وأشار إلى ذلك، الأستاذ والمدرس في الحوزة العلمية بنيجيريا "أحمد ثاني حارث" في حديث لوكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية، حول سيرة السيدة فاطمة الزهراء (س) وأهم مناقب وفضائل السيدة فاطمة الزهراء (س) من منظور القرآن الكريم.
وقال: "إنّ السيدة فاطمة الزهراء (س)، لها مناقب وفضائل في كتاب الله عز وجل وكذلك في أقوال النبي (ص) والأئمة (عليهم السلام).
وأضاف أحمد ثاني حارث: "إذا نظرنا إلى القرآن الكريم فنجد أن السيدة الزهراء (س) في باطن البعض من الآيات القرآنية أو إنها سبب نزولها، وهناك آيات نزلت عن السيدة فاطمة الزهراء (س)".
وأشار إلى الآيات الصريحة التي تدلّ على فضائل السيدة الزهراء (س)، قائلاً: "أولاً: آية التطهير: وهي قول الله تعالى "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا"، في هذه الآية يُخاطب الله سبحانه وتعالى أهل البيت (ع) وهم الرسول الأعظم (ص) والإمام علي (ع) والسيدة الزهراء (س) والإمام الحسن (ع) والإمام الحسين (ع)".
إقرأ أيضاً:
وأكد الأستاذ والمدرس في الحوزة العلمية بنيجيريا: "أن الملفت في هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى لم يقل بأنه يريد أن يذهب "منكم" الرجس، بل قال "عنكم"؛ ما يعني أن الرجس ليس موجوداً فيهم وإنما الله سبحانه وتعالى أبعده عنهم وأصلاً لا يأتيهم ولا يقترب منهم الرجس، فهذا يدلّ على عصمة السيدة فاطمة الزهراء (س)".
وأردف مشيراً إلى المصداق الثاني من آيات القرآن الكريم التي تؤكد فضل السيدة الزهراء (س)، قائلاً: "ثانياً: قوله تعالى "قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى" موضحاً بأن رسول الله (ص) بعد كل المعاناة والرسالة التي أرسلها والمشقة التي احتملها يقول إنه (ص) لا يريد الأجر، إنما يريد "المودة في القربى"، والسيدة فاطمة (س) هي الأقرب إلى رسول الله (ص)، بل لا يوجد شخص أقرب إلى رسول الله (ص) كـ السيدة فاطمة الزهراء (س)".

واستطرد أحمد ثاني حارث، مبيناً: "ثالثاً: ما ورد في سورة آل عمران حول المباهلة حيث قال الله تعالى "فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ"."
وأوضح أن "هذه الحادثة التي حدثت في التاريخ وهي حادثة المباهلة، تشير إلى أنه طُلب من الرسول (ص) أن يأتي بأشخاص ليس لهم نظير في الكون، فأتي رسول الله (ص) بالسيدة فاطمة (س) ولو أنه توجد إمرأة أفضل من السيدة فاطمة (ص) لأتى بها رسول الله (ص)".
وردّاً على سؤال حول مكانة السيدة الزهراء (س) عند النبي (ص)، قال: "من الشواهد على مكانة السيدة الزهراء (س) عند الرسول (ص)، كما نُقل لنا في السيرة، أنه (ص) كلما كان يدخل وكلما كان يخرج من البيت، يُقبّل رأس السيدة فاطمة الزهراء (س) وكلما تدخل في الغرفة يقوم رسول الله (ص) إجلالاً لها ويقبّل يدها".
وأضاف: "من المكانة أيضاً الحديث الذي عبّر عنه رسول الله (ص) بأن السيدة فاطمة الزهراء (س) "هي بضعة منّي، وهي قلبي الذي بين جنبيّ".
وفي معرض ردّه على سؤال بشأن دور السيدة الزهراء (س) في المجال الاجتماعي والسياسي، قال الأكاديمي النيجيري: "بالإضافة إلى دورها كـ أم وزوجة وإبنة، أيضاً هناك أدوار للسيدة الزهراء (س) فيما يتعلق بالمجتمع ونحن نعرف أنها من بيت النبوة وهذا البيت عُرف عنه الاهتمام بقضايا الناس والمجتمع".
وأردف قائلاً: "للسيدة الزهراء (س) فعالية اجتماعية والشواهد على ذلك كثيرة جداً من بينها أنها (س) كانت تُدرّس النساء حيث كان يأتين إليها وتعلّمهن".
واستطرد مبيناً: "فضلاً عن خطبها السياسية والجهادية التي تأتي ضمن الحضور الاجتماعي للسيدة الزهراء (س) فإذا نظرنا إلى خطبتها في مسجد الرسول (ص) ودفاعها عن الولاية وعن الإمام علي (ع) وهي قضية المجتمع، سنجد أيضاً دليلاً آخر على فعالياتها (س) الاجتماعية".
وردّاً على سؤال حول كيف يمكن التعريف بأبعاد سيرة السيدة الزهراء (س) من خلال الفنّ، قال: "إنّ الفن في زماننا يتم استخدامه للترويج للثقافة الغربية، الفنّ يجب أن يكون وسيلة من وسائل الدعوة الدينية والتبليغ الديني".
وأشار إلى نشيد "سلام فرماندة" الإيراني عن الإمام المهدي (عج)، وقال: "هذا النشيد انتشر في العالم بشكل كبير جداً وتُرجم إلى لغات كثيرة في العالم وهذا أثّر كثيراً على المجتمع، كـ دليل واضح على تأثير الفن في المجتمع".

وأكد الأستاذ أحمد ثاني حارث أن استخدام الفنّ في التعريف بسيرة السيدة الزهراء (س) سيؤثر كثيراً في أذهان الشباب والأطفال والفئات الأخرى.
وحول ضرورة اقتداء الفتيات بالسيدة الزهراء (س)، قال: "ينبغي على الجميع أن يدرس سيرتها لتكون له أسوة وقدوة".
وأكدّ: "المشكلة التي يعانيها العالم هو أنه لا توجد قدوة، بل الإعلام يصوّر للناس قدوة خاطئة أو قدوة سلبية، أمّا اذا نظرنا إلى أهل البيت(عليهم السلام) فهم خير قدوة لنا وفي هذا المجال ينبغي أن تكون السيدة الزهراء(س) أن تكون قدوة للمجتمعات الاسلامية وغير الاسلامية بينما السيدة فاطمة الزهراء (س) قدوة للرجال والنساء".
وأكدّ: "إن الإعلام الغربي يقوم بتشويه سُمعة الإسلام وصورته، وكذلك يحاول السيطرة على العقول على أن الشخصيات الإسلامية لا قيمة لها أو يفرض أموراً ليس لها علاقة بالاسلام باسم الحرية".
وقال: "من الضروري تدريس أبعاد شخصية السيدة الزهراء (س) في مجال تربیة الأبناء ورعاية الزوج والأخلاق في الجامعات لأن التدريس من وسائل الترويج وأن السيدة الزهراء (س) تتمتع بشخصية متكاملة في جميع الجوانب بما في ذلك الجوانب الروحية والأخلاقية".
وقال انه اذا نظرنا الى السيدة الزهراء(س) كأم نجد أنها ربّت أولادها على التربية الاسلامية الصحيحة وكانت تربيهم على الأخلاق الفاضلة.

وصرّح الأستاذ أحمد ثاني حارث أن "السیدة الزهراء(س) سميت بسيدة نساء العالمين وهذا موجود في الروايات الاسلامية عند مختلف المذاهب ولايتعلق بالشيعة فحسب"، مبيناً أن "هذه التسمية تدلّ على مكانتها وعظمتها وأفضليتها على كل النساء".
وأكدّ: "السيدة الزهراء (س) جمعت بين الأفضلية الظاهرية والأفضلية المعنوية، وهذا ما أكدّته الروايات؛ فإنها أفضل سيدة في الدنيا والآخرة"، مبيناً أن "السيدة الزهراء هي روح رسول الله(ص) ولايمكن أن نتصور إمرأة بمكانة رسول الله(ص)".
وفي الختام، قال: "إني أنصح نفسي والجميع بقراءة سيرة السيدة الزهراء (س) والتدقيق في كل تفاصيل سيرتها (س) لتكون أسوة وقدوة لنا، لأن السيدة الزهراء(س) في حياتها وسيرتها الشريفة عبرة ودرس للجميع، فيما يتعلق بعلاقتها بوالدها وعلاقتها بزوجها، كما على النساء أن يدرسن السيرة الذاتية والسيرة الأسرية للسيدة الزهراء (س) بحيث كيف تهتم بزوجها".
فيما يلي المقطع الصوتي الكامل لمقابلة الباحث النيجيري في الدراسات الاسلامية "الأستاذ أحمد ثاني حارث" مع وكالة "إکنا" للأنباء القرآنية:
