وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه أکد برونک وهو یتشرف بزیارة المرقد العلوی الطاهر لأول مرة بعد استبصاره: "أشعر بسعادة غامرة لا توصف وانا أقف فی حضرة احد أمیر الانسانیة والعدالة والتسامح الانسانی الامام علی (علیه السلام)، وعند دخولی الى باب الحرم الطاهر لم استطع التقدم أکثر واصبحت قدمای ثقیلتان وقلبی یخفق بشدة وفرائصی ترتعد بشدة، ولکن بعد قراءة مراسم الزیارة والدخول قرب المرقد الطاهر شعرت بالراحة والطمأنینة وشاهدت الزائرین من حولی ینعمون بالسلام والامان فی رحاب الانسانیة".
وحول تفاصیل وصول السید برونک الى النجف الاشرف واللقاء بالمسؤولین فی العتبة العلویة المقدسة، أکد مسؤول وحدة التواصل مع الأمیرکتین فی شعبة التواصل الخارجی الشیخ ثار البغدادی: "قام قسم العلاقات بالتنسیق مع مسؤول وحدة الامریکیتین فی قسم الشؤون الدینیة الشیخ ثائر البغدادی وقد تم استحصال فیزا له بالتعاون مع ممثل العتبة العباسیة فی الوﻻیات المتحدة الامریکیة الدکتور شامل هادی".
وأضاف البغدادی: "وقد وصل السید برونک یوم الخمیس الثانی من ابریل / نیسان الحالی بعد رحلة شاقة استمرت 36 ساعة من غرب الوﻻیات المتحدة من ساحل المحیط الهادی".
وفی کلام تفصیلی للسید برونک حول طبیعة اسلامه ثم استبصاره، قال "رحلتی إلى الإسلام تمتد من صیف عام 2001 إلى 2008. أول مرة التقیت فیها بمسلم کانت فی مدرسة صیفیة کاثولیکیة عندما کنت فی الحادیة عشر من عمری. کان صدیقی باکستانیاً ولم اعرف أنه کان مسلماً حتى تحدثنا ذات یوم کیف أن کلینا لم یکن کاثولیکیا. وعندما افترضت افتراضاً ساذجاً أنه کان ینتمی إلى طائفة مسیحیة مختلفة لأن کلینا کان ینتمی إلى مدرسة کاثولیکیة أخبرنی عندها أنه مسلم. استطیع أن أقول أن ذلک شدنی ولسبب ما شعرت بانجذاب نحوه وکان ذلک بمثابة شمعة أوقدت فی داخلی بطریقة یصعب تفسیرها.
وعلى الرغم من أنه لم یکن لدی أدنى خوف من الغرباء أو عداء أو نفور من الإسلام إلا أننی لم أبحث الإسلام بحثاً عمیقاً حتى أصبحت فی الثانویة.
ولم تنطفئ هذه الشمعة فی تلک الفترة ولکننی تأخرت فی الانتباه لها. عندما حدث ما حدث فی الحادی عشر من أیلول / سبتمبر علمت أن هذا العمل الإرهابی لا یمکن أن ینسب إلى الإسلام. کنت أعرف مسبقاً أن وحشیة البشر قد تطال الجمیع بغض النظر عن قومیتهم أو عرقهم أو دینهم".
ولأنی لم أکن شدید التعلق بالمسیحیة کدین ومن ثم لم أکن أذهب إلى الکنیسة إلا نادراً، فلقد کان اهتمامی بالأخلاق وبالذات الإلهیة وبتعالیم المسیح(علیه السلام) أکثر من اهتمامی بعقیدة التثلیث والفداء غیر المشروط من خلال الإیمان فقط.
ولقد تعرفت على المسیح کشخص وکنت دائما أؤمن أن الله هو إله واحد فرد کما هو مکتوب فی التوراة العهد القدیم. وعلى الرغم من أننی التحقت بمدرسة أهلیة کاثولیکیة إلا أننی لم أقم بمراسیم المعمودیة ولم أقبل عقائد المسیحیة بشکل رسمی.
