وشرح ذلك، الأستاذ والمدرس في الحوزة العلمية بالنجف الأشرف، سماحة المرجع الديني آية الله الشيخ محمد السند في حوار خاص له مع وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا).
وفيما يلي نصّ المقابلة:
"عنوان هذا الحديث حول هل هناك نظام أمني أو منظومة أمنية يحثّ عليها القرآن الكريم والعترة الطاهرة والوحي أم لا؟ وما هي العناوين التي تناولها القرآن التي ترتبط بهذا الملف؛ الملف الأمني أو النظام الأمني أو العقل الأمني في القرآن الكريم.
لابد حينئذ أن نلتفت إلى أن هذا الملف قد تعرّض له القرآن الكريم والروايات بعناوين عديدة وربما هذه العناوين تكون فصولاً لهذا الملف أو أبواباً له. وبعبارة أخرى إذا نظرنا إلى هذا العلم بنظرة عصرية وبعناوينه وألفاظه الأكاديمية العصرية سوف نشاهد أن هناك العديد من العناوين التي تناولها القرآن ممّا يرتبط بهذا الملف. وهذه نقطة منهجية يجب أن يلتفت اليها الباحث القرآني أو الباحث الروائي أو الباحث الفقهي أو الباحث في العلوم الدينية؛ من أنه لا يحصل بحثه وفحصه في مواد الأدلة الواردة في الثقلين على عنوان واحد بل لابدّ أن يلاحظ عناوين أخرى عديدة قد تكون بمثابة الفصول والأبواب للملف في ذلك العنوان.
وعنوان النظام الأمني أو العقل الأمني، ومادة الأمن موجودة في آيات قرآنية وروايات كثيرة. ولكن أيضاً هناك ما يرادف هذا العنوان أو ما يندرج في فصول أبواب هذا العنوان، مثلاً عنوان التقية وهي بالتالي وقاء وحفاظ وحراسة أمنية، ترادف هذا العنوان ولكن كما يقول جملة من الفقهاء المعاصرين منهم السيد "محسن الحكيم"، والسيد "الخوئي"، والامام "الخميني(رض)"، وآية الله الشيخ لطف الله الصافي الكلبايكاني" في جملة من فتاواهم أن الذي كتب في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر طيلة ربما عشرة قرون، لم يتناول التقية بكل أبعادها، وإنما تناولها من البُعد الفردي أو الوظيفة الفردية أو الأمن الفردي، أما الأمن الاجتماعي والأمن السياسي والأمن الثقافي والأمن المرتبط بهوية الدين وبيضة الدين وأركان الدين وأعمدة الدين، لم يتم التطرق لها في الكتب الفقهية في أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، على أي تقدير أن التقية وردت في القرآن في موردين أو أكثر بلفظ التقية ولكن هذا لاينحصر بحث المنظومة والنظام الأمني بهذا العنوان.
ما يلازم الأمن من السلام والسلم هو أيضاً عناوين تعرّض لها القرآن الكريم في آيات عديدة لانريد أن ندخل في التفاصيل في هذا الحديث بقدر ما نريد أن نتعرض الى الفهرس والفهرسة الاجمالية لهذا البحث كـ بحث قرآني وعنوان يتوخاه الباحثون في أطروحاتهم وتاریخهم حتى الأكاديمية وهو بحث النظام الأمني والعقل الامني والمنظومة الأمنية في القرآن الكريم كيف يجسّد فمثلاً عنوان الحذر هو آلية من آليات أو باب أو فصل أو تقنية من تقنيات نظام الأمن، وعنوان اليقظة وعنوان المكر وعنوان الكيد باتجاه العدو أيضاً هذا ملف له سلسلة من الآيات في السور القرآنية حول منظومة الكيد في القرآن الكريم.
إقرأ أيضاً:
وأيضاً عنوان "البصيرة" هي آلية من الآليات المرتبطة بمنظومة الأمن وعنوان العدو وعنوان الولي أو الصديق؛ فهناك في القرآن عناوين عديدة بمثابة أبواب أو فصول لـ مبحث نظام ومنظومة الأمن في القرآن الكريم ولاسيما في بُعدها العام وليس في بُعدها الخاص أو في بُعدها الفردي بل في البُعد السياسي أو الاجتماعي أو الحقول العامة الاخرى الاقتصاديه والثقافية والاخلاقية والفكرية والتراثية، أو في بُعد هوية الدين أو أركانه.
