ایکنا

IQNA

أستاذ الحوزة العلمية في حوار مع إكنا یبیّن:

مناظرات الإمام الرضا (ع) ودروس مفيدة لمجتمع اليوم

9:57 - August 24, 2025
رمز الخبر: 3501392
طهران ـ إکنا: أشار أستاذ الحوزة العلمية في إيران "حجة الإسلام والمسلمين السيد أحمد إمامي فر" إلى أن الإمام الرضا (ع) ناقش كبار أتباع الديانات الأخرى بناءً على علمه بكتبهم، وخرج منتصراً في هذه المناظرات، قائلاً: "من المثير للاهتمام أن هذه المناظرات التي جرت قبل أكثر من 1200 عام، لا تزال مفيدة من حيث المحتوى وفن المناظرة والتنوير والتعليم".

وأعلن عن ذلك، الأستاذ في الحوزة العلمية في إیران "حجة الإسلام والمسلمين السيد أحمد إمامي فر" في حوار خاص له مع وكالة الأنباء القرآنية الدولية (إكنا)، مقدّماً تعازيه بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الرضا (ع) وقال: "تولى الإمام الرضا (ع) الإمامة بعد استشهاد الإمام موسى بن جعفر (ع) وهو في سن 35 عاماً بحيث عشر سنوات من إمامته كانت في عهد خلافة هارون الرشيد، وخمس سنوات في عهد خلافة الأمين العباسي، والسنوات الخمس الأخيرة من حياته كانت في عهد خلافة المأمون العباسي".

وعن أسلوب مناظرات الإمام الرضا (ع)، قال: "كان المأمون العباسي شخصاً عالماً، ولذلك ازدهرت المناظرات والمباحثات العلمية في عهده، بل إن التاريخ يروي أن المأمون العباسي، في إحدى المرات، تبادل المراسلات مع قائد الروم وطلب منه إرسال عدد من الكتب الفلسفية إلى طوس، وقد فعل قائد الروم ذلك، وفي مرحلة أخرى أرسل المأمون عدداً من كبار العلماء في عصره إلى الروم لتعلم العلوم الفلسفية والعلوم السائدة آنذاك".

وصرّح أستاذ الحوزة العلمية: "هذه المناظرات أسّسها المأمون العباسي بنفسه وكانت تجري بحضوره. من الضروري الإشارة إلى أنه بما أن معظم رجال المأمون السياسيين والعسكريين كانوا من الإيرانيين، وكان الإيرانيون مهتمين بمدرسة أهل البيت (ع)، لم يكن أمام المأمون خيار سوى الدفاع عن مدرسة أهل البيت (ع) للحفاظ عليهم. كان أحياناً يناقش بنفسه مع معارضي أهل البيت (ع) ويثبت حقانية الإمام علي (ع)".


إقرأ أيضاً:


وعن سبب تصميم هذه المناظرات، قال هذا الباحث الديني: "إن هذه المناظرات جرت بين الإمام الرضا(ع) وكبار أتباع المذاهب المختلفة؛ منها مناظرة مع الجاثليق (لقب رئيس أساقفة المسيحيين)، ورأس الجالوت (لقب رئيس كبار علماء اليهود)، وهيربد الأكبر (لقب كبير الزرادشتيين)، وعمران الصابئي من الصابئة، وسليمان المروزي الذي كان أشهر عالم كلامي في منطقة خراسان آنذاك. وكذلك مناظرة مع شخص يدعى "علي بن محمد الجهم" الذي كان ناصبياً وعدواً لأهل البيت (ع)، والمناظرة السابعة كانت مع كبار المذاهب المختلفة في البصرة".

وتابع: "من المثير للاهتمام أن هذه المناظرات التي جرت قبل أكثر من 1200 عام لا تزال مفيدة من حيث التنوير والتعليم والمحتوى وفنّ المناظرة. على سبيل المثال، إحدى المناظرات التي تحدّى فيها الإمام(ع) الطرف الآخر هي مناظرته مع الجاثليق المسيحي".

وأشار أستاذ الحوزة العلمية إلى أن الإمام الرضا (ع) ناقش كبار أتباع الديانات الأخرى بناءً على علمه بكتبهم، وخرج منتصراً في هذه المناظرات، وقال: "إن هذه المناظرات مذكورة في كتاب عيون أخبار الرضا (ع)، ويمكن دراسة مباحثات الإمام(ع) هناك. كان معارضو الإمام(ع)، كلما هُزموا، يلجأون إلى السفسطة، وقد قال "حسن بن سهل النوفلي" للإمام(ع): (إنهم يلجأون إلى السفسطة)، فقال الإمام(ع): (سأهزمهم بالطريقة التي يتبعونها هم أنفسهم)".

وفي الختام، قال حجة الإسلام والمسلمين السيد أحمد إمامي فر: "لأختم كلامي، أروي حديثاً عن الإمام الرضا (ع). يقول: «لَيسَتِ العِبادَةُ كَثرَةَ الصِّيامِ وَ الصَّلاةِ، وَ إنَّما العِبادَةُ كَثرَةُ التَّفَكُّرِ في أمرِ اللّه» العبادة ليست بكثرة الصيام والصلاة، بل العبادة هي كثرة التفكر في أمر الله؛ أمر الله هنا ينقسم إلى شقين: أحدهما الأمر التكويني والآخر الأمر التشريعي. الأمر التكويني هو أمر خلقه الله مباشرة ولا يمكننا التدخل فيه، أما الأمر التشريعي فهو أمر أمر الله به".

4301384

 

captcha