وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه بدأت صباح أمس الاثنین 28 ابریل الجاری بقصر المؤتمرات فی نواکشوط تحت الرعایة الرئیس الموریتانی، أشغال الاجتماع الثانی لمسؤولی إذاعات القرآن فی العالم الإسلامی المنظم من طرف اتحاد الاذاعات الإسلامیة بالتعاون مع إذاعة موریتانیا.
ولدى افتتاحه اللقاء، أوضح الأستاذ سیدی محمد ولد محم، وزیر الاتصال والعلاقات مع البرلمان فی موریتانیا أن الموریتانیین آمنوا قدیماً بصدق العهد الإلهی بحفظ هذا الذکر الحکیم، لکنهم لم یعفوا أنفسهم من واجب حمله وإیصاله إلى العالمین نصاً وعلوماً وتعالیم وقیم سامیة ستظل رافداً قویاً لکل جهد حضاری إنسانی راق عبر الزمن.
وأضاف أن کل أمة مطالبة بالتعاطی مع هذا النص المحکم المنزل من الله وفق متطلبات عصرها ووفق ما تملکه من أدوات وما یفرزه واقعها من مخرجات.
ومن هذا المنطلق، یستمد القرآن الکریم صفة الثقل الأکبر باعتباره الحبل الممدود من السماء إلى الأرض و تجسید التواصل الذی لاینقطع بین الإنسان وخالقه.
ولذلک فإننی وباسم الراعی لجمعکم هذا رئیس الجمهوریة السید محمد ولد عبد العزیز- أذکر بضرورة إدراک واستحضار هذه المعانی الکبرى لرسالتکم وأنتم تمارسون مهمة إیصال کلام الله إلى العالمین، وبأنکم بقدر ما تنشرون نصاً فی غایة القداسة باعتباره کلام رب العالمین فإنکم توصلون رسالة وتدعون إلى قیم ومبادئ إنسانیة عابرة لکل الأبعاد.
وقال إن علینا أن ندرک أن هذا القرآن جاء للاجابة على أسئلة کل عصر. وباعتبار جدیة وخطورة الأسئلة التی یطرحها عصرنا الیوم، فإننا مطالبون باستخلاص إجابات أکثر جدیة من کلام الله والتعاطی من خلاله مع متطلبات هذه المرحلة من المسیر الإنسانی على هذه الأرض.
وکان السید محمد الشیخ ولد سیدی محمد المدیر العام لاذاعة موریتانیا قد تناول الکلام قبل ذلک حیث أوضح أن مؤتمر نواکشوط سیمکن من تدارس جملة من المواضیع المشترکة التی من شأنها تعزیز خدمات الإذاعات.
وثمن مدیر إذاعة موریتانیا جهود رئیس الجمهوریة من أجل نشر العلم والمعرفة التی تجسدها إذاعة القرآن والانجازات التی تم القیام بها فی هذا المجال.
واستعرض مختلف المجالات العلمیة التی على الجمیع أن یعمل على اکتسابها کالقرآن وعلومه والفقه والسیرة.
وبدوره تناول الکلام السید محمدو سالم ولد بوکه، المدیر العام لاتحاد الإذاعات الإسلامیة حیث قال إن هذه الإذاعات قامت بجهود کبیرة فی التصدی لحملات الإساءة المتکررة على الإسلام ومقدساته، وبصرت الناس بخطورتها، إلا أن دورها لا ینبغی أن ینحصر فقط على ردات الفعل، وبیانات الإدانة والشجب والتندید، بل یجب أن یرکز کذلک على الوقایة من الموجات الإلحادیة التی تظهر هنا وهناک بالبلدان الإسلامیة وغیر الإسلامیة.
وقال إن على الإذاعات الإسلامیة أیضا مخاطبة شباب الأمة عن طریق مختلف وسائط الاتصال، وخاصة شبکات التواصل الاجتماعی التی أضحت وسیلة الاتصال المفضلة لدى الشباب.
وأضاف أنه إذا کان بعض الدول قد نال الشهرة عن طریق التطور الاقتصادی والتکنولوجی، والبعض نالها بتفوق فرقه الریاضیة فإن لموریتانیا الشرف أنها عرفت وارتبط اسمها وشهرتها بحفظ وتدریس القرآن وعلومه والثقافة الإسلامیة، والتمیز فی اللغة والأدب والشعر.
فقد مثل العلماء الشناقطة بلادهم أحسن تمثیل حیثما حلوا فی شتى الأقطار والأمصار، فکانوا سفراء الأمة الإسلامیة لنشر الإشعاع الثقافی الإسلامی، ونشر کتاب الله وسنة رسوله علیه الصلاة والسلام بالتی هی أحسن.
وقال السید محمدو سالم ولد بوکه: نعم هذه هی موریتانیا فی ماضیها وحاضرها.. وستظل کذلک فی مستقبلها إن شاء الله.
لقد حاز الرئیس السبق بطباعته للمصحف الشریف على الطریقة الموریتانیة وبرسم شیخ مشایخ المحظرة الموریتانیة، الشیخ الطالب عبد الله رحمة الله علیه وبإنشاء إذاعة القرآن الکریم، ثم قناة المحظرة.
هذا وسیتناول المشارکون خلال یومین جملة من المواضیع الهامة من بینها عرض حول الرؤى الموحدة للعمل المشترک للاذاعات الإسلامیة.
المصدر: الوکالة الموریتانیة للأنباء