ایکنا

IQNA

اعداد رسالة دکتوراه فی مصر تدعو للتفاهم بین الإسلام والغرب

14:57 - April 15, 2015
رمز الخبر: 3149333
القاهرة - إکنا: دعت رسالة دکتوراه فی العلوم السیاسیة بجامعة القاهرة إلى توجیه المزید من الاهتمام بالدراسات الإسلامیة فی الغرب لتعزیز تفهم الغرب لقضایا الإسلام والمسلمین.


وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة (إکنا) أنه دعت رسالة دکتوراه فی العلوم السیاسیة نوقشت الأسبوع الماضی بکلیة الاقتصاد والعلوم السیاسیة بجامعة القاهرة إلى توجیه المزید من الاهتمام بالدراسات الإسلامیة فی الغرب لتعزیز تفهم الغرب لقضایا الإسلام والمسلمین وتجاوز الصور النمطیة التی توجد لدى الکثیرین هناک.

وأوصت الدراسة بتعزیز التعاون بین الجامعات والمراکز البحثیة العربیة والإسلامیة المتخصصة فی هذا المجال مع نظیرتها الغربیة وخاصة البریطانیة سواء من خلال إجراء البحوث المشترکة أو التبادل العلمی للمشروعات البحثیة بما یمکن کل طرف من الاطلاع على مسیرة الطرف الآخر.

والاستفادة من جهوده العلمیة وتوفیر حالة تراکم معرفی تعزز التفاهم المشترک.

وجاءت الرسالة التی نوقشت الأسبوع الماضی وقدمها الطالب المصری «مصطفى عبد الرازق» تحت عنوان «اتجاهات الدراسات السیاسیة الإسلامیة فی الجامعات البریطانیة من خلال دراسة تحلیلیة لرسائل الدکتوراه خلال الفترة من 1979 وحتى 2009» وتکونت لجنة المناقشة من الدکتور محمود إسماعیل الأستاذ المتفرغ بالکلیة والدکتور خیر الدین عبد اللطیف مساعد وزیر الخارجیة الأسبق عضواً والدکتور محمد محمد حسین مشرفاً. وتناولت الرسالة رصد مسیرة العلاقات بین العالم الإسلامی والغرب.

فی إطار تزاید الاحتکاک والتعامل بینهما على مختلف الأصعدة الأمر الذی انعکس فی العدید من القضایا وعلى رأسها اتهامات الغرب للمسلمین بالإرهاب.

ولفت الباحث خلال الرسالة إلى أن أهمیة موضوعه تأتی من تحول القرن الحالی إلى ما یصفه البعض بقرن الإسلام والغرب نظراً للعدید من الأزمات التی فرضت نفسها بین الجانبین وهو ما یستدعی رصد وتحلیل کافة أبعاد هذه العلاقة فی ضوء ما وصفه الباحث بانقراض مفهوم الآخر فی ظل سیولة الحراک البشری الأمر الذی جعل من أوروبا تضم جالیة إسلامیة کبیرة بشکل جعل البعض هناک یعبر عن خشیته مما یصفه بأسلمة أوروبا.

وأکد الباحث إلى إن ذروة المواجهة بین العالم الإسلامی والغرب فی عالمنا المعاصر، تمثلت فی تطورات العقد الأول من القرن الحادی والعشرین من خلال الهجمات التی جرت على الولایات المتحدة فی الحادی عشر من سبتمبر 2001 ومجموعة الأحداث التی تلتها ومن بینها أحداث تفجیرات لندن فی 7 یولیو 2005.

وأن هذه الأحداث، بغض النظر عن تباین المواقف وتوجهات التحلیلات بشأنها، عززت علاقات العداء بین الجانبین، خاصة من قبل الغرب، الأمر الذی انعکس فی العدید من المظاهر من أبرزها تدهور وضع الأقلیات المسلمة فی الغرب والتعامل معها على نحو عنصری.

وعلى هذه الخلفیة أشار الباحث إلى عمله من خلال دراسته على تحلیل وتحدید اتجاهات مصادر المعرفة بالإسلام والعالم الإسلامی فی الغرب والتی تتعدد فی عالمنا المعاصر على نحو غیر مسبوق ویأتی من بینها الرسائل العلمیة فی الجامعات الغربیة.

وإزاء اتساع نطاق هذه الجامعات ولأغراض الدراسة والوصول إلى نتائج أکثر تحدیدا اختار الباحث بعض الجامعات البریطانیة کنموذج لهذه الجامعات باعتبارها ممثلا جیدا لطبیعة الموضوع.

وفی تفسیره لأسباب هذا الاختیار أشار الباحث إلى أن بریطانیا إحدى الدول الغربیة المحوریة ذات العلاقات التاریخیة والمعاصرة مع العالم الإسلامی. فضلا عما تمثله الجامعات البریطانیة على المستوى الأکادیمی کأحد أهم مصادر تشکیل المعرفة فی الغرب بالإسلام والمسلمین، فی ضوء حقیقة أن الدراسات الإسلامیة فی بریطانیا تعود إلى تأسیس کراسی اللغة العربیة فی جامعة کمبردج عام 1632 وأکسفورد فیما بعد ذلک بأربع سنوات. وقد تم الاهتمام بالدراسات الإسلامیة منذ ذلک الوقت وتأثیراتها، الأمر الذی تطور على نحو کبیر مع حلول القرن الحادی والعشرین.

وأشار الباحث إلى أنه مما یعزز رؤیته فی هذا الخصوص تحدید الحکومة البریطانیة فی یونیو عام 2007 للدراسات الإسلامیة باعتبارها أحد الحقول الدراسیة ذات الأهمیة الاستراتیجیة والدعوة إلى تطویر برنامج یعزز وضع هذه الدراسات فی بریطانیا والغرب عموما.

وفی ضوء الجدل الذی یدور بین الباحثین بأن هذا الحقل العلمی یعتبر بشکل أو بآخر امتدادا للدراسات الاستشراقیة وأن ازدهاره جاء فی مرحلة تراجع الاستشراق، حاولت الدراسة الإجابة عن عدد من الاسئلة تدور حول: إلى أی مدى تمثل الدراسات الإسلامیة فی الجامعات البریطانیة امتدادا للاستشراق؟ هل تتطابق مع الاستشراق، أم تتقاطع معه؟ وما هی حدود هذا التطابق او التقاطع وکیف یبدو ذلک من خلال اتجاهات الدراسات الإسلامیة التی تقوم الدراسة على بحثها؟

وأشار الباحث إلى أن رسائل الدکتوراه محل الدراسة تمثل خروجا عن نهج الاستشراق التقلیدی بالشکل الذی رصده الباحث فی الفصل الأول وقد تصب فیما یسمى بالاستشراق الجدید الذی خلص الباحث إلى التأکید على أنه تطویر للاستشراق التقلیدی بأدوات جدیدة وإن لم یحمّل بذات الاتجاهات التی غلب علیها العداء للإسلام والمسلمین.



المصدر: الوفد

کلمات دلیلیة: الإسلام ، الغرب ، رسالة ، الدکتوراه
captcha