ويمثل شعب مورو المكوّن المسلم الأصيل في الأرخبيل الفلبيني، ويتمركز معظمه في الجنوب، حيث حافظ عبر القرون على هويته الإسلامية وعاداته الثقافية، متحدياً موجات الاستعمار الإسباني ثم الأمريكي، وظلت أراضيه عصيّة على الاحتلال لتبقى إحدى القلاع التاريخية الصامدة في جنوب شرق آسيا.
إقرأ أيضاً:
وخلال النصف الثاني من القرن العشرين، خاض المورو صراعًا طويلًا مع الحكومة المركزية في مانيلا من أجل الحقوق والاعتراف السياسي، وانتهى بعد أكثر من أربعة عقود من الحرب إلى مرحلة جديدة من السلام، تجسدت في كيان سياسي يتمتع بحكم ذاتي موسّع تحت اسم "بانجسامورو" (Bangsamoro)، يمنح المسلمين إدارة شؤونهم السياسية والاقتصادية والثقافية في إطار الدولة الفلبينية.
اليوم يشكّل المسلمون أكثر من 10% من سكان البلاد البالغ عددهم نحو 100 مليون نسمة، ويخوضون مرحلة نهوض وإعادة بناء وسط تحديات جسيمة، تتطلب دعمًا إقليميًا ودوليًا، خاصة من العالمين العربي والإسلامي، للمساهمة في تطوير البنية التحتية، وإنشاء المؤسسات التعليمية والثقافية والاجتماعية والصحية، وتدريب الكوادر المؤهلة.
إن تجربة بانجسامورو تمثل نموذجًا حيًا لإرادة الشعوب في الصمود والحفاظ على الهوية، وفي الوقت نفسه الانفتاح على السلام والتنمية، وهو ما سيتناوله هذا الأسبوع الإعلامي من خلال قراءة في ماضي هذا الشعب العريق، وحاضره، وآفاق مستقبله.
المصدر: muslimsaroundtheworld.com