وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه شهد الصحن الحسینی الشریف أمس الأول الأربعاء 7 ینایر / کانون الثانی، انطلاق مهرجان ربیع الرسالة الثقافی الدولی التاسع تحت شعار "الرسول الأکرم(ص)، إتمامٌ للکلمةِ وإئتلافٌ للفرقة" تزامناً مع إحیاء ذکرى ولادة منقذ البشریة والرحمة المهداة من ربّ البریّة نبیّنا الأکرم محمد(صلى الله علیه وآله) وولادة حفیده وصاحب مدرسته الکبرى الإمام جعفر بن محمد الصادق(سلام الله علیه) برعایة العتبتین المقدستین الحسینیة والعباسیة، وبحضور الأمینین العامین للعتبتین المقدستین وشخصیات عالمیة ومحلیة وأساتذة وأکادیمیین وطلبة الحوزة االدینبة وجمهور غفیر من الزائرین.
استهل الحفل المبارک بآی من الذکر الحکیم للمقرئ (أسامة الکربلائی) مؤذن الصحن الحسینی الشریف ومن ثم جاءت کلمة الأمانتین العامتین للعتبتین المقدسة ألقاها (الشیخ عبد المهدی الکربلائی) الأمین العام للعتبة الحسینیة المقدسة قال فیها: الحمد لله الذی اختار له من البشر صفوةً سبقت لهم کلمته وتمّت فی اصطفائهم حکمته وانبسطت على الخلق بهم رحمته والحمد لله الذی مَنَّ علینا بمحمد نبیه (صلى الله علیه وآله وسلم) دون الأمم الماضیة والقرون السالفة وأتمّ نعمته بانتجاب واصطفاء آل بیته هادین للأمة من الضلالة والفرقة والصلاة والسلام على مَن ختم باسمه دیوان النبیین سیدنا ومولانا أبی القاسم محمد بن عبد الله وعلى عترته المنتجبین الطیبین الطاهرین، "مبیناً" أن هذه الأیام تبتهج وتفتخر فیها أمة النبی (صلى الله علیه وآله وسلم) بمیلاد نور الکون والثقلین خاتم الأنبیاء والمرسلین أبی القاسم المصطفى ومیلاد حفیده الصادق المصدق فی القول والعمل جعفر الصادق (علیه السلام) نهنئ أنفسنا والأمة الإسلامیة ومراجع الدین العظام وجمیع المؤمنین بهذه المناسبة المیمونة حیث مَنَّ الله تعالى علینا دون الأمم الماضیة بالنبی وآله الأطهار وتتقدم الأمانتان العامتان للعتبتین المقدستین الحسینیة والعباسیة بأسمى آیات الامتنان والعرفان والمحبة لجمیع الضیوف الذین حضروا مهرجان ربیع الرسالة الثقافی العالمی التاسع ونخص بالشکر رئاسة وأساتذة جامعة واسط الذین کان لهم الدور الفاعل فی المؤتمر الأکادیمی لهذا المهرجان للعام الحالی.
أیها الأخوة والأخوات فی الوقت الذی تعیش الأمة الإسلامیة ابتهاجها بهذه الولادة ما یزال یعکر صفو عزتها وفخرها بذلک استمرار التحدیات والمخاطر الداخلیة والخارجیة والتی اشتدت فی السنین الأخیرة على أثر نمو وتصاعد المنهج التکفیری الدموی والذی أقحم بعض بلدان الأمة الإسلامیة فی صراع دموی اضطرت إلیه اضطراراً بعد أن صار هذا الخط التکفیری الإقصائی أداة طیعة تحرکها قوىً خارجیة معادیة للإسلام والأمة الإسلامیة وبعد أن وجد الدعم المالی والإعلامی والسیاسی من جهات ومؤسسات تحسب على الإسلام ولم یعد یهمها أمر مصالح الإسلام وأمته بقدر ما یهمها أن تحقق أجندتها الفکریة المنحرفة عن الخط الإسلامی المحمدی الأصیل وفی نفس الوقت تصفیة حساباتها السیاسیة والفکریة على حساب دماء المسلمین وعزتهم ومستقبلهم أیها الإخوة والأخوات إن قوى الکفر العالمیة ومن صار أداة بیدها بعد أن یئست من إضعاف الأمة الإسلامیة بأسالیبها الماکرة والخبیثة السابقة تمکنت من خلال هؤلاء الجهال والمتوحشین الذین یحسبون أنفسهم على الإسلام وهو منهم براء أن تستغل جذوراً فکریة منحرفة عن النهج المحمدی الأصیل والتی امتلأت بها بطون بعض المؤلفات المحسوبة على نهج الإسلام وما تبع ذلک من نهج فتوائی تصدى له الجهال من أصحاب هذا الفکر وما صحبه من منحى إقصائی للآخر یعتمد جذوراً تاریخیة من منهج العنف والتصفیة للآخر ثم ساعد على ذلک صراع سیاسی تشهده المنطقة لیتولد فی ظل هذه الأجواء تناحر داخل الأمة اضطر معه أهل الحق للتصدی له بکل الوسائل حتى وصل إلى القتال وبذل الدماء دفاعاً عن بیضة الإسلام وروحة وجوهره .
