وإن القرآن الكريم يحذرّنا في آيات متعددة من التسرع في الحكم ومعرفة الأمور والتمعن فيها وقال الله تعالى " عسى أنْ تَكرَهوا شَیئاً و هو خیرٌ لَكُم و عَسى أنْ تُحِبُّوا شَیئاً و هو شَرٌّ لَكُم"(البقرة / 216).
وقال الله تعالى في الآية الـ19 من سورة "النساء" المباركة "فَعَسى أن تَكرَهوا شَیئاً و یَجعَل اللّهُ فیه خیراً كثیراً".
كما أن مفردة "حسبان" تنذرنا من التمسك بمعرفتنا بالأمور لأنها قد تكون خاطئة وبالتالي يأمرنا بأن لا نتبع الظن والوهم.
والمقصود فيما جاء أننا إذا أصبحت لدينا شبهات حول العدل الإلهي وتساءلنا عن عدله ونحن نعاني في الدنيا فعلينا أن نعلم بأن هناك الكثير من الأمور التي لا نعلمها وهناك أسرار لانعيها.
فإذا قرأنا كتاباً ووجدنا فيها مفردات لا نعلمها علينا أن لا نتسرع في الحكم على الكاتب وإتهامه بالجهل بل علينا محاسبة أنفسنا أولاً ومراجعة علمنا بالأمر.
مقتطفات من كتاب "أصول العقيدة الاسلامية(العدل)" بقلم المفسر الايراني للقرآن "الشيخ محسن قرائتي"