إن الحصول على الرزق الحلال أمر محمود ولكن هناك من يتجاوز جميع الحدود الأخلاقية والإنسانية في جمع المال ويصبح حريصا على الحياة في الدنيا فيتمسّك بها.
ووصف القرآن الكريم أولئك الذين يفتقدون إلى الروحانية والمعنوية والهداية في حياتهم بـ الحيوانات "وَ لَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ کَثِیراً مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا یَفْقَهُونَ بِها وَ لَهُمْ أَعْیُنٌ لا یُبْصِرُونَ بِها وَ لَهُمْ آذانٌ لا یَسْمَعُونَ بِها أُولئِکَ کَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِکَ هُمُ الْغافِلُونَ" (الأعراف/ 179)
واليهود هم قوما أشد بخلا وحرصا من بين الأقوام وذلك على الرغم من أن الله تعالي أنزل عليهم أنبياء عدة بتعاليم كان من شأنها أن تهديهم فقال تعالى في الآية 96 من سورة البقرة المباركة "وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ" ليصف حال هؤلاء اليهود.
وبحسب الآية الكريمة فإن اليهود هم أحرص الناس على حياة الدنيا ولظنّهم أن العمر الطويل يؤجل العذاب الإلهي كانوا يتمسكون دائما بالحياة الدنيا.