إن الطمأنينة هي ضالة البشر في الماضي كما هي ضالته اليوم فإنه يعاني من فقد الروحانية والطمأنينة ويفعل كل ما يستطيع من أجل بلوغ ضالته.
وإن نمو الطـرق الصوفية الناشئة والكاذبة وتزايد استعمال المخدرات أو المهدئات يدلّ على الارتباك والشعور بالفقر والحاجة.
فإن الشعور بالطمأنينة من صفات الإنسان الذي يعيش حالة عادية لأنه بدون ذلك لا يستطيع بلوغ النمو والكمال المطلوب أصلاً ولهذا يضع القرآن الكريم باعتباره كتاب هداية للناس خارطة أمام البشر لتحقيق هذه الغاية.
وللطمأنينة أهمية خاصة في القرآن الكريم حيث يعتبر الإيمان أساس الدين ويعتبر الطمأنينة والشعور بالأمن والهدوء أصل الإيمان.
والرؤية القرآنية تُثبت بأن هناك علاقة وطيدة بين الإيمان بالله والشعور بالطمأنينة وفي ذلك قال الله تعالى في الآية 82 من سورة الأنعام المباركة "الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أولئِکَ لَهُمُ الْأمْنُ وَ هُمْ مُهْتَدُونَ".
ومنح الله تعالى المؤمنين الطمأنينة بسبب إيمانهم وذلك لقوله تعالى "هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ" (الفتح / 4).