وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة (إکنا) أن السید محمد علی أیازی أکد فی محاضرته بهذه الندوة المتخصصة أن انعکاسات الثقافة القرآنیة لا تنحصر علی فترة نزول الوحی إنما هذه الإنعکاسات کانت فی بالغ الواقعیة وبالتالی فإنها یمکن توظیفها واستخدامها فی العصر الحالی.
وجاء ذلک فی معرض رده علی سؤال یطرح فی أفکار الکثیر من الناس بحسب قوله وهو أن القرآن الکریم الذی قد أنزله الله علی مجموعة من الناس یتصفون بالجاهلیة فی منطقه معزولة وعلی أناس لا یملکون شیئاً من الثقافة والعلم والعقیدة فهل مثل هذا القرآن الذی أنزل لیخاطب تلک العقول یستطیع أن یخاطب العصر الحالی وهل لدیه جدید لیقدمه الی الشعوب المعاصرة.
وأضاف الباحث والمؤلف الإیرانی والخبیر فی مجال القرآن الکریم والحدیث الشریف أن هذا الأمر تتضاعف أهمیته عندما یقوم بعض العلماء بتصنیف بعض الآیات التی نزلت حول أمور ثقافیة ترتبط بتلک الفترة وذلک المکان الذی نزلت فیه الآیة وان هذه الأمور بما انها الآن إنتهت وأصبحت غیر موجودة فبالتالی نسخت الآیات المرتبطة بها.
وأوضح انه علی سبیل المثال من الأمور التی کانت مهمة فی المجتمع الجاهلی ولذلک إهتم بها القرآن الکریم هی مسئلة حقوق المرأة وتحقیرها فی ذلک المجتمع المتخلف حیث لم یعتبر للمرأة أی قیمة ولکن الآن لم تعد تلک المسئلة موجودة وان مکانة المرأة أصبحت مختلفة عما کانت علیها فی تلک الآونة.
وأردف السید محمد علی أیازی قائلاً: انه من الأمور والمسائل المهمة التی کانت توجد آنذاک والآن أصبحت غیر موجودة هی مسئلة العبودیة وإستعباد الآخرین وهی علی الرغم من إستمرارها لقرون طویلة بعد نزول القرآن الکریم اذ انها أصبحت غیر موجودة حالیاً.
وفی معرض حدیثه عن ضرورة وجود الأرضیة للدعوة للدین وإنجاز الدعوة قال الباحث والمؤلف ورجل الدین الإیرانی: ان القرآن کلما أراد أن یتواصل مع الناس فإنه قد کلمهم علی حد عقولهم ولذلک لم یکن هناک نبی ولا رسول الا وکلم الناس بلغتهم وعلی قدر عقولهم.
واستطرد قائلاً: ان القرآن الکریم لم یستطع التواصل مع الناس الا من خلال الإهتمام بالأمور التی یعانون منها واستخدام لغتهم ولذلک فإن القرآن کان دائماً مؤثراً وفاعلاً ویحبب الیه الناس.
وأردف السید أیازی ان لغة القرآن ولغات الأنبیاء جمیعاً کانت تسعی الی خلق التواصل مع الناس والقرب منهم ولذلک کل ما جاء فی القرآن أصبح قریباً من الناس وعلی سبیل المثال فإن النور الذی یرسمها القرآن عن الجنة وما فیها من نعم فإنها تسعی الی التواصل مع أفکار الناس ولفت أنظارهم وحبهم.