كما مرّ فإن هناك عناوين الحذر، واليقظة، والبصائر، والكيد، والمکر، والعدو، والصديق والمنافقين وبالتالي يستطيع الباحث الذي يطلع ولو ثقافياً على فصول وأبواب منظومة الأمن، يجد مرادفاتها في الآيات والسور ويتشكل لديه بالتالي ملفات متعددة لكل عنوان، ومن خلال تلك الملفات يلاحظ رؤية القرآن ورؤية الوحي ورؤية العترة حول تلك العناوين كيف تنظم وكيف تبحث.
هذه الأبحاث سواء حملناها على كونها أبحاث تفسيرية أو أبحاث من علم الحديث أو أبحاث فقهية أو أبحاث لنفس علم الأمن والمنظومة الأمنية على أي تقدير هي أبحاث ذات أبعاد متعددة وما ينبغي للباحث أن يتوجه إلى هذه الأنظمه والضوابط سيما الفوقية العالية التي حدّدها القرآن الكريم وحدّدتها الآيات والسور.
ومن الملفت أن هناك طوائف من الآيات والروايات تبيّن أن جانب الخفاء أو الجانب الأمني، اذا كلمة الخفاء هي من مرادفات الأمن باعتبار أنه الامن والنظام الأمني والمنظومة الأمنية يتقوم ببعُد الخفاء والتستر، تُبيّن أهمية هذا المبحث وهذا الباب سواء كتب بلغة فقهية أو بلغة تخصصية أكاديمية أو بلغة تفسيرية أو بلغات علم الحديث أو بأي لغه من اللغات العلمية تبيّن أهمية هذا المبحث أن هذا المبحث هو من أعظم الاسلحة وآليات القوة.
يعني كما أنزل القرآن الكريم "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوه"؛ مثال من رباط الخيل وكذا وكذا والآليات المادية أو الآليات اللوجستية نسمّيها أو الآليات ذات البُعد الحار والناري والحادّ ولكن هناك قوى ناعمة(المنظومة الأمنية نموذجاً) هي من أبرز وأقوى الآليات كما تصرّح به الآيات والروايات؛ إن منظومة الأمن ملف ناعم وهادئ وخفيف وساكت ولكنه من أعظم وأقوى وأنفذ الأسلحة؛ فالتدبير الخفي أو المتستر؛ هذا يعتبر سلاحاً قوياً غير مرئي ولكن سلاح عظيم جداً وربما يكون الانسان ضعيفاً في جانب السلاح المادي ولكن اذا كان قوياً في سلاح هذا الناعم الخفي يكتب له الظفر والنصر.
وربما الانسان يكون عنده أسلحة فتاكة قوية نارية أو ما شابه ذلك، ولكنه ضعيف في الجانب الأمني والجانب الخفي المتستر؛ فبالتالي يكون من نصيبه الخسارة وفوات الفرص وغلبة العدو عليه. وهذا لا يعني في قوله تعالى "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة" أن نحصل على هذه القوة فقط بل هي تشمل كل آليات وأنواع وأبواب القوة، ولكن فوق كل قوة قوة، وفوق كل قوي قوي، وفوق كل مقتدر مقتدر كما أنه فوق كل ذي علم عليم وهكذا.
في مراتب القوة يجب أن لا نغفل القوى الأمنية والنظام الامني والتدبير الخفي الأمني، هذه إذاً حول أهمية الحديث حول الموضوع، لاحظ أن سيد الأنبياء (ص) الذي أوتي جوامع الكلم قال "المؤمن كيس فطن حذر"، هذه عناوين ثلاثة وكل عنوان له ملف من البحث ما الفرق بين الكياسة والفطنة وما الفرق بين الفطنة والحذر ولم أتى النبي (ص) في هذا الحديث المستفيض بين الفريقين أتى بهذه الألفاظ الثلاثة، ولم ربط الايمان بهذه الأعمدة وكأنما قوام الايمان بذلك.
