، ويمكن للأشخاص الآخرين أن يصبحوا أنبياء، بينما السهروردي لا يريد أن يقول هذا على الإطلاق".

جدير بالذكر أن شهاب الدين السهروردي (1154-1191) المعروف باسم الشيخ إشراق، وهو من مواليد مدينة "زنجان" الايرانية وأحد أعظم الفلاسفة في تاريخ إيران، والذي تشكل المواضيع القرآنية، العرفانية، والفلسفية، والأخلاقية، والفقهية المحتوى الرئيسي لأعماله كما أنه أحيا الحكمة القديمة لإیران.

captcha