وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه أطلقت قوى سیاسیة وحقوقیة ومجتمعیة فی البحرین حملة "مملکة المساجد المهدمة" فی ذکرى هدم المساجد على ید النظام فی فترة الطوارئ فی مارس وأبریل 2011، والتی شملت هدم 38 مسجداً کما وثقها تقریر السید بسیونی، إلى جانب عشرات الاعتداءات على المقدسات والمنشآت الدینیة.
وجاء إطلاق الحملة فی مؤتمر صحفی عقد فی الجمعیة البحرینیة لحقوق الإنسان الخمیس 17 أبریل 2011، فی یوم الحریات الدینیة فی البحرین وهو ذکرى هدم مسجد "الأمیر محمد البربغی" الذی یعود لأکثر من 450 سنة، ولازال النظام یصر على إبقاءه مهدماً ویحاول تغییر مکانه الحقیقی.
الموسوی: یجب محاسبة من قام بهدم المساجد
وقال مسؤول دائرة الحریات وحقوق الإنسان بجمعیة الوفاق الوطنی الإسلامیة فی المؤتمر الصحفی: فی مثل هذا الیوم قبل ثلاث سنوات بعد بضع ساعات تبدأ الذکرى الثالثة لهدم مسجد البربغی فی عصر 17 أبریل 2011، کان یوماً برغم واقع أیام السلامة الوطنیة إلى ما بعد شهر کان یوماً مؤلماً جداً، مررت بعد أن سمعت أن المسجد یهدم، لا أستطیع أن أشرح شعوری کان مؤلماً جداً، لأن هذه الخطوة کانت واحدة من الخطوات التی تدل على التصاعد.
وأردف: المساجد المهدمة وصل عددها إلى 38 مسجداً وهناک أکثر فیما یتعلق بالاعتداءات، ولکن تقریر تقصی الحقائق تمکن من توثیق 30 مسجداً لکنه لم ینفی بقیة المساجد، وتمکن فی وقته المتاح زیارة 30 مسجداً ولم یتمکن من متابعة المساجد الباقیة.
ولفت الموسوی إلى ان السلطة تحاول الیوم أن تلتزم فقط بـ30 مسجداً، وکأنها تعیر النظر الى التقریر ولا تعیر النظر الى العین الالهیة تعلم ما فعلت وما أهانته من مقدسات بأکثر من 30 مسجداً.
وتابع: السلطة تتحدث عن اعادة بناء المساجد، الکتلة البلدیة لجمعیة الوفاق قامت بإعداد تقریر تبین أن السلطة قامت بالفعل من الانتهاء أربعة مساجد فقط، ولکن المساجد التی استطاع الناس بنائها وکأنما قدرات الناس تفوق قدرات السلطة هی ثمانیة مساجد وفی وقت قیاسی قبل أن تتمکن السلطة من اعادة بناء 4 مساجد.
وقال الموسوی: هناک 14 مسجداً غیر واردة فی الحدیث الرسمی، وقد لاحظنا عدم اهتمام بمواقع المساجد الأصلیة، وکأنها ترید أن تقول بأن سبب الهدم هو بسبب المخالفة، وهذه مسألة خطیرة جداً یراد لها أن تمرر.وقال: المشکلة الکبیرة جداً والتی أعتقد بأن السلطات علیها أن تعیرها النظر هو أن تحاسب من قام بهدم المساجد، لأنه منذ الانتهاء من هدم المساجد وانفضاح هذه الجریمة أمام العالم لم تتوقف التعدیات على المؤسسات الدینیة سواء کانت مسجداً او مصلى أو مقبرة أو وقفاً، وقد استبشرت فی صبیحة الیوم عندما رأیت تصریحاً لدائرة الأوقاف السنیة یدافع عن وقف، وهو مخزن موقوف لأحد المساجد ویقول بأنه لا یستطیع التصرف فی هذا المخزن، کان هذا التصریح معبراً عما نتفق معه بالضبط حول الأوقاف، هنا أقول للسلطات هل فی البحرین هناک فرق بین الوقف الرحمانی العائدة للمساجد سواء کان سنیاً أو شیعیاً ولکن تختلف المعاییر فی استحقاقها؟.
