
وأوضحت
دار الافتاء المصرية في بيان رسمي لها، أن بعض المغالين استندوا إلى ما يُروى أن النبي(ص) دخل على أصحابه فوجدهم يقرؤون
القرآن الكريم جماعة فقال: «هَلَّا كل منكم يناجي ربه في نفسه»، وهو استدلال فاسد، إذ لا يصح نسبة هذا القول إلى النبي(ص) على الوجه الذي يُفهم منه النهي عن القراءة الجماعية، وإنما الصحيح أن الوارد عنه(ص) هو الإرشاد إلى تنظيم القراءة وعدم التشويش بين المصلين أو القراء.
دليل جواز قراءة القرآن بصورة جماعية
واستشهدت دار الإفتاء المصرية بما رواه الإمام مالك في "الموطأ" والإمام أحمد في "المسند" عن أبي حازم التمار عن البياضي(رضي الله عنه) أن النبي(ص) خرج على الناس وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال: «إن المصلي يناجي ربه عز وجل، فلينظر ما يناجيه، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن». وبينت الدار أن هذا الحديث لا يدل على تحريم الذكر الجماعي أو التلاوة المشتركة، وإنما يُرشد فقط إلى منع التشويش، حيث كان بعض المصلين يجهر بالقراءة فيؤثر على خشوع غيره.
إقرأ أيضاً:
وأضافت أن ما استقر عليه عمل المسلمين عبر القرون من قراءة القرآن في جماعات سواء في المساجد أو البيوت، داخل حلقات التحفيظ أو في المناسبات الدينية، هو أمر مشروع لا يتعارض مع الشرع، بل يندرج تحت التعاون على البر والتقوى، ونشر القرآن وتيسير تعلمه وحفظه.
ونقلت الدار عن الإمام ابن عبد البر في كتابه "الاستذكار" تأكيده أن الجهر المفرط بما يشوش على المصلين أو القراء غير محبوب، وأنه إذا كان هذا الأمر مكروهًا بين مصلٍ وآخر، فالأولى أيضًا منع أي فعل يشغل الناس عن صلاتهم وقراءتهم.
وشددت دار الإفتاء المصرية على أن التشويش والاعتداء في القراءة منهي عنه شرعًا، أما التلاوة الجماعية المنظمة فهي من السنن الحسنة التي تحقق مقاصد الشريعة في تعظيم كلام الله وتيسير نشره، مؤكدة أن مثل هذه المزاعم حول كونها بدعة لا تستند إلى دليل صحيح.
وأكدت أن الله سبحانه وتعالى جعل القرآن هدى ورحمة للمؤمنين، وأن الاجتماع على تلاوته من مظاهر تعظيمه التي أجمع عليها المسلمون جيلاً بعد جيل.
المصدر: newsroom.info