أیها الإخوة والأخوات إن ما فرضه هذا التیار التکفیری المنحرف لا یکفی لصدّه بذل الدماء والتضحیة بالروح بل یتطلب إصلاحاً على مستوى أنظمة الدولة ومؤسساتها وقادتها ومسؤولییها وعلى مستوى إصلاح الفکر والثقافة والقیم والعادات ومحاربة الجهل فی المجتمع بکل أشکاله وانتشاله من الآفات المساعدة لانتشار مثل هذه المناهج المنحرفة کالبطالة والأمیة والتخلف الاقتصادی والاجتماعی والأسری إن المسؤولیة تقع على عاتق الجمیع ولکن تتأکد على صنفین من الناس أهل العلم وقادة الدولة فقد ورد فی الحدیث صنفان من الناس إذا صلحا صلح العالم وإذا فسدا فسد العالم (العلماء والأمراء) ولا شک إن صلاح القادة إنما بصلاح فکرهم ومنهجهم وذلک باتباع من جعلهم الله تعالى حجة على عباده ومن ینوب عن الحجج والعلماء فی وقتنا الحاضر حیث نعیش تحدی الجهل فی کل أبوابه بأبواب علوم فقهه وعقائده وأبواب علوم عصره فالعلماء عندنا علماء الدین وعلماء الجامعات والمؤسسات العلمیة ومن هنا أصبح لزاماً علینا جمیعاً ومن ذلک علماء وأساتذة الجامعات أن یتصدوا للنهوض العلمی التخصصی ممتزجاً بالنهوض التربوی والأخلاقی ولعل من إشکالیات فهمنا لأزمة مجتمعنا هو أن ینفک لدى البعض وینفصل العلم التخصصی عن النهج الدینی والتربوی وهما ملتصقان ومندکان کالتصاق واندکاک الروح بالبدن کما إن قوة الأمة بصلاح فکرها واعتدال منهجها وسلامة ثقافتها وهذا رکن لا یکتمل ولا یقوى إلا بقوة دولتها وصلاح قادتها ومن هنا فإن وعینا لمناشئ المخاطر والتحدیات وسلامة القناة الموصلة للوقایة والعلاج کفیلان بأن نخرج من هذه التحدیات بما یضمن تحقیق الانتصار والسلامة فی الدین والدنیا وما اختیارنا لأن یکون ضمن احتفالیة مهرجان ربیع الرسالة الثقافی إشراکاً للجامعات وأساتذتها کمحور أساسی ثقافی وفکری من خلال بحوث علماء هذه الجامعات ممتزجاً هذا الاحتفال بطابعة الدینی الروحی کأساس للمناسبة إلا لتعزیز وترسیخ هذا الاندماج وتوعیة لأهمیته فی المجتمع ودوره الحیوی فی الوصول إلى حل لهذه التحدیات والمصاعب.
وفی الختام توجه الأمانتان العامتان للعتبتین المقدستین الحسینیة والعباسیة شکرها وتقدیرها وتثمینها لجمیع الذین حضروا هذا الاحتفال وکل من ساهم ویساهم فی إنجاحه والوصول به إلى أهدافه وتحقیق أغراضه العلمیة والثقافیة والتربویة.
کلمة الوقف الشیعی
فیما جاءت کلمة السید صالح الحیدری رئیس دیوان الوقف الشیعی فی العراق التی قال فیها : أحییکم تحیة الفرد والود والإیمان تحیة الصفاء والنقاء أحییکم فی ذکرى ولادة الحبیب سیدنا وشفیعنا الرسول الأعظم محمد (صلى الله علیه وآله وسلم) أحییکم تحیة الخیر والدعاء لکم جمیعاً دعاء الرجاء ما ینفعنا فی دنیانا وفی أخرتنا ونحن فی أجواء الخشوع والخضوع لله تبارک وتعالى نلتمس فی أجواء العشق الإلهی الذی یدعونا إلى التمسک بوصایا الرسول الکریم (صلى الله علیه وآله وسلم) لما یسعدنا ویسعد الإنسانیة فی منهجه منهمج القرآن الکریم منهج الاستقامة والغفران ومنهج أهل بیت النبوة (علیهم السلام) ومن خلال هذه المعانی السامیة التی جمعت صفوف المسلمین حول أهداف نبینا العظیم ورسالته التی تفیض رحمة للعالمین نحن یا سیدی یا رسول الله نشکو إلیک أصحاب العقول المنحرفة التی لا یرتاح لها بال إلا بالقتل والتعذیب وسفک الدماء وقطع الرقاب وتدمیر کل ما ینفع الناس.
