وقال الامام علي(ع) فِي خُطْبَةٍ لَهُ: أَيُّهَا اَلنَّاسُ إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ اِثْنَتَانِ اِتِّبَاعُ اَلْهَوَى وَ طُولُ اَلْأَمَلِ فَأَمَّا اِتِّبَاعُ اَلْهَوَى فَيَصُدُّ عَنِ اَلْحَقِّ وَ أَمَّا طُولُ اَلْأَمَلِ فَيُنْسِي اَلْآخِرَةَ.
كما روي عن الامام علي(ع): "اَكثَرُ النّاس أملاً اَقلّهم لِلموتِ ذِكراً".
الهروب من المسؤولية
وقال الله سبحانه وتعالى في الآيتین الخامسة والسادسة من سورة "القيامة" المباركة "بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴿۵﴾ يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ﴿۶﴾".
وأحيانًا يريد المرء استخدام شجرة أو أرضًا في الصحراء، ويخبره ضميره الأخلاقي ألا يفعل ذلك لأن المالك غير راضٍ. لكنه لكي يفتح المجال لنفسه، يتجاهل ضميره ويقول: هذه الأرض والأشجار ليس لها مالك.
عدم الإيمان بقدرة الله ومعرفته
قد جاء في العديد من الآيات القرآنية أن الذين ينكرون المعاد ليس لديهم أي دليل أو حجة علمية لانكار القيامة، بل هم يستبعدون الحياة الأحرى بعد الموت في يوم القيامة، ونذكر هنا بعض الأمثلة:
1 ـ "قَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ"(الجاثية / 24).
2 ـ "زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ"(التغابن / 7).
3 ـ "وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ"(السجدة / 10).
4 ـ وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(الرعد / 5).
وهذه الآيات القرآنية هي ردّ واضح على ادعاء منكري المعاد الذين يعتقدون أن يوم القيامة والحياة بعد الموت أمر بعيد الاحتمال، كما روي عن النبي محمد(ص) في هذا السياق "اِذا رَأَیتُم الرَّبیعَ فاکثِروا ذِکرَ النُّشُورَ".