واشار سماحته الى تصریحات الشخصیات الثقافیة والسیاسیة لمختلف الدول ومنها الدول الاوروبیة حول الهجمة الثقافیة الامیرکیة ضد سائر الثقافات واضاف، ان القضیة التی حذرتُ منها قبل اعوام تحولت الیوم الى حقیقة.
ولفت قائد الثورة الى ان المئات من وسائل الاعلام الصوتیة والمرئیة والمقروءة والانترنتیة فی العالم والتی تهدف للتاثیر على اذهان وافکار الشعب الایرانی واعتبر بعض الالعاب الکومبیوتریة والعاب التسلیة المستوردة من ضمن الامور المروجة لسلوک ونمط الحیاة الغربیة فی اذهان الاطفال والناشئة والشباب الایرانیین.
واعتبر قائد الثورة الاسلامیة العمل والابداع اساس التصدی الحکیم لمسالة الهجمة الثقافیة واکد قائلا، انه ینبغی عبر الجهد الابداعی مواجهة هذه الظاهرة حیث ان مسؤولیة مؤسسة الاذاعة والتلفزیون ووزارة الثقافة والارشاد الاسلامی جسیمة جدا فی هذا الصدد.
ووجه سماحته التوصیة المؤکدة لوزارة الارشاد بان تضع فی جدول اعمالها العمل على تشجیع تالیف الکتب وترجمة الکتب المفیدة وانتاج الافلام السینمائیة الجذابة اعتمادا على الطاقات العالیة فی صناعة الافلام وانتاج العاب الکومبیوتر المفیدة وترویج الالعاب ذات النشاط الواسع وانتاج العاب التسلیة ذات المعانی والمضامین المفیدة والجذابة.
واکد قائد الثورة الاسلامیة ضرورة الرصد والمعرفة الدقیقة للمظاهر الحدیثة للهجمة الثقافیة قبل دخولها الى البلاد واوضح قائلا، ان التاخر فی الادراک والتحرک یخلق مشکلة لذا ینبغی التصدی للهجمة الثقافیة فی الوقت المناسب وبحکمة.
وفی معرض تبیینه للتصدی للهجمة الثقافیة بحکمة قال سماحته، ربما یجب احیانا الحیلولة دون تغلغل الظواهر بصورة کاملة ولکن یمکن استیعاب بعض الظواهر او تعدیلها احیانا.
واعتبر قائد الثورة الاسلامیة اتخاذ نهج الانفعال والموقف الدفاعی الصرف تجاه الهجمة الثقافیة بانه الاسلوب الاسوأ والاکثر اضرارا فی التعامل مع هذه الظاهرة واضاف، ان المواقف الهجومیة ضروریة ایضا فی بعض الحالات ولکن على ای حال ینبغی فی کل الظروف التصرف بحکمة والعمل المفعم بالفکر.
واکد آیة الله العظمى السید علی الخامنئی فی حدیثه اهمیة مسالة الثقافة ومکانة المجلس الاعلى للثورة الثقافیة فی البلاد، داعیا الى مواصلة التقدم العلمی فی الجامعات وصیاغة مبادئ تطور العلوم الانسانیة وصون اللغة الفارسیة، لتتحول ایران الى مرجع علمی ویتم بناء الحضارة الاسلامیة الحدیثة.
واکد سماحته بان الثقافة والقیم الثقافیة تشکل هویة وروح شعب ما واضاف، ان الثقافة لا تعتبر تابعا للاقتصاد والسیاسة بل ان الاقتصاد والسیاسة تابعان للثقافة.
واعتبر قائد الثورة الاسلامیة مواجهة القضایا الثقافیة التخریبیة، من المسؤولیات الرقابیة للحکومة واضاف، ان لنا جمیعا مسؤولیة شرعیة وقانونیة ازاء القضایا الثقافیة والثقافة العامة فی البلاد.
واکد بان الثقافة کانت على الدوام معتمدة على حضور الشعب واضاف، ان تفویض القضایا الثقافیة للشعب لا یتعارض مع مسؤولیة الرقابة والتوجیه من جانب الحکومة کما ان تواجد الدولة والحکومة فی المجال الثقافی لا یعنی ایضا رفض تواجد الشعب.
واشار الى بعض التصریحات اللامسؤولة الداعیة للحریات الثقافیة کما هی فی الغرب وتساءل قائلا، انه لماذا عندما یصر الغربیون على قضایا غیر معقولة ومضللة مثل الاختلاط بین الرجال والنساء بعنوان المساواة بین المراة والرجل، او نمط حیاته بعنوان التقدم والحداثة، فلماذا لا نصر نحن على قیمنا الثقافیة السامیة؟.
واعتبر التقدم العلمی فی البلاد والانجازات العلمیة التی تحققت خلال العقد الاخیر حقیقة مبارکة اعترف بها معارضو ایران ایضا.
وقدم سماحته توصیة مهمة جدا وهی ضرورة الا تصبح الجامعات لای سبب کان ساحة تصول وتجول فیها التیارات السیاسیة لان هذا الامر یحول دون النمو والتقدم العلمی للبلاد، واضاف، اننا کما فی السابق نعتقد بان الشاب خاصة الشاب الجامعی هو المحرک للتطورات السیاسیة والاجتماعیة الا ان هذه القضیة تختلف تماما عن مسالة تحول الجامعة الى مکان تصول وتجول فیها التیارات السیاسیة.
واعرب سماحته عن قلقه العمیق لعدم الاهتمام الکافی باللغة الفارسیة والهجمات التی تتعرض لها، وانتقد استخدام المصطلحات الاجنبیة فی الحالات التی توجد فیها مرادفات لها فی اللغة الفارسیة، داعیا المجلس الاعلى للثورة الثقافیة لبذل جهود ملموسة وجادة لتقویة ونشر وترسیخ اللغة الفارسیة فی جمیع المجالات.
کما اکد ضرورة الاهتمام بنقاط الضعف الاجتماعیة واسبابها الثقافیة واضاف، ان معرفة الجذور ودراسة سبل الحل لقضایا مثل الطلاق والفساد المالی والجنح الاجتماعیة، یجب ان تحظى باهتمام هذا المجلس.
وفی مجال القضایا الاجتماعیة اعتبر الشیخوخة السکانیة خطرا حقیقیا للبلاد واضاف، انه على المسؤولین الاخذ بجدیة مسالة انخفاض نسبة السکان الشباب وتقدیم الحلول المناسبة لها.
وتم تأسیس المجلس بامر من الامام الخمینی (ره) مؤسس الجمهوریة الاسلامیة عام 1980 ویرأسه رئیس الجمهوریة فیما یعد احدى المؤسسات الحکومیة فی الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة.