ایکنا

IQNA

البیان الختامی لمؤتمر الأزهر العالمی فی مواجهة التطرف والإرهاب

9:32 - December 05, 2014
رمز الخبر: 2615174
القاهرة ـ إکنا: أکد مؤتمر الأزهر العالمی فی مواجهة التطرف والإرهاب أمس الخمیس ۴ دیسمبر الجاری فی ختام فعالیاته أن العالم العربی یُواجِه حالةً غیر مسبوقةٍ من التوترِ والاضطرابِ نتیجةَ ظهورِ حرکاتٍ متطرفةٍ تعتمدُ الإرهابَ أداةً لتنفیذِ مآربِها.

وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه قال البیان إن "العالمُ العربیُّ یواجه حالةً غیر مسبوقةٍ من التوترِ والاضطرابِ نتیجةَ ظهورِ حرکاتٍ متطرفةٍ تعتمدُ الإرهابَ أداةً لتنفیذِ مآربِها؛ فقد تعرَّضَ مواطنون آمِنون إلى الاعتداءِ على کراماتِهم الإنسانیةِ، وعلى حقوقِهم الوطنیةِ، وعلى مقدساتِهم الدینیةِ، وجرت هذه الاعتداءاتُ باسمِ الدینِ، والدین منها بَراءٌ".
وأضاف: "من أجلِ ذلک کان لا بُدَّ للأزهرِ الشریفِ بما یُمثِّلُه من مرجعیةٍ دِینیةٍ للمسلمین جمیعًا أن یأخُذَ المبادرةَ لتحدیدِ المفاهیمِ وتحریرِ المقولاتِ التی أساء المتطرفون توظیفَها فی عملیَّاتِهم الإرهابیةِ، وأن یرفَعَ الصوتَ الإسلامیَّ عالیًا ضدَّ التطرفِ والغلوِّ وضدَّ الإرهابِ بأشکالِه وأنواعِه کافةً".
وتابع: "واستجابةً لدعوةِ الأزهرِ الشریفِ برئاسةِ الأمامِ الأکبرِ فضیلةِ الدکتور أحمد الطیب عُقِد مؤتمرٌ موسعٌ فی القاهرة بجمهوریة مصر العربیة فی یومی الأربعاء والخمیس 11 و12 من صفر 1436هـ الموافقین 3 و4 دیسمبر 2014م، حضره رؤساءُ المذاهبِ الإسلامیة ورؤساءُ کنائسِ الشرقِ، کما حضَرَه علماءُ مسلمون ومسیحیُّون من مختلفِ أقطارِ العالم".
وقال: "وبعد یومَیْن من الأبحاثِ والمناقشاتِ انتهى المُجتمِعون إلى إصدارِ بیانٍ توافَقُوا على تسمیتِه بیانَ الأزهرِ العالمی، وفیما یلی نصُّه:
أوَّلاً: إنَّ کلَّ الفِرَقِ والجماعاتِ المُسلَّحةِ و"المیلیشیات" الطائفیَّةِ التی استعملت العنفَ والإرهابَ فی وجه أبناء الأمةِ رافعة – زورًا وبهتانًا – رایاتٍ دینیةً، هى جماعاتٌ آثمةٌ فکرًا وعاصیةٌ سلوکًا، ولیست من الإسلامِ الصحیحِ فی شیءٍ، إنَّ ترویعَ الآمِنین، وقتلَ الأبریاءِ، والاعتداءَ على الأعراضِ والأموالِ، وانتهاکَ المقدَّساتِ الدینیةِ - هى جرائمُ ضد الإنسانیَّةِ یُدِینها الإسلامُ شکلا وموضوعًا، وکذلک فإنَّ استهدافَ الأوطانِ بالتقسیمِ والدولِ الوطنیةِ بالتفتیتِ، یُقدِّم للعالم صورةً مشوهةً کریهةً من الإسلام.
من أجلِ ذلک فإنَّ هذه الجرائمَ لا تتعارَضُ مع صحیحِ الدِّین فحسب، ولکنَّها تُسیء إلى الدِّین الذی هو دین السلام والوحدة، ودِین العدل والإحسان والأُخوةِ الإنسانیةِ.
