وأشار الی ذلک، العضو فی لجنة التدریس بجامعة العلامة الطباطبایی فی طهران، محمد باقر خرمشاد، فی حدیث خاص له مع وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة (ایکنا) قائلاً ان الحضارة الإسلامیة الحدیثة من أهم المواضیع المطروحة فی الساحات الثقافیة والسیاسیة والإجتماعیة المعاصرة.
وأشار مدرس فی جامعة العلامة الطباطبایی الی ان الحضارة الإسلامیة بکل أبعادها ترتکز علی أساس عقائدی رصین مبیناً: ان هذا الأساس هو النظرة الثنائیة للإسلام التی تضم الإنسان والکون کما ان علم الأناسة الإسلامی وعلم التکوین الإسلامی یبتنیان علی هذه الصفة.
وأضاف ان السؤال الأساسی والرئیسی هو ان الحضارة الإسلامیة الحدیثة کیف یمکن بناءها وما هی الطرق التی توصلنا الیها موضحاً: ان الرد علی هذا السؤال یجعلنا بحاجة الی رؤیة کلیة نحو الدین الإسلامی بشکل عام ودراسة هذا الدین فی مختلف الأبعاد ومن مختلف الزوایا.
وأکد ان الدین الإسلامی جاء ونزل فی مجتمع بدوی لم یشهد الحضارة من قبل ولم یکن لهذا المجتمع مجموعة فکریة أو فلسفیة أو فنیة منسجمة ولکن هذا المجتمع البدوی بعد نزول الإسلام بعقود تحول الی حضارة إسلامیة عظیمة غیرت مصیره وهذا التغییر المفاجئ یثیر سؤالاً کیف استطاع الإسلام تحویل المجتمع من مجتمع بدوی الی مجتمع متحضر سطع نوره علی العالم کله.
واستطرد محمدباقر خرمشاد قائلاً: ان الباحثین یسعون الی اللجوء الی مفهوم الثقافة فی تبیین موضوع الحضارة بمعنی انهم یسعون عرض مفاهیم الحضارة علی عناصر الثقافة وبناء علی هذه العقیدة هنالک من یسعی الی تبیین مفهوم الحضارة بأدوات ثقافیة وهنالک من یعتقد العکس أی یسعی الی توضیح وتبیین معنی الثقافة من خلال مفهوم الحضارة.
وأردف ان الحضارة تؤثر مباشرة علی الفکر والرؤیة ونوع الحیاة الإجتماعیة والفردیة مضیفاً: ان الحضارة تعنی شکل متعدد الأضلاع ومن أضلاعه الدین والعلم والتقنیة والجمالیات االفنیة والبناء والأنماط السلوکیة الفردیة والإجتماعیة.
وأوضح خرمشاد ان الحضارات تتخذ من ثقافاتها أساساً لها وتبتنی علیها مبیناً ان مزج هذه العناصر یؤسس الی مجموعة منسجمة تتبلور فی مختلف المجالات وعلی سبیل المثال فإن البناء مثلاً فی کل حضارة یعکس الفلسفة السائدة فی تلک الحضارة.
1351606