وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه قام قسم الدراسات القرآنیة لمعهد العلوم الإنسانیة والدراسات الثقافیة للبحوث فی ایران، أمس السبت 11 أکتوبر الجاری، بعقد ندوة تحت عنوان "ثقافة العرب فی عصر نزول القرآن الکریم" وألقی الأکادیمی الایرانی والأستاذ فی الأدب العربی، الدکتور آذرتاش آذرنوش، کلمة فی هذه الندوة.
وصرّح الدکتور آذرنوش فی هذه الندوة أن الثقافة تطلق علی مجموعة من التصرفات والعقائد، واللغات، والکتابات، مؤکداً أنه لایمکن لنا الحصول علی معرفة صحیحة للثقافة العربیة مادام لم تکن لدینا معرفة لثقافة، وتاریخ الدول، والشعوب العربیة.
وأکّد أن معرفة ثقافة عصر نزول القرآن تتطلب معرفة ثقافة الدول المجاورة لجزیرة العرب، فلو لم نحصل علی معرفة صحیحة لثقافة الدول والأقوام المجاورة فلانستطیع المعرفة الدقیقة للآیات التی تشیر إلی الجفرافیا، والتاریخ.
وعن دور مدینة "حیرة" فی التعرف علی الحضارة التی سبقت الحضارة الإسلامیة، قال الدکتور آذرنوش إن معرفة تاریخ وجغرافیا هذه المدینة تحظی بأهمیة بالغة فی معرفة الحضارات، والشعوب التی سبقت الإسلام إذ أن ثقافة ولغة هذه المدینة قدأثرت فی الثقافة واللغة العربیة قبل الإسلام.
وأشار إلی أن عقائد العرب الجاهلی کانت مبنیة علی فلسفة الدین والطقوس أکثر من إبتناءها علی الفقر الثقافی والجهل؛ علی سبیل المثال کانت ظاهرة الصنام إحدی المؤشرات الدینیة للعرب الجاهلی أو کان قتل البنات أحد الطقوس لدیهم فلم تکن ناتجة عن الجهالة والفقر الثقافی، قائلاً: فی رأیی أن الآیات القرآنیة یجب تفسیرها بالنظر إلی سائر الآیات وأیضاً الظروف الثقافیة السائدة فی عصر النزول، حتی لایتصور أن قتل البنات أو سائر الطقوس والأعمال قدکانت نابعة عن الجهل.
وأکّد أستاذ فی الأدب العربی بجامعة طهران أن معرفة عصر نزول القرآن الکریم تتطلب أربعة مؤشرات أولها معرفة ما لدی أبناء ذلک العصر من الثقافات واللغات، والثانی تبنی رؤیة إجتماعیة أی معرفة القبائل وثقافاتها وعقائدها، والثالث معرفة لغات وخطوط الأقوام والشعوب المجاورة، والرابع معرفة أشعار العرب.