ایکنا

IQNA

كاتب إيراني: نزع سلاح حزب الله تمهيد لتنفيذ خطة الاحتلال الكامل للبنان

14:09 - August 12, 2025
رمز الخبر: 3501278
طهران ـ إکنا: صرّح الکاتب والباحث الایراني "مرتضی نجفي قدسي" أن الكل يعلم أن أمريكا لا تفكر إلا في دعم إسرائيل وضمان بقائها وسيطرتها على المنطقة، وليس لها صديق سوى إسرائيل، وستخون جميع الدول العربية في الوقت المناسب، وتضحي بها من أجل الكيان الصهيوني.

وليعلم اللبنانيون أنه إذا تم نزع سلاح حزب الله – وهو أمر لن يحدث أبداً – فقد تنسحب إسرائيل في البداية، وبشكل ظاهري، من التلال الخمس التي احتلتها وتعود إلى حدود لبنان، ولكن هذا الحدث سيكون بلا شك مؤقتاً، وسيتبعه تنفيذ خطة الاحتلال الكامل للبنان من قبل الكيان الصهيوني.
 
وفي ظل سعي الحكومة اللبنانية التابعة لتنفيذ مخطط أمريكا وإسرائيل لنزع سلاح حزب الله، ومع تصاعد موجة الاعتراض الشعبي الكبير في البلاد، كتب الباحث والكاتب الايراني "مرتضى نجفي قدسي" مقالاً تناول فيه هذا الموضوع ومخططات ترامب الخادعة:
 
"بسم الله الرحمن الرحيم
 
منذ تأسيس حزب الله اللبناني عام 1983 وحتى اليوم، قدم الحزب سجلاً مشرفاً في الدفاع عن لبنان وشعبه. قبل ذلك، كانت القوات الإسرائيلية تدخل الأراضي اللبنانية متى شاءت، بل وصلت إلى احتلال بيروت، العاصمة، دون أن يردعها أحد. 
 
هل لم يكن للبنان جيش آنذاك؟ بلى، كان له جيش، لكنه ضعيف وعديم الإرادة، غير قادر على مواجهة الصهاينة، وكانت أرض لبنان ساحة مفتوحة أمام الصهاينة المحتلة وأتباعهم المحليين والإقليميين.

لكن منذ تأسيس حزب الله، أصبح للشعب اللبناني سند قوي، ووقف بشجاعة وبسالة كالسد الحديدي في وجه الصهاينة. صحيح أن حزب الله قدم شهداء كباراً في طريق المقاومة، لكن الشعب اللبناني أدرك أن كلفة المقاومة أقل بكثير من كلفة الاستسلام والذل. 
 
ففي حرب الثلاثة والثلاثين يوماً عام 2006، لم تستطع إسرائيل، رغم تسليحها الكامل، أن تهزم حزب الله، وبرز السيد حسن نصر الله وحزب الله في العالم الإسلامي، وعلّم الشعوب دروساً في المقاومة والتضحية.
 
بعد عملية "طوفان الأقصى" والهجمات الوحشية التي شنها الكيان الصهيوني على أهل غزة المظلومين، وقف حزب الله بقوة في وجه المجرمين الإسرائيليين، ودعم أهل فلسطين وغزة. 
 
ورغم أن أمريكا وإسرائيل اغتالوا الأمين العام لحزب الله وعدداً من قادته بإلقاء ثمانين طناً من القنابل الخارقة للتحصينات، ونفذوا عمليات اختراق وتفجير أجهزة الاتصالات، وألحقوا أضراراً بالقوة العسكرية وبنية الحزب، إلا أن حزب الله واصل مقاومته بقوة، ولم يتمكن الصهاينة سوى من احتلال بعض القرى والمناطق الحدودية.
 
وفي مرحلة معينة، قبل حزب الله وقف إطلاق النار بشروط، حفاظاً على وحدة اللبنانيين، ولإفشال مخططات الأعداء الذين كانوا يطالبون بالسلام، لكن العالم كله يعلم أن إسرائيل انتهكت وقف إطلاق النار أكثر من أربعة آلاف مرة منذ ذلك الحين! 
 
ولم تتخذ الحكومة التابعة لفرنسا والسعودية أي إجراء لحماية الشعب اللبناني، بل إن الصهاينة نفذوا مراراً عمليات اغتيال بحق المجاهدين والنشطاء الفلسطينيين واللبنانيين داخل الأراضي اللبنانية.
 