إنهم یا سیدی یا رسول الله یتحدثون باسم الدین ویذبحون الأطفال والنساء والشیوخ حقداً لکل من لا یؤمن بمنهجهم اللا إسلامی إنهم یا سدی یا رسول الله ینفذون مخططات صهیونیة بالمال والسلاح والمواد المتفجرة القاتلة وقانا الله شرهم وانتفض أهل العراق خصوصاً بعد نداء آیة الله العظمى المرجع الأعلى السید علی السیستانی فی دعوة العراقیین للوقوف بوجه (داعش) الذی احتل جزء من العراق ویهدف (داعش) إلى احتلال مدن العتبات المقدسة وکان الحشد الشعبی المناضل الصامد والزاحف لتحریر مدن العراق بالتعاون الوثیق مع القطعات العسکریة والأمنیة وجاءت الانتصارات تلو الانتصارات بإیمان کبیر ووحدة لا مثیل لها وانضم أبناء العشائر للمدن والمناطق المحتلة مع المجاهدین والقوات العسکریة ، وحصل العکس وظهر إن العراق بشعبه یملک الأصالة والوضوح الفکری ویواجه أسالیب الشر والعدوان وتحرکت مکامن الفطرة الإیمانیة فی هذا الشعب المجاهد التی تمد بالفرد والمجتمع إلى أعلى مراتب السلوک الأخلاقی الأصیل الذی لا یتبدل ولا یتزعزع ومن أصل الحفاظ على المستوى العام للأمة نطالب العلماء والباحثین والمخلصین أن یقدموا الثقافة الإسلامیة الجامعة على أن تکون واضحة فی أفکارها سهلة فی عباراتها خالیة من التعقید والغموض لتکون فی تناول الأکثریة بین أفراد الأمة الکریم وبذلک نستطیع أن نعید الأمل للأمة التی تنتظر منکم جمیعاً نداء التآخی ونداء الحب والسلام.
ودیوان الوقف الشیعی یسعى باستمرار إلى ترسیخ روح التواصل بعد أن عبر الشعب العراقی عن هویته الإسلامیة الحقة وخصوصاً تلک التی تقاوم کل ألوان الظلم والطغیان کما انتهز الفرصة لأعبر عن اعتزازی بجهود الأمانتین العامتین الحسینیة والعباسیة فی شتى مجالات الخدمة ومجالات نشر المعرفة ومجالات بث الثقافة التی تستمد من القرآن الکریم الأهداف العلیا الصادقة والمستمرة إن لسماحة العلامة الحجة الشیخ عبد المهدی الکربلائی ولسماحة العلامة الحجة السید أحمد الصافی والعاملین معهم کل إکبار وإجلال ومودة وتقدیر داعیاً الباری عزوجل أن ینفع بکما وصالح سعیکما وأنتم تقدمون للأمة بطبق من ذهب توجیهات ووصایا السید المرجع الأعلى للطائفة آیة الله العظمى السید علی الحسینی السیستانی وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمین.
یُذکر أن مهرجان ربیع الرسالة الدولی التاسع یُعدّ من المهرجانات الکبیرة التی تحتضنها وترعاها الأمانتان العامتان للعتبتین المقدستین الحسینیة والعباسیة، کجزءٍ من نشاطاتهما فی تثقیف المجتمع وزیادة وعیه الدینی والفکریّ، وإن فعالیاته تکون حافلةً بالفکر والمعرفة والتنوّع من خلال البحوث الأکادیمیة الرصینة والدراسات الحوزویة ومعرض الفنون التشکیلیة، هذا وقد شهد مهرجان العام الماضی حضوراً أکادیمیاً لشخصیات علمیة وأکادیمیة وإسلامیة من کافة ألوان الطیف العراقی إضافةً إلى جلسات مفتوحة ونقاشات مع الحاضرین.
المصدر: الموقع الاعلامی للعتبة الحسینیة