أو قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) "المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين"؛ عقلية المؤمن يجب أن يكون في الحراسة والاحتراس والتوخي واليقظة الأمنية والاستعداد كي لا يتلقى الضربات الخفية مرتين متشابهتين.
حتى أنه ورد عن العترة الطاهرة (ع) "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، التقوى هي أن تتقي من مكر العدو وأن تتقي من كيد العدو وأن تتقي من آليات الحرب الخفيه مع العدو، وعلاوة على ذلك في ظلّ الآية الكريمة "إن أكرمكم عند الله أتقاكم" فيدلّ على أن الكرامة رهينة المنظومة الأمنية، وكرامة الامة وكرامة الدين وعزة الدين وعلو الدين مرهونة بالنظام الأمني لأنه نظام القوة.
والتفسير الروائي المستفيض عن أهل البيت (ع)، تفسير "إن أكرمكم عند الله أتقاكم وأعملكم بالتقية" يدلّ على أن النظام الامني من أكبر الوظائف وأعظم الوظائف الملقاة على عاتق الفرد والأمة والنخب والمجاميع في الوظائف الشرعية، أعظم وظيفة عملية حتى أنه ورد عنهم (عليهم السلام) أن العامل بالتقية أعظم من المقيم للصلاة وكانما التقية ترتبط في الحقيقه بالنظام الإداري والتدبير العام وبالتالي مرتبط بالولاية والحكم والحكومة وهي أعظم من إقامة الصلاة، لأنه لم ينادى بشيء كما نودي بالولاية وحكومة الدولة الالهيه.
من ثم فإن التقية تصبّ في بُعدها العام في هذا المصبّ؛ من ثم ورد في رواية التقيه أن العامل بالتقية أعظم حتى من اقامة الصلاة وايتاء الزكاة.
إذا هناك دلالات عديدة على أن المسؤولية الواقعة على عاتق الفرد أو عاتق المجتمع أو عاتق الأمة وعاتق القيادات أو عاتق القائد الالهي وهو الامام المعصوم (عجل الله تعالى فرجه الشريف) أو نوابه أو النخب؛ أكبر وظيفه تقع عليهم هي ماذا؟ هي الحس الأمني، والعقل الأمني، والمنظومة الأمنية واذا كانت هذه الوظيفه بهذه المثابة فبالتالي لابدّ علينا أن نتعرف على هذه الوظيفة في أبعادها القرآنيه والروائية والمسؤوليات الملقاة على عاتق التكليف في هذا المجال وفي هذا الصدد. هذا من بُعد أهمية النظام الامني والمنظومة الأمنية، أهميتها القصوى في نظر الدين وفي نظر الوحي الشريف.
مما يصبّ في هذا المجال أيضاً لمعرفة هذا الملف وهذا الحديث مركز لاثارة الاهمية البالغه لهذا الباب وانه من أعظم الابواب ويجب أن توظف الجهود في ذلك، أن العترة الطاهرة بينت أن من صفات الله تعالى هي الستر والتستر أو الكتمان أو الاخفاء وبينوا (صلوات الله عليهم) أن أحد الملفات المرتبطة بنظام التقية عند الله عز وجل عالم الغيب قوله تعالى "عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ"، بالنسبة لله تعالى المخلوقات كلها ليست غيب بل كلها شهادة بالنسبه له والله على كل شيء غيبي أو غير غيبي شهيد، بالنسبة الى البارئ تعالى ليس لديه غيب وشهادة، هذا والغيب وهذه الشهادة بالنسبة الى المخلوقين، لم عز وجل جعل أعظم عوالم مخلوقاته في الغيب؟ لأنه اذا أردنا أن نستقرئ إحصائيه في بيانات القرآن الكريم وبيانات الثقلين، القرآن والعترة الطاهرة، نجد أن عالم الغيب وعالم الشهادة قطرة في بحور محيطات العلم، فلما جعل الله عز وجل عوالمه من المخلوقات كلها غيب وأسرار، قوله تعالى "وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ" يعني في بيان أهل البيت(ع) استفادوا من لفظ الغيب لان لفظ الغيب، لفظ مهم مرادف لبحث التقية والأمن من الخفاء.
