وأشار إلى ذلك، الخبير والباحث الاجتماعي "الدكتور عماد أفروغ" في محاضرة له حول نهج البلاغة تحت عنوان "إحياء القلب" في الرسالة الـ31 من كتاب نهج البلاغة التي وجهها الإمام علي (ع) إلى ابنه الإمام حسن المجتبى (ع).
وقال إن الرسالة رقم 31 في نهج البلاغة تحمل دروساً وعبراً في طياتها.
وقال الإمام علي (ع) في الرسالة "اَحْىِ قَلْبَكَ بِالْمَوْعِظَةِ، وَ اَمِتْهُ بِالزَّهادَةِ، وَ قَوِّهِ بِالْيَقينِ، وَ نَوِّرْهُ بِالْحِكْمَةِ، وَ ذَلِّلْهُ بِذِكْرِ الْمَوْتِ، وَ قَرِّرْهُ بِالْفَناءِ، وَ بَصِّرْهُ فَجائِعَ الدُّنْيا، وَ حَذِّرْهُ صَوْلَةَ الدَّهْرِ، وَ فُحْشَ تَقَلُّبِ اللَّيالى وَ الاْيّامِ".
وهناك أصل ذهبي في الأخلاق يحكم بأن نحب للآخرين ما نحب لأنفسنا وهذا ما جاء في قول الإمام علي (ع) عندما أوصى ابنه الحسن (ع) "يا بُنَىَّ، اجْعَلْ نَفْسَكَ ميزاناً فيما بَيْنَكَ وَ بَيْنَ غَيْرِكَ، فَاَحْبِبْ لِغَيْرِكَ ما تُحِبُّ لِنَفْسِكَ، وَ اكْرَهْ لَهُ ما تَكْرَهُ لَها، وَ لاتَظْلِمْ كَما لاتُحِبُّ اَنْ تُظْلَمَ، وَ اَحْسِنْ كَما تُحِبُّ اَنْ يُحْسَنَ اِلَيْكَ وَاسْتَقْبِحْ مِنْ نَفْسِكَ ما تَسْتَقْبِحُ مِنْ غَيْرِكَ، وَارْضَ مِنَ النّاسِ بِما تَرْضاهُ لَهُمْ مِنْ نَفْسِكَ، وَ لاتَقُلْ ما لاتَعْلَمُ وَ اِنْ قَلَّ ما تَعْلَمُ، وَ لا تَقُـلْ ما لا تُحِـبُّ اَنْ يُقـالَ لَـكَ. وَاعْلَمْ اَنَّ الاْعْجابَ ضِدُّ الصَّوابِ وَ آفَةُ الاْلْبابِ".
"وَ اعْلَمْ يا بُنَىَّ، اَنَّ الرِّزْقَ رِزْقانِ: رِزْقٌ تَطْلُبُهُ، وَ رِزْقٌ يَطْلُبُكَ، فَاِنْ اَنْتَ لَمْ تَأْتِهِ اَتاكَ. ما اَقْبَحَ الْخُضُوعَ عِنْدَ الْحاجَةِ، وَ الْجَفاءَ عِنْدَ الْغِنى. اِنَّما لَكَ مِنْ دُنياكَ ما اَصْلَحْتَ بِهِ مَثْواكَ. وَ اِنْ جَزِعْتَ عَلى ما تَفَلَّتَ مِنْ يَدَيْكَ فَاجْزَعْ عَلى كُلِّ ما لَمْ يَصِلْ اِلَيْكَ".