
وفي مناسبة أبرزت قيمة
التعليم الديني الممنهج ودوره في بناء أجيال راسخة المعرفة والهوية، شهدت سنغافورة أمس السبت احتفالاً موسعاً نظمه
المجلس الإسلامي في البلاد(MUIS)، بمناسبة تخرج أكثر من 540 شاباً وفتاةً من 24 مركزاً ضمن برنامج aLIVE التربوي، الذي رافقهم منذ سن الخامسة مروراً بمراحل الأطفال والناشئة واليافعين وصولاً إلى مرحلة الشباب.
مسيرة تربوية تمتد من الطفولة حتى الشباب
وانطلق هؤلاء الخريجون في رحلتهم التعليمية منذ سن الخامسة، متنقلين بين مراحل البرنامج: الأطفال، ثم الأشبال، فمرحلة المراهقين، وصولاً اليوم إلى فئة الشباب. هذا التدرج الطويل يعكس رؤية تعليمية تهدف إلى بناء وعي متكامل يرافق المتعلم في أهم محطات حياته.
إرث النور.. شعار العام ورسالته
وحمل حفل هذا العام شعار إرث النور، ليؤكد أن العلم أمانة تُعاش وتُورث وتُثمر في المجتمع. واستحضر الحفل الآية الكريمة من سورة النور: "الله نور السماوات والأرض"، في تذكير رمزي بدور المعرفة في هداية النفس واستقامة الطريق.
ومن أبرز القصص التي لاقت تفاعلًا واسعًا، قصة الطالب Chairil Luqman من مسجد الإيمان، وهو شاب من ذوي التوحّد عالي الأداء. أظهر خلال سنوات دراسته عزيمة لافتة، فكان مثالًا على قوة الإرادة وثمار الدعم الأسري والتربوي المتواصل.
تطوير التواصل بين الأسرة والمؤسسة التعليمية
أعلن خلال الاحتفال عن إطلاق تطبيق "Little Lives" الذي سيتيح مزيداً من التواصل بين أولياء الأمور والمعلمين والطلاب، بما يعزز بيئة تعليمية قائمة على المشاركة والثقة والدعم المشترك.
شكر وتقدير للأسر والمعلمين
وأشاد الرئيس التنفيذي لـ"MUIS"، قادر ميدين، بالدور الجوهري لأولياء الأمور والمربين، مثمناً صبرهم وتفانيهم والجهود التي لا تُرى خلف نجاح كل طالب. وأكد أن هذه المنظومة المتكاملة هي سر ازدهار التعليم وبناء شخصيات إيجابية قادرة على العطاء.
يمثل حفل تخرج 2025 من برنامج aLIVE محطة مضيئة في مسار التعليم الديني في سنغافورة، ورسالة واضحة بأن الاستثمار في المعرفة القيمية هو أساس بناء جيل واثق، مستنير، ومؤهل لخدمة مجتمعه وخيره.
يُعدّ برنامج aLIVE جزءًا من جهود المجلس الإسلامي في سنغافورة لتقديم تعليم إسلامي جزئي للأطفال والشباب من سن ٥ إلى ٢٠ عاماً. البرنامج يُقدَّم وفق منهج تربوي متدرج، يواكب نمو الطفل واليافع، ويركّز على بناء الشخصية والسلوك والممارسة اليومية للدين بروح إيجابية ومتوازنة. ويهدف إلى تنشئة جيل من الشباب على القيم الإسلامية الراسخة، ليكونوا مسلمين واثقين بدينهم، متمسكين بالتقوى، ومتميزين بحسن الخلق.
المصدر: مسلمون حول العالم