ثانیًا: التأکیدُ على أنَّ المسلمین والمسیحیین فی الشرقِ هم إخوةٌ، ینتمون معًا إلى حضارةٍ واحدةٍ وأمةٍ واحدةٍ، عاشوا معًا على مدى قُرون عدیدة، وهم عازِمون على مُواصلةِ العیشِ معًا فی دولٍ وطنیةٍ سیِّدةٍ حُرةٍ، تُحقِّقُ المساواةَ بین المواطنین جمیعًا، وتحترمُ الحریَّات.
إنَّ تعدُّدَ الأدیانِ والمذاهب لیس ظاهرة طارئة فی تاریخنا المشترک؛ فقد کان هذا التعدد وسیبقى مصدرَ غنى لهم وللعالم، یَشهدُ على ذلک التاریخ.
إنَّ علاقاتِ المسلمین مع المسیحیین هى علاقاتٌ تاریخیَّةٌ، وتجربةُ عیشٍ مُشتَرک ومُثمِر، ولدینا تجاربُ یُحتَذى بها فی مصرَ وفی العدید من الدول العربیة الأخرى جرَى تطویرُها باتجاه المواطنة الکاملة حقوقًا وواجبات، ومن هنا فإنَّ التعرُّضَ للمسیحیین ولأهل الأدیان والعقائد الأخرى باصطناع أسابٍ دِینیَّةٍ هو خُروجٌ على صحیحِ الدِّینِ وتوجیهاتِ النبیِّ صلى الله علیه وسلم، وتنکرٌ لحقوقِ الوطنِ والمواطنِ.
ثالثا: إنَّ تهجیرَ المسیحیین وغیرِهم من الجماعاتِ الدِّینیَّةِ والعِرقیَّةِ الأخرى جریمةٌ مُستَنکرةٌ، نُجمِع على إدانتِها؛ لذلک نُناشد أهلَنا المسیحیین التجذُّرَ فی أوطانهم، حتى تزولَ موجةُ التطرُّفِ التی نُعانی منها جمیعًا، کما نُناشِدُ دولَ العالم استبعادَ تسهیلِ الهجرةِ من جدولِ المُساعداتِ التی تُقدِّمُها إلیهم؛ فالهجرةُ تُحقِّقُ أهدافَ قُوَى التهجیرِ العُدوانیَّةِ التی تستهدفُ ضربَ دولِنا الوطنیَّة وتمزیق مجتمعاتِنا الأهلیَّة.
رابعًا: إنَّ بعضَ المسئولین فی الغرب وبعض مُفکِّریه وإعلامیِّیه یَستثمِرونَ هذه الجماعاتِ المُخالفةَ لصحیحِ الدِّینِ لتَقدیمِ صُوَرٍ نمطیةٍ یَفتُرون فیها على الإسلامِ شِرعةً ومِنهاجًا، ولمُواجهة هذه الظاهرةِ السلبیةِ یُطالب المؤتمرُ المنصِفین من مُفکِّری الغربِ ومُسئولِیه تصحیحَ هذه الصُّوَرِ الشریرةِ وإعادة النظَرِ فی المواقف السلبیَّة؛ حتى لا یُتَّهم الإسلامُ بما هو بَراء منه، وحتى لا یُحاکَم بأفعالِ جماعاتٍ یَرفُضها الدِّین رفضًا قاطعًا.
خامسًا: یَدعو المؤتمرُ إلى لقاءٍ حواریٍّ عالمیٍّ للتعاون على صِناعةِ السلامِ وإشاعةِ العدلِ فی إطارِ احترامِ التعدُّدِ العقدیِّ والمذهبیِّ والاختلافِ العُنصری، والعملِ بجدٍّ وإخلاصٍ على إطفاء الحرائقِ المُتعمَّدةِ بدلاً من إذکائِها.
سادسًا: لقد تعرَّض عددٌ من شباب الأُمَّةِ ولا یَزالُ یَتعرَّضُ إلى عملیَّةِ "غسل الأدمغة" من خِلال الترویجِ لأفهامٍ مغلوطةٍ لنصوصِ القُرآن والسُّنَّة واجتهادات العُلمَاء أفضت إلى الإرهاب، ممَّا یُوجِبُ على العلماء وأهلِ الفکر مسئولیَّة الأخذ بأیدی هؤلاء المُغرَّرِ بهم من خِلال برامجِ توجیهٍ، ودوراتِ تثقیفٍ، تکشفُ عن الفَهمِ الصحیحِ للنصوصِ والمفاهیمِ؛ حتى لا یَبقوا نهبًا لدُعاة العُنفِ، ومُروِّجی التکفیر.
