وأفادت وکالة الأنباء الدولیة القرآنیة(إکنا) أنه أجمعت القیادة العراقیة على ثقتها بالدور الذی تقوم به منظمة التعاون الإسلامی لإیجاد مخرج من أزمة البلاد الحالیة، ورحبت بمساعیها للبناء على وثیقة مکة سنة ۲۰۰۶، وإمکانیة العمل على لقاء ثان یثمر عن "مکة ـ ۲"، لدعم عملیة المصالحة بین العراقیین التی تنتهجها الحکومة العراقیة.
وأکدت قیادات عراقیة مختلفة أهمیة زیارة الأمین العام للمنظمة، "إیاد أمین مدنی" إلى العراق، الذی عرض تصوره لمقترح المنظمة خلال استقبال الرئیس العراقی "فؤاد معصوم"، له فی قصر السلام فی بغداد الخمیس.
وأکد الرئیس العراقی أن زیارة الأمین العام قد جاءت فی وقتها، فیما یواجه العراق هجمات إرهابیة، داعیاً المنظمة لحشد جهود دولها الأعضاء، ومنظماتها بغیة التصدی لهذه الظاهرة، عبر تهیئة الأجواء بین العلماء من مختلف المذاهب، ومعالجة الاختلافات المذهبیة، مؤکداً أن المطلوب حالیاً، هو إیقاف الصراع الجاری، ودحض أسبابه الدینیة، ومفاهیمه المغلوطة.
کما أشار الرئیس معصوم إلى أهمیة دور المنظمة فی إطار إصلاح المؤسسات التربویة، وإعادة النظر فی المناهج التعلیمیة لنشر ثقافة التسامح والوسطیة.
وبدوره أعرب الأمین العام عن تأییده لرؤیة الرئیس العراقی المتبصرة، مؤکداً أنها من أولویات المنظمة، ومشدداً على أن الزیارة تهدف للاطلاع على مرئیات القیادة العراقیة، وتصورها للحلول الممکنة من أجل التصدی للتحدیات التی تواجه العالم الإسلامی، مثل التطرف والغلو، والاقتتال المذهبی، بالإضافة إلى ظاهرة کراهیة الإسلام.
وأضاف بأن المنظمة تعمل فعلیا على تفعیل حوار الأدیان والثقافات، عبر عدة منابر بادرت بها الدول الأعضاء مثل مرکز التقریب بین المذاهب الذی أقرته قمة مکة الاستثنائیة فی عام 2012، وستکون المدینة المنوّرة مقرا له.
من جهة ثانیة، التقى الأمین العام للمنظمة، بالسید "أسامة النجیفی"، نائب الرئیس العراقی، الذی استعرض مع مدنی الأوضاع فی العراق، حیث أکد النجیفی أهمیة المنظمة، وقدرتها على القیام بدور إیجابی، واتخاذ قرارات حاسمة فی هذا الشأن.
ودعا النجیفی کذلک، المنظمة للاستمرار فی التواصل مع الفئات العراقیة المختلفة، والحصول على دعم الدول الأعضاء لها، اعتباراً للظروف الصعبة التی یعیشها النازحون مع دخول فصل الشتاء.
وأکد الأمین العام دعم المنظمة للعراق ومساعدته على تجاوز الصعوبات السیاسیة والإنسانیة والمذهبیة التی یمر بها، منوهاً بعزمها على متابعة جهودها التی بدأتها منذ عام 2006.
کما التقى الأمین العام بالدکتور "سلیم الجبوری"، رئیس مجلس النواب العراقی، الذی أکد من جانبه بأن التنوع المذهبی فی العراق، یعد عامل قوة، وأن إرهاب داعش أثبت للعالم أنه لا یفرق بین السنة والشیعة.
وأثار مدنی مجدداً مقترحات المنظمة لمساعدة العراق على تجاوز مشاکله، مؤکداً تعویل المنظمة على مجلس النواب العراقی باعتباره صوت الشعب، واستعرض المستویات التی تعمل من خلالها المنظمة لمساعدة النازحین عبر مؤسساتها التابعة والمتخصصة، وحث دولها الأعضاء على تقدیم المزید من الدعم للنازحین، وتفعیل الحلول من خلال منظمات الإغاثة الإنسانیة فی العالم الإسلامی.
فی غضون ذلک، التقى الأمین العام للمنظمة، برئیس مجلس الوزراء، "حیدر العبادی"، الذی شدد على أن زیارة أمین عام المنظمة تعد لحظة تاریخیة نحو الأفضل، حیث یسعى الجانبان لدعم وحدة العراق وأمنه واستقراره.
وأوضح العبادی بأن حکومته عازمة على تحقیق إصلاحات داخلیة على قاعدة التوافق السیاسی وتعزیز الوحدة.
وفی اجتماع مع وزیر الخارجیة العراقی، الدکتور "إبراهیم الجعفری"، شدد الأمین العام على تطلع المنظمة إلى عراق قوی وموحد ومنفتح بحیث یشکل رکیزة من رکائز العمل الإسلامی المشترک.
ودعا الجعفری من جانبه المنظمة إلى استثمار ثقلها ومخزونها الثقافی والتاریخی، ومقوماتها الحالیة، وما تمثله من ثقل دیموغرافی ومساحة شاسعة بغیة توحید الخطاب الإسلامی، ومواجهة ظاهرة التطرف والإرهاب.
واختتم مدنی زیارته التی استمرت ثلاثة أیام، بلقاء مع نائب رئیس الجمهوریة، "إیاد علاوی"، الذی أکد بأن العراق یحتاج لأن یسلک خطین متوازیین؛ سیاسی وعسکری، یتمثل الأول فی ضرورة إنجاز المصالحة الوطنیة والخروج من الطائفیة، وطی صفحة الماضی، مؤکدا أن للمنظمة دور أساسی فی هذا السیاق.
وکرر الأمین العام استعداد المنظمة للعب دورها المطلوب فی هذا الشأن، کما استمع مدنی لشرح مفصل عن الأوضاع الإنسانیة والسیاسیة والعسکریة من قبل نواب ووجهاء المناطق المنکوبة بموجة التطرف والإرهاب فی محافظات غرب وشمال وجنوب ووسط العراق.
المصدر: oic-oci.org