أفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة (إکنا) أنه أکد مفتی مصر فی خطبته أن رسالة الإسلام قد جاءت عالمیة لم تتوقف عند حدود مکة فقط بل شملت العالم کله.
وأضاف، وفق بیان الإفتاء المصریة، أن الإسلام من خلال هذه العالمیة استطاع استیعاب الحضارات والأمم القدیمة، بما تحویه من ثقافات متنوِّعة وأدیان متعدِّدة وأعراف مختلفة، والتی تأکدت فی آیات الذکر الحکیم، مثل قوله تعالى "وَمَا أَرْسَلْنَاکَ إِلَّا کَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِیرًا وَنَذِیرًا"، وقال النبی صلى الله علیه وآله وسلم: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَنِی رَحْمَةً لِلنَّاسِ کَافَّةً".
وأشار المفتی إلى أنه بعد صلح الحدیبیة أرسل الرسول صلى الله علیه وآله وسلم رسائله إلى کل الدنیا ملوکًا وشعوبًا متطلعًا فی ذلک إلى نشر دعوة الإسلام فی ربوع العالم، وقد کانت دعوته آنذاک بما یتناسب مع مقتضى العصر ومتطلبات الواقع، وبما لا یضع من مکانة الإسلام والمسلمین بین شعوب الأرض، وإنما هو عِزٌّ فی لِینٍ وقوة مع نور ورحمة للعالمین، وإن رسالة المسلم کما بینها القرآن الکریم تتمثل فی الوسطیة (وَکَذَلِکَ جَعَلْنَاکُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَکُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَیَکُونَ الرَّسُولُ عَلَیْکُمْ شَهِیدًا).
واستطرد أن المتأمل للتاریخ الإسلامی سیرى أنه حیثما وجِد الإسلام والإیمان الحقیقی فی وطن من الأوطان، وجدت معه الرفاهیةُ والرخاء والرحمة فی کل شئون البشر، ویتجلى هذا إذا قارنا الجزیرة العربیة أو غرب إفریقیا أو إندونیسیا أو الهند قبل وبعد الإسلام، فالإیمان قد أضفى على هذه الأمم مسحة من الجمال والسماحة، وکل دولة کانت تحت الحکم الإسلامی مرت بما یسمى بالعصر الذهبی.
ووجه مفتی مصر عدة رسائل مهمة للمسلمین فی فرنسا حثهم فیها على ضرورة الاندماج الإیجابی فی مجتمعهم الأوروبی مع الحفاظ على هویتهم وثوابتهم الدینیة، مشددًا أن الإسلام قد أرسى قواعد وأسساً للتعایش مع الآخر فی جمیع الأحوال والأزمان والأماکن، بحیث یصبح المسلمون فی تناسق واندماج مع العالم الذی یعیشون فیه، بما یضمن تفاعلهم مع الآخر وتواصلهم معه دون تفریط فی الثوابت الإسلامیة.
وأوضح أنه على نهج تلک الأسس ووفق هذه الثوابت یمضی المسلمون قُدُماً فی رسم الحضارة الإنسانیة ومعایشة المستجدات التی تطرأ عبر التاریخ، وقد ترک رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم لنا نماذج للتعایش مع الآخر داخل الدولة الإسلامیة وخارجها.
المصدر: البوابة نیوز