وقال الله سبحانه وتعالى في سورة البينة المباركة "رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً فيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ" حيث وصف القرآن الكريم بالكتاب القيّم أي القويم.
ويمكن بحث قوام القرآن الكريم من منظورين؛
الأول: قوام القرآن الكريم وأحكامه
بحسب الآية الكريمة "كتب" تعني الأحكام والقواعد التي أنزل الله بها من سلطان وتريد الآية تأكيد صونها من أي تحريف وتزييف.
ويقول الله تعالى في تأكيد معنى حفظه للقرآن الكريم "إِنَّا نحَنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لحَافِظُون"(الحجر / 9)، كما جاء في قوله تعالى "لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَينْ يَدَيْهِ وَ لَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيد"(فصلت / 42).
الثاني: تقويم القرآن الكريم للمجتمع والناس
إن القرآن الكريم يؤكد غايته في تقويم المجتمع وهدايته بالاضافة الى تأكيده على التكامل الفردي وبالتالي فإن العدل هو غاية القرآن الكريم التي قال فيها " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْاحْسَنِ وَ إِيتَاى ذِى الْقُرْبىَ وَ يَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَ الْمُنكَرِ وَ الْبَغْىِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون"(النحل / 90).
إن العدل يعدّ من المبادئ التي يؤدي تنفيذها إلى انسجام المجتمع واستقراره، وبتطبيقه تتحقق حقوق الجميع، ويمنع انتهاك حقوق الآخرين، كما أنه لا يمكن تنظيم العلاقات الاجتماعية السليمة وحكم الشرائع الإلهية في المجتمع الإسلامي إلا في ظل العدالة.
تحریم الربا:
وقال الله تعالى في الآية الـ276 من سورة البقرة: "يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَواْ وَ يُرْبىِ الصَّدَقَاتِ وَ اللَّهُ لَا يُحِبُّ كلُ كَفَّارٍ أَثِيم".
الربا عبارة عن مكاسب أو استغلال بظلم يضاف في التجارة أو الأعمال التجارية وإنّ الربا من أكبر الكبائر وأعظم الذنوب في الشريعة المحمّدية. ومن يتدبّر في الآيات والروايات يجد أنّه قد شدّد القرآن الكريم في تحريم الربا ما لم يُشدِّد في أيّ ذنب من الذنوب.
ومن المبادئ الأخرى التي تحافظ على المجتمع هي عدم انتشار الربا بين الناس، وبقدر ما يسبب الربا الخلاف في المجتمع، فإن الصدقة والانفاق يقويانه، لأن الربا يضاف من خلال تدمير ممتلكات الآخرين، بينما في الصدقة والانفاق، لا يتم تدمير ممتلكات أحد، بل بسبب النية الخالصة وراءهما، يزيد الله من نعمتهما.
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
twitter