ملف "خاشقجي" والسیاسة الأمریکیة الجدیدة تجاه السعودیة
ومنذ تولي الرئیس الجدید "جو بایدن" منصب الرئاسة الأمریکیة یتسائل العالم عن نوع العلاقة بین السعودیة والولایات المتحدة الأمریکیة وما إذا کانت تتأثر بالقضایا العالقة بین الدولتین منها قضیة إغتیال الصحفي جمال خاشقجي.
وبعد إصدار صحیفة "واشنطن بوست" الأمریکیة تقریراً إتهمت فیه بضلوع ولي العهد السعودی "محمد بن سلمان" في قتل جمال خاشقجي أصبح الرأي العام العالمي یطالب بمعاقبته وإن المطلب موجه إلی إدارة بایدن.
وقد حظرت الولایات المتحدة الأمریکیة 76 مسؤولاً سعودیاً من دخول أراضیها وذلك فور قتل جمال خاشقجي ولکنها لم تعلن أي عقوبة ضد بن سلمان الذي ذکر إسمه في تقریر واشنطن بوست بأنه المسئول عن القتل.
وکانت الولایات المتحدة الأمریکیة تتعاطف دائماً مع السعودیة بسبب إحتیاطیها النفطي وأیضاً بسبب العلاقات السیاسیة والعلمیة التي تربط بین البلدین حیث هناك أکثر من 37 ألف طالب سعودي موفود للدراسة في الولایات المتحدة.
ولکن أصبح العالم ینظر الآن إلی سیاسة بایدن تجاه السعودیة أکثر من الماضي ویراقب السیاسة الأمریکیة ما اذا کانت تفضل مصالحها علی قیم الحریة وحقوق الإنسان التي ترفع شعار الدفاع عنها في العالم.
وکانت للسعودیة علاقة وطیدة بالولایات المتحدة الأمریکیة منذ إستقلالها وثم أصبحت مقراً للعسکریین الأمریکیین والطائرات الأمریکیة في مواجهة الإتحاد السوفیاتی حیث إستضافت السعودیة في 1979 لأول مرة طائرات F-15 الأمریکیة.
وعملت السعودیة مع الولایات المتحدة الأمریکیة علی دعم الجماعات المناهضة للشیوعیة في أفغانستان تلك الجماعات أعلنت إرهابیة فیما بعد.
وعلی الرغم من العلاقات الإستراتیجیة بین البلدین إذ یظن المراقبون لن تکون هناك علاقات وطیدة کما کانت في عهد الرئیس السابق "دونالد ترامب" ولکن ستکون هناك علاقات وسطیة وثیقة بین البلدین.
ویستند المراقبون إلی قرار الولايات المتحدة الأمريكية رفع جماعة "أنصار الله" الحوثية في اليمن من قائمة الجماعات الإرهابية الأجنبية وإحتمال عودة الولایات المتحدة إلی الإتفاق النووی مع إیران وبالأخیر إعلان مسئولیة السعودیة في قتل جمال خاشقجي علی أنها دلیل علی تراجع العلاقة بین السعودیة وأمریکا من ما کانت علیه في عهد الرئیس السابق.