السلمان: الاعتداءات على المساجد مستمرة حتى الآن
من جانبه، أکد مسؤول ملف الحریات الدینیة فی مرصد البحرین لحقوق الإنسان الشیخ الدکتور میثم السلمان أن التعدیات على المساجد لازالت تتکرر بأشکال متعددة حتى الیوم ولم تتوقف.
وأوضح: ثلاثة أعوام مضت على جریمة هدم المساجد.. ثلاثة أعوام مضت على قیام السلطة بهدم ما یعادل 5% من المساجد المسجلة فی الأوقاف الجعفریة، ولا زالت التعدیات تتکرر بأشکال متعددة، ولو رصدنا التعدیات لرأینا ان الأرقام تؤکد أن الاستهداف مستمراً، وهذا الاستمرار یلوّح بأن هناک سیاسة منهجیة وارادة لدى بعض الجهات التأزیمیة للاستمرار فی التعدی على المساجد.
وقال السلمان: ربما کان الأخطر الاعتداءات التی وقعت خلال الأعوام الثلاث هم التعرض لمسجدی الامام الباقر والامام الصادق اذ تعرض المسجدین للطلق المباشر، واذا نظرنا الى مسجد البربغی التاریخی الذی یتجاوز عمره 450 سنة فإنها تقوم بعدة تعدیات: قامت بهدم المسجد، ثانیاً قامت بتضلیل تاریخ المسجد والوقفیة التی توجد لهذا المسجد، ثالثاً: قامت بالتضییق على المواطنین على حقهم المکفول فی اقامة الشعائر الدینیة دون اکراه أو تضییق، رابعاً: هو وضع الأرتال الرملیة ونقاط التفتیش والحواجز والقوات الأمنیة التی تمنع المواطنین من الوصول إلى المسجد، وتعرض المواطنین للاعتقال بسبب التوجه لاقامة الصلاة هناک، اما الجریمة الخامسة هی الاصرار على تغییر موقعه الأصلی.
وأردف: نحن الیوم نجتمع کون هذا الیوم یوماً للحریة الدینیة فی البحرین بالتزامن مع هدم هذا المعلم التاریخی والدینی -مسجد البربغی- ومن المؤسف ما بلغنا الیوم استهداف مصلى رأس رمان، هناک استهداف رسمی واعتداء على مصلى رأس رمان، والذی یعود سجله الى عقود طویلة، والذی کان یؤم فیه االصلاة العلامة الکبیر سیدجواد الوداعی، الاعتداء تم من قبل جهة مرتبطة بالأجندة الرسمیة والتأزیمیة، وقد طالبنا فی أکثر من مرة على وضع التدابیر التی تحول دون وضع المساجد فی التجاذبات السیاسیة، وقد طالبنا بخطوات فی هذا الشأن: وهی أولاً: اعادة بناء المساجد وفق جدول زمنی معلن. ثانیاً: تقدیم الجهات المتورطة فی هدم المساجد للمحاسبة القانونیة، ثالثاً: تقدیم الاعتذار الرسمی للشعب وللمکون الوطنی الکبیر الذی تعرض للاهانة والازدراء وتعرض للوجع بسبب تعرض هذه المساجد للهدم.
