
وأكد الدكتور أحمد الطيب
شيخ الأزهر الشريف، على أهمية إسماع صوت القادة الدينيين في مواجهة التحديات وبخاصة تحدي تغير المناخ لتعزيز الجهود من أجل حماية بيئتنا المشتركة وإنقاذها من دمار يشبه أن يكون دماراً محققاً بعدما لاحت نظره وتوالت عاما بعد عام ممثلة في كوارث طبيعية من ارتفاع غير مسبوق في درجة الحرارة وفيضانات جارفة وحرائق في الغابات أتت على الأخضر واليابس وجفاف شديد وانقراض كثير من الأنواع الحية وانتشار الاوبئة والآفات والأمراض.
وأشار شيخ الأزهر في كلمته إلى مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ «COP 28» الذي تستضيفه دبي عبر الفيديو، إلى قول أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش حين قال إن عصر الاحتباس الحراري قد انتهى وبدأ عهد الغليان الحراري العالمي.
وحذّر شيخ الأزهر أحمد الطيب من أن تغير المناخ وتراكم آثاره السلبية، يشكل أحد أكبر التحديات التي تعاني منها الإنسانية، معتبراً أن مؤتمر المناخ "COP 28" في دبي، يمثل "فرصة ثمينة لتعزيز الجهود من أجل حماية بيئتنا المشتركة، وإنقاذها من دمار يشبه أن يكون دماراً محققاً".
وأضاف الدكتور أحمد الطيب: "أرى أن هذه الخطوة المهمة والمبادرة الاستثنائية التي تقدم بها مجلس حكماء المسلمين لدعوة رموز الأديان المختلفة لتوقيع وثيقة (نداء الضمير) في بيان أبوظبي المشترك بين الأديان من أجل المناخ، وكذلك لإنشاء جناح الأديان ولأول مرة داخل مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين للتعاون مع الأمم المتحدة ودولة الإمارات؛ وذلك لإسماع صوت القادة الدينيين في مواجهة التحديات؛ وبخاصة تحدي تغير المناخ".
وأشار إلى أن "للإسلام موقف محدد من قضية البيئة وعناصرها، بدءاً من الأرض ومروراً بكل ما يدب على وجهها من كائنات حية وانتهاء بما يسبح في مياهها، ويطير في أجوائها من أسماك وطيور. هذا الموقف يتمثل باختصار شديد في الأمر الإلهي الموجه إلى كل إنسان مؤمن وغير مؤمن بالإصلاح في الأرض وما عليها، والنهي الإلهي والتحذير من الإفساد فيها، أو في أي عنصر من عناصرها".
وأوضح قائلاً: "وقد نزل القرآن الكريم مشحوناً بالآيات التي تحث على احترام البيئة وعناصرها انطلاقاً من أمرين؛ الأول أن البيئة وعناصرها دليل من أقوى الأدلة التي ترشد العقل لمعرفة الله تعالى والإيمان به".
وزاد: "الأمر الثاني، أن الكائنات بكل أنواعها تشارك الإنسان المؤمن في عبوديته لله تعالى؛ ومن ثم كان الإنسان في منطق الإسلام مسؤولاً عن البيئة، مسؤوليته عن نفسه وعن إخوته من بني آدم. وفي الإسلام تشريعات خاصة بهذه القضية لا يحتمل المقام تفصيلها".
وشدد على أن "الأرض وما عليها أمانة في رقبة الإنسان، وهو مسؤول بين يدي الله يوم القيامة عن إصلاحها وعن حمايتها من الفساد والإفساد فيها، وقد حذر الله الإنسان إن هو أفسد في الأرض أن يذيقه من الأمراض والمصائب والكوارث بقدر ما يفسد فيها"، فيما تلا الآية القرآنية: "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون".
المصدر: الأسبوع
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
twitter