وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه عثر المواطنون فی الجزائر من دائرتی المنیعة وغردایة، على أخطاء فی طبعتین من القرآن الکریم فی عدد من المصاحف، حیث شملت الأخطاء التی وصفها هؤلاء بغیر المعقولة بسبب عدم ترتیب الصفحات، ما نجم عنه تداخل کبیر بینها، وهو ما أدى إلى الخلط فی ترتیب الآیات وکذا السور، الأمر الذی أثار جدلاً فی أوساط المواطنین.
وتمکنت إحدى القارئات للقرآن الکریم ببلدیة المنیعة فی غردایة، من العثور على طبعتین من القرآن الکریم على جملة من الأخطاء شملت عدم ترتیب الصفحات والخلط بینها، ما نجم عنه تداخل بین الآیات والسور القرآنیة، وهو خطأ قد لا ینتبه إلیه القارئ الذی لم یتمکن من حفظ کتاب الله، حیث یجد نفسه ینتقل من صفحة إلى صفحة سورة أخرى دون تفطنه إلى الأمر، وهو ما یؤدی به إلى خلط کبیر بین الآیات والسور القرآنیة بفعل التداخل بین الصفحات، فضلاً عن عدم انتباهه إلى ترقیم الصفحات، حیث تتقدم صفحات بینما تؤخر أخرى.
والأخطاء وجدت فی مصاحف بروایة ورش فی الطبعة الحادیة عشرة 1424 / 2003 والتی حازت شرف إصدارها کل من دار ابن کثیر دمشق وتحدیداً تحت عنوان "حلبونی جادة ابن سینا بناء الجابی"، وببیروت عنوان "برج أبی حیدر خلَف دبوس الأصلی"، و دار الفجر الإسلامی وهی دار متخصصة فی طباعة القرآن.
ومن الأخطاء الأخرى التی نجدها هی عدم ترتیب الصفحات فی عدد من السور، حیث ینتقل القارئ مثلاً من الصفحة 389 إلى الصفحة 392 أی من الآیة 35 من سورة القصص إلى الآیة 51 من نفس السورة، ونفس الأمر یتکرر فی الصفحة 415، حیث تأتی مباشرة بعدها صفحة رقم 418، حیث ینتقل القارئ من الآیة 11 من سورة السجدة مباشرة إلى سورة الأحزاب، بینما الصفحتان 416 و417 جاءتا بعد الصفحة 411، نفس الخطأ تکرر فی طبعة أخرى على روایة ورش عن الإمام نافع، وهی مجزأة وتحدیداً فی الجزء 29.
والظاهرة أثارت جدلاً کبیراً فی أوساط المواطنین وحفظة کتاب الله، معتبرین إیاها تقصیراً واضحاً فی حق کتاب الله، وسط صمت الجهات الوصیة والمخول لها قانونا بمراقبة هذه الکتب، خاصة فی ظل تکرار فعل تغلیب مبدإ العقلیة التجاریة لبیع الکتب القرآنیة على مبادئ النزاهة والشفافیة، وغیاب ثقافة مراقبة ومراجعة هذه المصاحف من طرف الجهات الوصیة على رأسها وزارتا الشؤون الدینیة والتجارة بالتدخل لمراقبة منافذ البیع ودور النشر التی تسوق مثل هذه المصاحف ومنع هذه النسخ من التداول.
المصدر: الشروق أون لاین