
{مَن جاء بالحسنة… لا مَن عمل فقط }
قال تعالى:﴿مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾(الأنعام: 160)
تأمّل في دقّة التعبير القرآني…
لم يقل: "من عمل حسنة"، بل قال: "من جاء بالحسنة"!
فالعمل وحده لا يكفي، بل يجب أن تحفظ عملك حتى توصله بين يدي الله سليمًا، طاهرًا، لم تأكله نارُ الرياء، ولم تلوّثه شوائب المنّ، ولم يُذِبْه الغرورُ أو العجب أو السمعة.
كأن الحسنة أمانة… تُؤدى، وتُحفظ، ثم يُؤتى بها.
فربَّ عملٍ صالحٍ تُفسده النوايا، أو يذبل في الطريق.
فيا من تُحسن، لا يكفِ أن تفعل الخير…
بل احمله بقلب خاشع، واجعل له غطاء الإخلاص، وسِر به في صمت، حتى تصل به إلى باب السماء.
فإذا بلغ، جاءك الجزاء: عشر أمثالها، مضاعفة كرمًا ورحمة، أما السيئة… فهي بوزنها، لا تُضاعف، وهم لا يُظلمون.
ما أكرم هذا الميزان…
ميزانٌ يُضاعف الحسنات، ويُؤتى بالسيئات كما هي، لكن شرط الدخول في هذا الفضل:
أن "تجيء بالحسنة"… لا أن تتركها تتساقط من بين يديك قبل الوصول.
بقلم الأستاذ في الحوزة العلمية "آية الله السيد فاضل الموسوي الجابري