وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(ایکنا) نقلاً عن الموقع الاعلامی للعتبة العلویة المقدسة أنه قال الأمین العام للعتبة العلویة المقدسة ان زیارة مراقد الأئمة المعصومین(ع) تحمل أبعاداً وجوانب ودرجات عدة أولها ما یخص من یأتی للزیارة أو لا یرى الا البعد الأخروی وما من المقایضة بالثواب الذی ذکرته الروایات للزائر فهو من یصل إلى المکان الراغب فی زیارته لیتلفظ بالألفاظ المعینة ویقف بتلک المواقف الخاصة المعروفة الخاصة بالزیارة وفق ما بینته الروایات.
ثم بعد ذلک ینتظر الثواب من الله جل وعلا ، ولهذا فلا یوجد أی انعکاس للزیارة على نفس الإنسان وراء حصوله على الثواب وهذا درجة من درجات العلاقة مع الزیارة ، والبعد الثانی منها ما یحمل جانباً أوسع من ذلک ، فالزیارة هی عمل دینی أنزله الباری عزَّوجل بها ".
وتابع بقوله :" ولکن یقف مع الدین حدود الإقامة لطقوسه العبادیة فی حدود البعد الذی یتمثل بتصریف الشحنة الدینیة الموجودة لدى الإنسان لأنها شحنة العاطفة ، لتکون العلاقة مع المراقد ومع آل البیت صلوات الله علیهم ومع الرسل ومع الکعبة المشرفة ومع الامام الحسین ومع أولاد الحسین علیهم السلام لا تقف عند المقایضة فقط وإنما لتصریف الشحنة التی یحملها الإنسان أی العاطفة الدینیة التی یحملها کل إنسان وهذا شکلٌ آخر من أبعاد الزیارة وعلاقاتنا بأهل البیت علیهم السلام، وقد أثبتت لنا الدراسات الإنسانیة حقیقة هذه العاطفة التی یحملها الإنسان حتى ولو کان ملحدا فانه یحمل فی ذاته بعداً عاطفیا للتوجه الدینی ، ثالثاً وهو إلى الفرق ما بین الإسلام وغیره من الأدیان، فالله جل شانه لما أنزل الإسلام بعث الأنبیاء وأرسل الرسل لیس فقط من اجل هذه الشحنة العاطفیة لدى الإنسان لینمِّیها ویصرفها فحسب ، وإنما هو إستعان بوجود هذه الشحنة الذاتیة فی ذات الإنسان من اجل أن یصل إلى کماله الأعلى فهذا الشعور الدینی لیس إلا طریقاً إلى الدرجات العلیا من الکمال ، والفرق مابین مذهب آل البیت الأطهار صلوات الله علیهم أجمعین ، والمذاهب الأخرى ، هو الإقرار بأن هذا الشعور العاطفی الدینی الموجود فی ذات الإنسان لیس من اجل ذات الشعور فقط ، وإنما هو طریقٌ إلى ذلک الکمال الذی لا یمتلکه الإنسان إلا من خلاله وهنا تکمن العظمة ، لا یمکن للإنسان أن یصل إلى التکامل مهما أوتیَ الإنسان من طاقات وسبل إذ بدون العامل الدینی لدى الإنسان والهدى الإلهی لهذا العامل ".
وأکد:" نعم هنالک درجات أخرى أرفع من ذلک وهی درجات الأبرار والأنفس الرفیعة التی تلک الریاضات النفسیة العلیا لتصل إلى المصاف الرفیعة ، فزیارة أهل البیت علیهم السلام تحمل لها ثلاث درجات ( الأولى العاطفیة الدینیة الخاصة وهو ما لیس لنا الحدیث فیه هنا والأخرى الزیارة لباب من أبواب الرسل إلى الله تبارک وتعالى ، والثالثة درجة أهل البصر والبصیرة ، حیث یکون الغایة من الزیارة الوصول إلى المستوى الأرفع من خلال الصلة بهؤلاء المطهرین علیهم السلام الذی هو کطریق إلى التکامل الذاتی وهو ما ینبغی أن نقف عنده فی هذه السلسة من الأحادیث أن نعرف الحکم والغایات التی یرتفع بها الإنسان".
وقال سماحة الأمین العام للعتبة العلویة المقدسة :" إن الراویات الواردة فی زیارة المعصومین علیهم السلام کما ورد بعضها فی کیفیة الزیارة وما فیها من الثواب ورد بعضها إعتبر الزیارة مسلکاً إلى التکامل فی طریق الحق الذی أراده الله تبارک وتعالى وهو ما سنمضی معه إن شاء الله تعالى فی هذه السلسلة من الأحادیث".