وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة (اکنا) أنه قال آیة الله العظمی جوادی الآملی بخصوص تفسیر الآیات الـ72 إلی الـ81 من سورة "یس" المبارکة: السبب فی تسمیة سورة یس بـ«قلب القرآن» هو أنها تتناول موضوع المعاد بإعتباره محور العقائد الدینیة.
واعتبر المرجع الدینی البارز للشیعة أن أهم مشکلة یواجهها الإنسان هی أنه لایعرف حقیقة المعاد حسب آیة «إِنَّ الَّذِینَ یَضِلُّونَ عَن سَبِیلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِیدٌ بِمَا نَسُوا یَوْمَ الْحِسَابِ»، مضیفاً أن أهمیة المعاد تتمثل فی أنه یتعلق بالآخرة بإعتباره المصیر النهائی للإنسان.
وأشار آیة الله العظمى جوادی الآملی إلی أنه قد ورد فی سورة "یس" المبارکة أن الکفار إستبعدوا المعاد من دون أن یأتوا بدلیل له، مبیناً أن الإستبعاد هذا مرده إلی إعتماد الکفار علی مجرد التجربة فی معرفة القضایا، مؤکداً أن المعرفة التجریبیة لیس لها أساس علمی مادام لم ترافقها المعرفة التجریدیة.
وبخصوص شبهة الآکل والمأکول بوصفها إحدی أقدم الاشکالات التی طرحت حول المعاد الجسمانی، أکّد المرجع الدینی البارز للشیعة أن خلاصة هذه الشبهة أن الإنسان لو أکل من لحم إنسان آخر بحیث إن کل أو بعض بدن الإنسان الأول صار جزءاً من بدن الإنسان الثانی فهل إن أجزاء بدن الإنسان الأول تنفصل فی یوم القیامة عن بدن الإنسان الثانی أو لا؟ فإن قلنا إنها تنفصل فإن بدن الإنسان الثانی یصیر ناقصاً، و إن قلنا لا تنفصل فإن بدن الإنسان الأول یصیر ناقصاً.
و رداً علی هذه الشبهة، قال آیة الله العظمى جوادی الآملی إن حقیقة کل إنسان قائمة بروحه و لیس بقالبه الجسمانی، وإن الموت هو إنتقال الإنسان من مکان إلی مکان آخر فلایعنی إنعدام الإنسان خلافاً لمن یظن أن الهجرة من المنقول عنه إلی المنقول منه تعنی إنعدام المنقول عنه.
وفی الختام، أشار المفسر الایرانی للقرآن الکریم إلی الآیة الأخیرة من سورة "یس" المبارکة: «فَسُبْحَانَ الَّذِی بِیَدِهِ مَلَکُوتُ کُلِّ شَیْءٍ وَإِلَیْهِ تُرْجَعُونَ»، مضیفاً أن المعرفة الصحیحة للحجج الإلهیة الواردة فی القرآن والمفاهیم والعبارات القرآنیة بما فیها مصطلح «الملکوت» فی الآیة المذکورة تتوقف علی معرفة أسماء الحسنی.