فی حوالی عام 2005 کانت لدی الرغبة فی البحث عن قدوة اقتدی بها وکانت لدی رغبة شدیدة بالعدل بعد التعرف أکثر على الحرب فی العراق، والقصف الإسرائیلی للبنان فی 2006. کانت فکرتی العامة أن الله قد اختار أناسا لحمل رسالاته إلى البشریة على مر الزمن وکنت أرى أن الیهودیة والمسیحیة والإسلام کانت شیئاً واحداً لأن جمیع هذه الأدیان تدعو إلى إله واحد وأن الأنبیاء والکتب المقدسة التی سبقتهم هی کلها من مصدر سماوی.
وکان هدفی فی ذلک الوقت البحث عن الحکمة مهماً کان مصدرها وعن القدوة للتعلم منه. ولقد شمل ذلک قراءة السیر الذاتیة للمهاتما غاندی ولجیفارا والکتابات المتعلقة بالأخلاق لسیسیرو الخطیب الیونانی القدیم وتعالیم بوذا. ومن الغریب فعلا أنی کنت قبل ذلک عازما على أن أکون مسلماً فی یوم من الأیام، ولکن السؤال کان "متى".
وکان أول ما قرأت هو "فی خطى النبی" الذی کتبه طارق رمضان فی أواخر عام 2007، وبعد ذلک بقلیل قرأت "نهضة الشیعة" الذی کتبه ولی نصر. کان ذلک فی السنة التی تخرجت فیها. وبعد أن قرأت عن الإمام الحسین علیه السلام فی کتاب "نهضة الشیعة" لم یعد لدی اهتمام أن أقرأ عن الفهم السنی للإسلام.
ولقد عرفت الأمام الحسین(ع) قبل أن أعرف الإمام علی(ع) الذی ذکر أیضا فی کتاب نهضة الشیعة والذی قیل عنه أنه کان نظیراً للسیسیرو فی البلاغة بل هو أعظم منه وکذلک مسألة الخلافة بعد النبی صلى الله علیه وآله وسلم. لقد رأیت فی الإمام الحسین(ع) القدوة التی کنت أبحث عنها. لقد أحببت تعالیم المسیح فی الإنجیل ولکنی أحسست أنها لم تکن کاملة، وشعرت أنه لابد أن یوجد توازن بین اللاعنف المسالم وبین والمقاومة المسلحة ضد الظلم ولم أجد هذا التوازن إلا مع الإمام الحسین(ع). ومن خلال الحسین بدأت أفهم النبی(ص) فهما أفضل.
وفی بدایة عام 2008 عندما کنت فی الفصل الثانی فی کلیة فرنسو المجتمعیة التقیت بالشیخ ثائرالبغدادی فی صف تاریخ العالم القدیم. عندما التقیت به للمرة الأولى سألته من أی بلد هو (بسبب لکنته) ثم سألته هل هو سنی أو شیعی. یصعب علی أن أشرح شعوری بالراحة عندما أخبرنی أنه کان شیعیا، وعلمت عندها أننی سأصبح مسلما عما قریب.
وقضینا بضعة أیام کل أسبوع نراجع التاریخ من أجل الدرس ونتحدث عن أهل البیت وعن مواضیع إسلامیة أخرى. لقد نطقت بالشهادة فی بیتهم بحضوره وحضور زوجته بین العاشر من محرم وزیارة الأربعین، وبدأت بارتیاد مرکز فرزنو الثقافی الإسلامی ذی التوجه الشیعی.
ولقد شعرت أننی وجدت الطریق الصحیح أخیرا، ولم أشعر بأی عبء فی ممارساتی الجدیدة التی أصبحت واجبا علی، وکانت عائلتی، ولله الحمد، موافقة على قراری بالتحول إلى الإسلام.
ویذکر ان لوکاس برونک من موالید مدینة فرزنو ولایة کالیفورنیا الامریکیة وهو خریج جامعة الولایة ذاتها فی قسم الجغرافیا.
المصدر: الموقع الرسمی للعتبة العلویة