ومن الفئات التي تشکل عبئاً علی الأمة الإسلامیة هم المنافقون لقوله تعالی في الآیة 64 من سورة التوبة المبارکة "يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ".
ومن علامات المنافقین أنهم یضعون مصلحتهم قبل کل شیء إذ یقول تعالی في الآية الـ81 من سورة التوبة المبارکة "فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ".
وإنهم مسرورون لكونهم وقفوا مع المسلمين في الرخاء وتركوهم في الشدائد وتبريرهم هو أن الإنسان لا يلقي بنفسه إلى التهلكة غافلين عن قوله تعالي "لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ»(۸۱) «فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا"(82).
وهناك فئة أشد تعقيداً من المنافقين فإن كانت الأخيرة تأمر بالمنكر وتنهي عن المعروف فـ هؤلاء يشيدون المساجد ليستغلوها لزرع الفتن بین المؤمنین وذلك لقوله تعالی "وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ"(التوبة / 107).