وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه بدأت فی العاصمة اللبنانیة "بیروت" أمس السبت 29 نوفمبر الجاری، فعالیات مؤتمر "الأدیان والقیم السیاسیة" الدولی بمشارکة سوریا وبتنظیم مؤسسة "أدیان من أجل السلام"، والجامعة اللبنانیة الأمریکیة بالشراکة مع جمعیة خدمات الإغاثة الکاثولیکیة ومعهد میسیو الإرسالی ومؤسسة کونری ادیناور.
وأکد البطریرک المارونی "الکاردینال مار بشارة "، بطرس الراعی فی کلمة ألقاها بالنیابة عنه المطران "بولص روحانا" خلال افتتاح المؤتمر ضرورة الاحترام المتبادل بین السیاسة والدین والتعاون بینهما مشیراً الى ان کلاهما مدعو للمساهمة بانسجام فی توفیر الخیر العام بحیث لاتستخدم السیاسة الدین ولا الدین یثقل نفسه بالسیاسة من أجل مأرب تکون فی أغلب الأحیان منافیة للمعتقد.
وأضاف أن موضوع المؤتمر یوحی بأن للعمل السیاسی قیماً مستمدةً من الأدیان لافتاً الى ان السیاسة فن شریف لأن أصحاب السلطة السیاسیة هم خدام للشعب وللخیر ما یفرض علیهم أن یمارسوا سلطتهم ضمن حدود النظام الأخلاقی الذی رتبه الله.
بدوره أشار الدکتور ولیام فندلی، الأمین العام لمؤسسة أدیان من أجل السلام فی کلمته إلى دور المنظمة فی تعزیز السلام عبر الحوار.
من جهته أکد الأب الدکتور فادی ضو، رئیس المؤسسة أن الظرف العصیب والدقیق الذی تمر به المنطقة العربیة دفع مؤسسة أدیان إلى تنظیم هذا المؤتمر الذی یأتی فی وقت تعانی فیه المجتمعات العربیة من التفتت بسبب سیاسات طائفیة ومذهبیة وفئویة ومن جهة أخرى تفقد الأدیان مصداقیتها وخلفیتها السماویة بسبب تحویلها فی أحسن الأحوال إلى أداة للسلطة والتسلط ولقطع الرقاب واستعباد الناس فی أسوأ الأحوال.
وقال فادی ضو إن السیاسة دون القیم تصبح مساحة لصراع المصالح الفئویة والخاصة وتعید المجتمع إلى شریعة الغاب وتصبح الأدیان دون القیم مساحة لصراع الهویات القاتلة وکذلک تعید البشریة إلى ما قبل الحضارة أما القیم فهی الروح التی ترفع هذه وتلک إلى مساحة الإنسانیة الشاملة وتفتح آفاق السیاسة والدین معا على مبدأ الخیر العام.
وشدد ضو على ضرورة وضع قطار المجتمعات العربیة على سکة التطور والرقی الحضاری وإنقاذها من التدهور نحو أودیة التخلف والاستبداد من خلال العودة إلى ثلاثة مبادئ تتمثل فی الاعتراف بأن الإنسان هو القیمة المطلقة التی وجدت الأدیان والنظم السیاسیة على السواء من أجل خدمته وتحقیق خیره وبأن القیم هی الجامع المشترک بین البشر فی مسیرتهم نحو تحقیق غایة وجودهم وبأن المجتمع وخاصة المجتمع المدنی والأکادیمی مسؤول عن حمایة الإنسان من تسلط الجماعات الدینیة من جهة وفساد المجموعات السیاسیة من جهة أخرى.
من جهتها أکدت الدکتورة نایلا طبارة، مدیرة قسم الدراسات فی التلاقی الثقافی فی المؤسسة ومنسقة المؤتمر فی کلمتها أن المؤتمر یهدف إلى تأمین صرح تلتقی فیه مختلف قطاعات المجتمع للتفکیر فی کیفیة تفعیل القیم والمعاییر السیاسیة فی الخطاب الإسلامی والمسیحی من جهة وتعزیز الحوار حول هذه القیم انطلاقا من آراء دولیة مختلفة من جهة أخرى.
ویتضمن المؤتمر جلسات نقاشیة تبحث فی العدید من القضایا الرئیسة أبرزها القیم بین الدین والسیاسة والتحدیات المعاصرة للدین والقیم السیاسیة والعلاقة بین الدین والسیاسة کدینامیة تشکیل القیم والاسلام السیاسی والمساءلة القیمیة والقیم السیاسیة للمواطنة الحاضنة للتنوع والقیم الروحیة لسیاسات السلام.
ویشارک فی جلسات المؤتمر الدولی أکثر من ثلاثین خبیراً وباحثاً فی مجال السیاسة والعلوم الاجتماعیة والدین والشأن العام والسلام من 17 دولة هی سوریة وألمانیا وهولندا واسبانیا وإیطالیا وبریطانیا والولایات المتحدة وکندا والأرجنتین ولبنان والبحرین والأردن والسودان والعراق ومصر وترکیا وموریتانیا.
کما ینتمی الخبراء والباحثون المشارکون فی المؤتمر إلى 12 جامعة محلیة وعربیة وأجنبیة هی جامعة دمشق وجامعة بحری فی السودان وجامعة أنقرة وجامعة جون کابوت بروما وجامعة روزاریو فی الأرجنتین وجامعة بوینوس أیرس وجامعة السلام فی کوستاریکا ومن لبنان الجامعة اللبنانیة والجامعة اللبنانیة الأمریکیة وجامعة القدیس یوسف وجامعة الروح القدس الکسلیک وجامعة الجنان بالإضافة إلى عدة مؤسسات دولیة.
وحضر افتتاح المؤتمر حشد من الشخصیات السیاسیة والفکریة والدینیة وممثلو المؤسسات الشریکة.
المصدر: موقع الهیئة العامة للإذاعة والتلفزیون فی سوریا