ومن هذه المفاهیمِ مفهومُ الخِلافة الراشدةِ فی عصر صحابةِ رسولِ الله (صلى الله علیه وآله وسلم)، فقد کانت تنظیمًا لمصلحةِ الناسِ غایتُه حِراسةُ الدِّین وسِیاسة الدُّنیا، وتحقیقُ العدلِ والمُساواة بین الناسِ، فالحکمُ فی الإسلام یَتأسَّسُ على قِیَمِ العَدلِ والمُساواةِ وحِمایةِ حُقوق المُواطنة لکلِّ أبناءِ الوطن بلا تمییزٍ بسببِ اللونِ أو الجنسِ أو المعتقدِ، وکلُّ نظامٍ یُحقِّقُ هذه القیمَ الإنسانیةَ الرئیسةَ هو نظامٌ یکتسبُ الشرعیَّةَ من مصادر الإسلام.
ومن المفاهیمِ المحرفة أیضًا مفهوم الجهاد، ومعناه الصحیح فی الإسلام هو أنه ما کان دفاعًا عن النفس وردًّا للعدوان، وإعلانُه لا یکون إلا من ولی الأمر ولیس متروکا لأی فرد أو جماعة مهما کان شأنها.
سابعًا: دعوة دول العالم العربی إلى تنظیم تعاونها وإلى تطویر آلیات هذا التعاون بما یحقق الاستقرار والأمن والازدهار.
ولو أن هذه الدول أقامت سوقًا اقتصادیًّة وتجارة واتحادًا جمرکیًّا، ودفاعًا مشترکًا لَتَحقَّقت مُقوِّمات التضامُن والتکامل فی إطار دائرة واحدة تجمع الدول الوطنیة المتعددة فی استراتیجیة موحدة تحمیها وتحتمی بها.
ثامنًا: یطالب المؤتمر بقوة العلماء والمراجع الدینیة فی العالم العربی والإسلامی أن یتحملوا مسئولیاتهم أمام الله والتاریخ فی إطفاء کل الحرائق المذهبیة والعرقیة وبخاصة فی البحرین والعراق والیمن وسوریا.
تاسعًا: إدانة الاعتداءات الإرهابیة التی تقوم بها القوات الصهیونیَّة فی الأراضی الفلسطینیة المحتلة، خاصة فی القدس الشریف، والتی تستهدف الإنسان الفلسطینی المسلم والمسیحی على حد سواء، کما تستهدف المساجد والکنائس، خاصة المسجد الأقصى الذی بارک الله حوله، ویناشد المجتمعون المجتمع الدولی التدخل بفاعلیة ومسئولیة لوضع حد لهذه الاعتداءات الآثمة وإحالة مرتکبیها إلى محکمتی العدل والجنایات الدولیتین.
عاشرًا: إن المؤتمر یؤکد على أن الشرق بمسلمیه ومسیحییه یرى أن مواجهة التطرف والغلو وأن التصدی للإرهاب أیا کان مصدره وأیا کانت أهدافه هو مسئولیتُهم جمیعًا.
وفی الختام یتوجه المجتمعون بالتقدیر الکبیر إلى الأزهر الشریف وإلى الدکتور أحمد الطیب على مبادرته بالدعوة إلى هذا المؤتمر الجامع، کما یتوجهون بالشکر إلى جمهوریة مصر العربیة رئیسًا وحکومةً وشعبًا، متمنین لمصر العزیزة کل التوفیق والنجاح فی أداء دورها الرائد فی مکافحة الإرهاب وفی صیانة أسس العیش المشترک.

المصدر: صدی البلد

کلمات دلیلیة: البیان ، القاهرة ، التطرف
captcha