وأقام الباحث الديني الايراني والمدرس في الحوزة العلمیة(المدرسة الدينية) بمدينة "قم المقدسة" جنوب العاصمة الايرانية طهران "آیة الله أبوالقاسم علیدوستي" حلقته الـ 24 لمادة تفسیر القرآن الکریم في الحوزة العلمية وکان محورها السؤال التالي: هل القرآن الکریم یحمل في طیاته کل التعالیم والعلوم معاً؟
وهناك آیات تحمل دلالة علی أن الکتاب فیه کل شئ منها الآیة 38 من سورة الأنعام المبارکة "مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ" وأیضاً الآیة 59 من السورة نفسها "وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ".
وما معنی "کتاب مبین"؟ یقول البعض أن المقصود من ذلك کتاب الطبیعة وهذا ما تنص علیه بعض الآیات التي تفید بأن الکائنات تبلغ الکمال في الطبیعة ومن ذلك قوله تعالی "وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا"(الإسراء / 20).
أما إذا کان معنی کتاب مبین ما بین الدفتین فهنا یطرح السؤال نفسه ما إذا کان هذا الکتاب یحمل کل رطب ویابس أي کل العلوم؟
ویقول المفسر القرآني الكبير العلامة الطباطبائي في تفسیره "المیزان" للقرآن الکریم أن القرآن کتاب هدایة ولم یدع شيئاً في هذا الشأن الا وقد قاله کما إنك تقول إن کل شئ یوجد في هذا الکتاب الفقهي وتقصد من ذلك کل ما هو فقهي.
ملخص البحث أولاً: لا شك لدینا " إِنَّ اَلْقُرْآنَ ظَاهِرُهُ أَنِيقٌ وَ بَاطِنُهُ عَمِيقٌ لاَ تَفْنَى عَجَائِبُهُ وَ لاَ تَنْقَضِي غَرَائِبُهُ".
ثانیاً: لا یمکن فهم القرآن ما لم یحصل تناسب بین العلم والعالم والقرآن هو العلم ونحن العلماءعلینا أن نرتقی بمستوینا حتی نستطیع فهم القرآن الکریم وإستیعابه.
ثالثاً: إن الذي یتفکر في القرآن سیجد نصیبه من ذلك.
رابعاً: أحیاناً یتوصل الإنسان في دراسته للقرآن إلی مقولات ولکن لا یجب علیه إستنطاق القرآن بما یریدها من نتائج.
خامساً: علینا الإلتزام بأصول التفسیر حتی نستطیع الدفاع مما ننسبه للقرآن الکریم.