وأشار إلى ذلك، أستاذ مادة الفلسفة والرئيس الأسبق لجامعة العلامة الطباطبائي في طهران "نجفقلي حبيبي" في محاضرة له بندوة "السهروردي وحكمة الإشراق" التي أقيمت أمس الأحد 29 ديسمبر 2024 م في بيت مفكري العلوم الإنسانية بالعاصمة الايرانية طهران.
وقال نجفقلي حبيبي: "في الثمانينات من القرن العشرين للمیلاد، عندما دخلت مرحلة الدكتوراه، ركّزت أطروحتي للدكتوراه على العرض الخاص الذي كان للسهروردي".
إقرأ أيضاً
وأضاف: "لقد إهتمّ الفيلسوف السهروردي بالقرآن الكريم إهتماماً خاصاً ولم يكن هناك فيلسوف قبل السهروردي إهتم بالقرآن واستند إليه بقدر السهروردي".
وأردف مبيناً: "يعتقد بعض الأشخاص أن السهروردي كان زرادشتياً، لكن هذا ليس صحيحاً، وقد أولى السهروردي إهتماماً كبيراً بالدين الإسلامي والقرآن، وأعتقد أن هؤلاء الأشخاص لم يدرسوا جميع أعمال السهروردي".
من جانبه قال العضو في هيئة التدريس في مركز الموسوعة الإسلامية " سيد حسن عرب": "إننا جميعاً نعرف مكانة السهروردي الفكرية في تاريخ الفكر الإسلامي والإيراني، وله مكانة عالية في ذاكرتنا التاريخية".
هذا ويذكر أن الفلسفة الإشراقية أو حكمة الإشراق، فلسفة مبنية على الكشف والشهود، أسسّها شهاب الدين السهروردي. ذكر السهروردي أن أصل فلسفة الإشراق هم حكماء الفرس، واليونان، ومصر، والهند، وبابل القدماء، والتي تم إهمالها بعد أرسطو؛ بسبب النظرة الظاهرية من قبل أتباع الفلسفة المشائية، والاكتفاء بالبحث الاستدلالي.
وتجدر الاشارة الى أن شهاب الدين السهروردي (539 - 632 هـ) هو شهيد التصوف ورائد الفلسفة الاشراقية. فاق السهروردي حكماء عصره في الفلسفة والتصوف، وهو ما يدلّ على كثرة مؤلفاته حيث تصل إلى 50 مؤلف وهو لم يتجاوز سن السادسة والثلاثين من عمره. وقد حاول التوفيق بين الفلسفة والتصوف. وقد أطلق عليه لقب زعيم الافلاطونيين في العالم الإسلامي وسميت فلسفته باسم حكمة الإشراق.