فكل ما يرتبط بالغيب هو عبارة عن سياسة الهية في عالم الأمن الالهي وهذا يدلّ على أن ما قد يقال عند جملة من الفقهاء أن الله ليس يمارس التقية هذا تعبير لا واقعية ولا حقيقة له، بل حتى انه ورد ينبغي للمؤمن كي يكمل كماله أو إيمانه ويتحلى بثلاث صفات "صفة من ربّه وصفة من النبي وصفه من إمامه ووليه".
أعظم صفة يتشبه بها المخلوق من صفات الخالق هو عملية الكتمان وعملية الستار وتغييب المعلومات والحقائق عن سلسلة مخلوقاته.
روي عن الامام الصادق (ع) "إن التقية ترس الله عن خلقه" يعني أن الله عز وجل عنده نظام أمني، لا يُطلع كل شيء لجبرائيل، وميكائيل وإسرافیل، وعزرائيل، وطبقات الملائكة وطبقات الأنبياء(عليهم السلام).
من عوالم مخلوقاته لا يُطلع بعضها على بعض الله تعالى، الغيب حُجب وهذه العناوين كلها تصبّ في بحث المنظومة الأمنية، فالنظام الأمني عند الله قائم على ليس فقط النظم والادارة بل قائم على الأمن والخفاء.
وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) "التقية ترس الله بينه وبين خلقه" كما مرّ في التهذيب وأخرجها في الوسائط في أبواب التغيير مما يدلّ على انه نظام أفعال الله ونظام تعامل الله بينه وبين طبقات مخلوقاته وعوالم المخلوقات قائم على مراعاة النظم والأمن، هذين النظامين المزدوجين لاقامة كمال الافعال ونظم الأفعال، فاذا كان برهان النظم برهاناً عظيماً في التعرف على معرفة البارئ، هذا النظام قائم على بُعد الادارة والتدبير وبُعد الامن.

فكلمة الغيب وكلمة الحجب والكلمات الأخرى، اذا واضح في أنه الاصل في أفعال البارئ قائم على التستر، كما أن الكتب السماوية عند الله تعالى وعنده أم الكتاب وهو جانب خفي لأصل الكتاب وحقيقة الكتاب هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات وأخرى متشابهات" ويقول الله تعالى "وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم" والتأويل كما هو واضح لضرورة الدين والقرآن والعترة، والتنزيل لايعادل قطرة في بحور ومحيطات التاويل فلاحظ التاويل خفي وعبى الله الا يخفيه إلا عنده وعند الراسخين في العلم وهم أهل آيات التطهير الذين يمسّون الكتاب.
كما ورد في سورة الواقعة انه للقرآن الكريم "فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78) لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79)" وليس المتطهرون بل المطهرون من قبل الله تعالى وقد أفصح عنه القرآن الكريم انهم النبي (صلى الله عليه) وأهل بيته (ع) بالتالي اذا سياسة التعليم والارشاد والابلاغ الالهي والوحي الالهي قائمة على النظام الأمني، لاحظ نظرة الوحي لما سمي الوحي وحي، هي قناة علمية بشتى الألوان والعنوان، لأن فيه جنبه الخفاء الخفاء فوق كل وحي وحي، وللوحي طبقات كما يقول أمير المؤمنين(ع) في رواية الاحتجاج في الطبرسي أنواع الوحي لا يدركها علماء الامة ومن ثم هم يتجهدون في تفسير القرآن الكريم، لأن القرآن قائم على أنواع لا متناهيه من ألوان الوحي. حتى الوحي الذي هو خفي وفوق كل خفي خفي؛ الحاصل أنه يجب أن نلتفت إلى أهمية النظام والمنظومة الامنية وانه رأس ذروه الدين وذروة الفرائض والتكاليف والمسؤوليات الملقاه على عاتق المكلفين وعاتق لاسيما المسلمين بل لاسيما المؤمنين ولا سيما المتقين؛ المتقين هم الذين لديهم حس أمني.