وعن تفاصیل حول الاعتداء على مصلى رأس رمان، أوضح السلمان: تم کسر الباب، وتغییر اقفال المصلى، ووضع لائحة واعلان جدید على المصلى یبین أن هذه القاعة هی لاجتماع المؤذنین والقیمین للمساجد، ونرى فی هذا الاجراء تعدی فاضح على هذا المصلى الذی یعد مسجداً من مساجد البحرین، وهو مسجلاً فی الأوقاف الجعفریة وکانت تقام فیه الصلوات منذ عقود طویلة، ولا زلنا نتابع هذا الملف بقلق، وهذا ان دل على شیء فإنما یدل على أن العقلیة التی هدمت 38 مسجداً لا زالت مستمرة فی نفس المنهجیة! ولدینا الصور التی تبین حقیقة الاعتداء على المصلى.
حزمة من الفعالیات فی "مملکة المساجد المهدمة"
ولفت السلمان إلى إطلاق حزمة أنشطة وفعالیات فی هذا الأسبوع من خلال مؤسسات المجتمع المدنی، ونرى بأن التفاعل مع هذه الفعالیات هو أمر ینبغی أن نتوجه الیه جمیعاً بعیداً عن الاختلافات السیاسیة والمذهبیة، فما نسعى لتأصیله هو وجود تلک الحالة السیاسیة والحقوقیة التی لا یستهدف فیها مکون دینی بأکمله ولا یتعرض للازدراء المبرمج لیس على المستوى التشریعی فقط بل على المستوى العملی.
ولفت إلى أن الفعالیات المدنیة تشمل الاصرار على اقامة الصلوات فی کافة المساجد المهدمة، الندوات، الأعمال الفنیة، وکل هذه الفعالیات تصب فی هذا الهدف الکبیر. وقال: نحن عندما نتحدث عن الحریات الدینیة فهذا لا یعنی أننا نتهاون مع الحریات الدینیة لکافة الأدیان والمکونات الشعبیة، بل ما نرید التوصل الیه هو الحالة المتمدنة والحضاریة وفقاً لما نصت علیه العهود الدولیة.
آیة الله النجاتی یتعرض لضغوط کبیرة
وعما یتعرض له سماحة آیة الله الشیخ حسین النجاتی، قال السید هادی الموسوی أن سماحته وهو وکیل سماحة آیة الله العظمى السید علی السیستانی، تعرض إلى ضغوط لمغادرة البلاد، وهذه لیست دعایات أو أقاویل فارغة انما أکده سماحة الشیخ ومکتبه، وهذا الاجراء مخالف للقانون المحلی والدولی.. وقد یرقى ذلک الى جریمة، وأعتقد أن صوت العقل یجب أن یعلو على القرارات التی تضر بسمعة البحرین، وهذا الاجراء لا یتناسب أساساً مع ما تدعیه السلطة من احترام حقوق الانسان.
ولفت الشیخ میثم السلمان إلى أن المهلة المعطاة لسماحة الشیخ النجاتی کانت الساعة السابعة صباحاً من هذا الیوم، ولکن الشیخ أصر على البقاء وهذا حقه المکفول، ولیس من حق احد أو جهة من دون امضاء قضائی واضح الاقدام على هذا الاجراء التعسفی الذی یقع محل ادانة عند کافة المنظمات الدولیة والحقوقیة، وهنا نطالب بأن یصرح أی مسؤول فی السلطة ویبین حقیقة هذا الاجراء واجبار سماحة الشیخ على مغادرة البلاد.
ولفت السلمان إلى أن الشیخ یتعرض للترهیب والمضایقات المستمرة والضغوط منذ أشهر، والسلطة على علم بذلک مما یصلها من المنظمات الدولیة والبعث الدبلوماسیة الموجودة فی البحرین، ولکن لا یوجد أی تصریح رسمی یبین اکراهها سماحة الشیخ على مغادرة البلاد، ونحن نطالب السلطة بنفی هذا الاکراه. وأوضح السلمان: واذا کانت بعض الشخصیات الرسمیة ادعاء عدم علمها عن هذا الأمر، فینبغی للجهات المعنیة التصریح حول هذا الأمر لکی لا یقع لبس حول هذا الأمر.
المصدر: الوفاق