وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه عقدت ندوة "الإسلام، والإسلاموفوبیا، والتطرف" فی العاصمة الألمانیة برلین برعایة معهد "الدراسات الإسلامیة" فی برلین، وبمشارکة عشرات من النخبة والطلاب الألمانیین.
حسب التقریر، أکّد المستشار الثقافی الإیرانی لدى ألمانیا والرئیس الفخری لمؤسسة الدراسات الإسلامیة فی ألمانیا، مهدی إیمانی بور خلال الکلمة التی ألقاها فی هذه الندوة، أن هناک عدداً أکبر من الناس قد إنضموا إلی الموجة الجدیدة للإسلاموفوبیا؛ علی سبیل المثال قدازدادت المواقف المعادیة للإسلام بشکل متزاید بین النخبة اللیبرالیین عقب حادث الهجوم علی مجلة "شارلی إبدو" الأسبوعیة الفرنسیة.
واعتبر أن معظم المسلمین فی العالم یحاولون کل یوم توفیر حیاة أکثر إنسانیة لهم من خلال الإلتزام بدینهم، إلا أن هناک عدداً قلیلاً جداً من المسلمین یقدمون صورة غیرإنسانیة وغیرعقلانیة للدین الإسلامی، مضیفاً أن هذه الأقلیة مدعومة فی أغلب الأحیان من أجهزة الإستخبارات والأمن للقوی الکبری.
وأکّد أن وسائل الإعلام الغربیة بنشر دعایات فارغة ضد الإسلام تسعی لإظهار هذا الدین معارضاً للإنجازات الحدیثة، موضحاً أن وسائل الإعلام هذه تدعی بأن الإسلام یعارض کل أمر إنسانی وعقلانی، بینما الإسلام کان له أکبر حضارة إنسانیة دامت سنوات طویلة، مقدماً العدید من المفکرین والعلماء إلی العالم.
وتابع: مبادرة وسائل الإعلام إلی تعزیز الإسلاموفبیا من خلال نشر رسائل معادیة للإسلام قد أدت إلی أن تنعکس صورة عنیفة عن الإسلام فی أذهان شعوب العالم، وإلی أن لاترغب هذه الشعوب بعد فی الحصول علی المعلومات حول هذا الدین.
وصرح أن هذه الخطوة الإعلامیة غیر الصحیحة قدأدت أحیاناً إلی نتیجة عکسیة، مبیناً أن بعض الشباب الغربیین الذین قدسئموا من مجتمعاتهم وحکوماتهم بسبب مشاکل إقتصادیة أو شخصیة ینخدعون لدعایات التیارات المتطرفة وینضمون إلیها بهدف الإنتقام من المجتمعات التی طردوا منها.
وأضاف: لو تمعنا فی الإحصاءات لوجدنا فیها ما یدل علی وجود نوع من العلاقة بین الدعایات المعادیة للإسلام وإنتشار التطرف فی المجمتعات؛ مما یعنی أن وسائل الإعلام المعادیة کلما تحاول تقدیم صورة عنیفة عن الإسلام یزداد عدد المتظاهرین بالإسلام فی مختلف المجمتعات فیحاولون من خلال أعمال متطرفة المس بمجتمعاتهم.
وأکّد إیمانی بور أن أفضل طریق للتفاعل المعقول بین الغرب والحضارة الإسلامیة هو التعریف بالتفاسیر والقراءات الوسطیة للإسلام، وتهمیش القراءات العنیفة وغیر الإنسانیة للإسلام، مضیفاً أن الإسلام لم یفقد مکانته وقیمته لصالح القیم اللیبرالیة، ولایعارض کل ما هو جدید خلافاً للدعایات التی تنشرها الدول الغربیة ووسائل الإعلام المنتمیة إلیها.
من جانبه، تحدث السفیر الألمانی السابق لدی ایران، برند أربل، فی هذه الندوة، عن أسباب التطرف ودوره فی وقوع ظاهرة الإسلاموفوبیا فی الدول الغربیة.
أکّد أربل أن دراسة دور الغرب فی أحداث وتطورات أفغانستان والعراق وسوریا ومصر أظهرت أن غالبیة الجماعات المتطرفة الإسلامیة قدتم تشکیلها من قبل المنظمات الأمنیة الغربیة، مصرحاً أن هدم البنی التحتیة للدول المذکورة من قبل القوات العسکریة الغربیة وبالتالی زعزعة الأمن والثبات فیها یمهد لتقویة هذه الجماعات.
یذکر أن هناک أربعة محاور تم نقاشها فی ندوة "الإسلام، والإسلاموفوبیا، والتطرف" المنعقدة فی برلین، وهی: "الأسباب السیاسیة والإجتماعیة للتطرف وتأثیرات هذه الظاهرة"، و"وسائل الإعلام وسیاستها أحادیة الجانب"، و"الإسلاموفوبیا والأحلام الغربیة"، و"الشریعة الإسلامیة والحصول علی فهم صحیح لها".