في هذا الحديث نقتصر على الإثارات الوحيانية لأهمية وخطورة وعظمه هذا الباب نلاحظ أننا نعتقد بالامام الثاني عشر وهو إمام غائب وما معنى الغيبة؟ الخفاء. وليست الغيبة يعني الزوال. بل هو غائب في خلقه(في خلق الله) يعني أنه خفي ومتخفي، لذاك نهاية الغيبة الظهور وليس مقابل الغيبة الحضور بل هو حاضر عند الله، إنه حاضر في كبد المسؤوليات وكبد الأحداث الخطيرة البشرية الأرضية ولكنه في الحقيقه يمارس دور الامامة في الخفاء وان كان له أذرع وأيدي في العلن وهم الفقهاء والحوزات العلمية والمؤمنين والصالحين وغيرهم.
ولكن عمدة هذه القيادة الالهية للامام الثاني عشر تميزت طبعاً بالخفاء كما أن آبائه كان لديهم جانب إدارة وامامة وقيادة الخفاء أيضاً وان كان لم يسلط الضوء في كثير من الكتابات حول النبي (ص) أو حول أمير المؤمنين (ع) أو حول السيدة فاطمة (س) أو حول الامام الحسن والحسين (ع) أو التسعة من ولد الحسين(صلوات الله عليهم)، والامام الثاني عشر(عج) لم يسلط الضوء على الجانب الخفي وهذا نقص كبير في كتابة السيرة وسير المعصومين (ع) أنه أغفل جانب الخفاء والحال عنده أن أنشطتهم في الخفاء أعظم بمراتب من أنشطتهم في العلن وهذا للأسف مغيب عن العقل الاسلامي أو عن العقل الايماني وهذه فادحة كبيرة في البحوث العلميه طيلة 10 قرون أو 12 قرناً أو 14 قرنً للأسف. هذا من ضمن الامور التي فيها نقص الجهود في عالم البحث العلمي.
اذا امامنا الحاضر الحي القائم بالأمر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) أبرز صفه فيه نقتدي نحن ولنا فيه أسوة حسنة ويجب علينا الاهتمام به أن اعظم أدواره وأنشطته في الخفاء وليس في العلن، اذا كان كذلك فاذا ما هو اطلاعنا على هذا العلم، علم الأمن العام سواء في تجاربه البشرية طيلة القرون السابقة ويومنا الحاضر أو اذا أردنا أن نبحث هذا العلم من مصادر الوحي والتوصيات العامة والقواعد الاولية الدستورية للدين في هذا المجال ما هي؟ هذه البحوث يجب على الباحثين ويجب أن تتراكم جهود الآكاديميين أو الحوزويين على السواء في هذا المجال وفي هذه البحوث لكي نستخرج من القرآن ومن العترة ومن تجارب البشر، الى ذلك خير معين لقراءة الوحي هي في الحقيقه ذهنية والعقلية البشرية كما نرجع الى اللغة نرجع أيضاً إلى الاعراف المجتمعية والتجارب البشرية تصب في المزيد من اليقظة في قراءه القرآن والقواعد الممكن أن نستوحيها من القرآن الكريم في أبواب الامن ومنظومة الامن ونظام الامن وكذلك من العترة الطاهرة لما تقوم به من التنبيه والايعاز والشرح والتوضيح الوحياني للقرآن.
الوحي يفسّر بعضه بعضاً كمنظومة متكاملة، باستعانة الباحث والعقل البشري وبالتالي باستعانة من التجارب البشرية لاستخلاص لغه تصورية نستطيع أن نقرأ بها كثير من حقائق الوحي العظيمة التي تصبّ في كمال واكتمال المسيرة البشرية، فهذا نظام ومنظومة ذات أبواب وفصول حري ولاسيما أن هي من أعظم أسلحة القوة والقدرة يجب المحافل الحوزوية أو الاكاديمية أو النخبوية من الطرفين من القسمين الاحتفاء بها وتراكم جهود كثيرة في ذلك كي تنضج الرؤية وينضج هذا البحث وينضج التمسك بالقرآن والعطرة أكثر وأكثر في سبيل إقامة ما هو مفترض علينا من بناء القوة وبناء القدرة وبناء العزة وبناء الكرامة وبناء العدل وإغاثة المستضعفين في أرجاء العالم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.