أما اليوم، فالحكومة اللبنانية تستعد لتنفيذ مخطط إسرائيل وأمريكا لنزع سلاح حزب الله، وهو ما لم يستطيعوا تحقيقه بالحرب، ويريدون الآن تحقيقه عبر سلام كاذب وخادع. 
 
وعندما يصبح الشعب اللبناني بلا حماية، سيتم احتلال كامل الأراضي اللبنانية بسهولة.
 
في خريطة إسرائيل من النيل إلى الفرات، يشمل الكيان كل لبنان، وكل الأردن، وأجزاء واسعة من سوريا والعراق ومصر والسعودية. 
 
ألم يقلوا مراراً أن الفلسطينيين يجب أن يخلوا الضفة الغربية وغزة؟ ألم يقل ترامب إن مساحة إسرائيل صغيرة ويجب أن تتوسع؟ 
 
إذن، على جميع الشعوب العربية والمسلمة أن تدرك أن مخطط إسرائيل، كما قال الإمام الخميني (رضوان الله عليه) قبل سنوات، هو إقامة "إسرائيل الكبرى" من النيل إلى الفرات، ولن تكتفي بحدودها الحالية.
 
ليعلم اللبنانيون أنه إذا تم نزع سلاح حزب الله – وهو أمر لن يحدث أبداً – فقد تنسحب إسرائيل في البداية من التلال الخمس وتعود إلى الحدود، لكن هذا سيكون مؤقتاً، وسيتبعه تنفيذ خطة الاحتلال الكامل للبنان.
 
الهجمات الإسرائيلية على سوريا وتدمير بنيتها العسكرية بعد سقوط بشار الأسد، واحتلال أجزاء كبيرة من البلاد حتى مسافة عشرة كيلومترات من دمشق، تكشف عن الطبيعة العدوانية للصهاينة، فهم يسعون تدريجياً لاحتلال جميع المناطق المذكورة من الدول العربية. 
 
وكل أعمالهم، من حصار غزة وتجويع أهلها، تتم بأوامر أمريكية. ألم يقل ترامب إن على الفلسطينيين أن يهاجروا إلى دول أخرى، وإنه يريد تحويل ساحل غزة إلى منطقة سياحية وترفيهية له؟
 
لذلك، فإن الشعب اللبناني يمر بمرحلة حساسة، وعلى الحكومة اللبنانية أن تفكر في حماية شعبها، لا في تنفيذ المخططات الشريرة للأمريكيين والإسرائيليين.
 
فلتجب الحكومة اللبنانية: ماذا فعلت حتى الآن في مواجهة الاغتيالات اليومية التي تنفذها إسرائيل في لبنان؟ 
 
لم تصدر حتى تهديداً واحداً! وإذا لم تجرؤ إسرائيل حتى الآن على إعادة احتلال لبنان، فذلك لأنها تعلم أن حزب الله لا يزال حياً، وإذا قرر المواجهة، سيقلب الأمور رأساً على عقب. 

صحيح أن حزب الله فقد بعض قادته، لكن قوته لا تزال قائمة، وقد أغمَد سيفه مؤقتاً لأسباب تصب في صالح لبنان.
 
ترامب يريد أن يخدع حكومات المنطقة بما يسمى "السلام الكاذب" لتحقيق اتفاقه الإبراهيمي، ويقول للجمهورية الإسلامية الايرانية: "الآن بعد أن قمت بقصف منشآتكم النووية وتدميرها، تعالوا وانضموا إلى اتفاق إبراهيم، ليعم السلام في المنطقة!"
 
يا للعجب! هل علينا أن نشكر حكومة ترامب وأمريكا على قصف منشآت إيران النووية، وننضم إلى اتفاقهم الكاذب مقابل هذه "الخدمة" التي قدموها للشعب الإيراني؟!
 
هل يفكرون فعلاً بهذه الطريقة؟! عليهم أن يعلموا أنه إذا كان هناك قلة في الماضي قد صدقوا وعود السلام الأمريكية، فإن هجمات أمريكا وإسرائيل، في وقت كانت فيه إيران تتفاوض بصدق، جعلت الجميع يفقد الثقة بهم. 
 
الكل يعلم أن أمريكا لا تفكر إلا في دعم إسرائيل وضمان بقائها وسيطرتها على المنطقة، وليس لها صديق سوى إسرائيل، وستخون جميع الدول العربية في الوقت المناسب، وتضحي بها من أجل الكيان الصهيوني.
captcha