وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أن هذه المقالة تم تقدیمها من قبل الآکادیمی الایرانی والعضو فی هیئة التدریس بجامعة إصفهان الإیرانیة، "محمدصالح طیب نیا"، حیث أکّد هذا الباحث أن الآیة الـ 30 لغایة 38 من سورة "البقرة" المبارکة، والآیة 11 لغایة 25 من سورة "الأعراف" قدکانت أساس هذه المقالة.
وأشار إلی أن هناک ملاحظات تربویة تتضمنها هذه القصة، أولها تربیة الخلیفة التی تعتبر الیوم إحدی العناصر الرئیسیة فی نظام إدارة العالم، موضحاً أنه ورغم عدم حاجة الله إلی الخلیفة إلا أنه قام بتربیة "آدم" کخلیفة له فی الأرض.
واعتبر طیب نیا الإعلام والإستشارة الملاحظة الثانیة التی تشیر إلیها قصة خلق آدم، مبیناً أن المعلم والمربی قبل أن یبدأ بالتعلیم یقدم للتلامیذ ملخصاً من طریقة تعلیمه وتعالیمه حتی یتعرف التلامیذ علی مقاصد، وأهدافه، ومطالبه.
وأکّد أن توفیر فرصة طرح السؤال والإنتقاد یعتبر الملاحظة الثالثة التی یحتوی علیها قصة خلق آدم، مضیفاً أن الملائکة طرحوا أثناء خلق آدم إنتقاداتهم بحریة، مما یعنی أن السماح لطرح الأسئة والإنتقادات یعد ضمن أهم المبادئ التربویة، فیجب علینا توفیر فرصة لکی یطرح الناس أسئلتهم حول فلسفة خلق الإنسان.
واعتبر إعطاء فرصة الإجابة للمجرم الملاحظة الرابعة التی تتضمنها قصة آدم، مبیناً أن إبلیس عندما إستنکف عن أمر الله، سأله الله عن ذلک، إلا أن جوابه لم یکن مقنعاً فعاقبه الله وطرده.
وصرّح، قائلاً: هناک ملاحظات آخری تحتوی علیها قصة آدم منها أن للتربیة شروطاً أولها بیان وظائف المتربی، والإهتمام بما لدی المتربی من القدرة لتلقی المعلومات، وتبیین حکمة وفلسفة التعالیم قبل تقدیمها.
یذکر أن رجل الدین الإیرانی الشیخ رستکار قدم فی هذه الندوة أیضاً مقالة حول ترجمة کتاب "آداب المتعلمین" للفیلسوف الإیرانی الشیخ نصیرالدین الطوسی(الملقب بشیخ الطائفة (385هـ - 460هـ)، مضیفاً أن هذا الکتاب یزخر بملاحظات تربویة، ویشتمل علی 12 فصلاً بینها فضل العلم، والرغبة فی تقدیم العلم، وإختیار الموضوع والأستاذ، وأوقات التعلیم والتربیة.