وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه اقترح شیخ الازهر على البحرین أن ترعى هذا الحوار، وأکد استعداد الأزهر الشریف للإسهام فی الحوار بین علماء المذاهب الاسلامیة.
وجاء ذلک فی کلمة له خلال الجلسة الافتتاحیة لمؤتمر "حوار الحضارات والثقافات" الذى انطلقت أعماله أمس الاثنین بالعاصمة البحرینیة المنامة، بمبادرة من عاهل البحرین الملک حمد بن عیسی آل خلیفة، وبحضور ولی عهد البحرین الأمیر سلمان بن حمد آل خلیفة.
وشدد الطیب فی کلمته على حاجة العرب والمسلمین إلى إجراء حوار داخلی یجمع بینهم ویوحد أهدافهم ومقاصدهم العلیا قبل حوارهم مع الغرب.
ولفت إلى أن العالم کله أصبح على سطح برکان عنیف یهدد بالانفجار والهلاک کما آلت الحضارة الغربیة إلى حالة من الأنانیة المفرطة لم تر فیها غیر نفسها وقوتها وسیطرتها على العالم.
واقترح شیخ الازهر ان تستمر مملکة البحرین فی رعایتها لهذا الحوار وهذا التعارف بین الحضارات علی مستویین: أولهما مستوی الحوار والتعارف بین اتباع المذاهب الاسلامیة للاتفاق على القواسم المشترکة للسیر قدما فی طریق الوحدة الوطنیة والإسلامیة ونبذ الخلافات المذهبیة وعدم اتخاذها مادة لإحداث الفتنة بین أبناء الوطن الواحد.
وأکد استعداد الأزهر الشریف التام للإسهام فی استکمال ما بدأته مملکة البحرین من حوار بین علماء المذاهب الاسلامیة وأوضح شیخ الازهر أن المستوى الثانی هو مستوی التعارف والحوار بین أبناء الأدیان السماویة وأتباع الحضارات المختلفة وشدد على أنه لا مفر من التقریب بین الشعوب وأن تصبح الأرض کلها مدینة واحدة.
وأکد الطیب أن مسألة علاقتنا بالغرب الآن لا تحتاج إلى علاج أکثر من الحوار والتعاون الذی یقتضی بذل الجهود من الطرفین اللذین أصبح کل منهما یجهل الأخر ویبادله العداوة والبغضاء وقال: نتطلع إلى حوار داخلی یجمع بیننا ویوحد أهدافنا ومقاصدنا العلیا قبل حوارنا مع الغرب الذى لم یعد یفهم لغة غیر لغة الاتحاد والکیانات المتحدة.
وأشار إلى أن الغرب اتحد ولم یکن فی یدیه کتاب مقدس یتلوه لیل نهار کالقرآن الکریم الذی یدعونا نحن العرب والمسلمین الی الوحدة ویحذرنا من التنازع والتفرق والاختلاف ویشارک فی المؤتمر الذی تستضیفه البحرین على مدى ثلاثة أیام تحت شعار "الحضارات فی خدمة الانسانیة" نحو 150 من المفکرین ورجالات الفکر والثقافة، ویمثلون أکثر من 15 دولة، إلى جانب 350 شخصیة دینیة وأکادیمیة وفکریة وأدبیة محلیة.
کما یستقطب المؤتمر مشارکات واسعة من مختلف المؤسسات الدینیة فی العالم على اختلاف أدیانها وعقائدها، ولفیف من المؤسسات الثقافیة والاکادیمیة وتعد هذه ثانی زیارة لشیخ الأزهر للبحرین خلال عام وکان شیخ الأزهر زار کلا من السعودیة والبحرین والإمارات فی أبریل/ نیسان 2013.

المصدر: المنار