وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه یحرص الصائمون فى شهر رمضان المبارک على تلاوة القرآن الکریم، والاستماع إلیه مرتلاً بصوت المقرئین الذین ارتبط بعضهم بشهر رمضان المبارک بشکل خاص، وصار أحد علاماته، مثلما نجد ارتباطاً وجدانیاً ممیزاً بین الصائمین وبین صوتی الشیخ محمد رفعت، والمبتهل سید محمد النقشبندى فى القرن العشرین للمیلاد.
ویعد الشیخ محمد رفعت واحداً من أبرز ملامح شهر رمضان فى القرن العشرین، فقد ارتبط بصوته أسماع وأفئدة الملایین فى العام، وکان صوته ینطلق من الإذاعة وهو یتلو آیات الذکر الحکیم، فیأته وکأنه یتوج صیام الیوم ویصل به إلى أقصى ربى الخشوع والسکینة. وإذا کان الناس فى شهر رمضان ارتبطوا وجدانیاً بصوت الشیخ محمد رفعت، فإن المبتهل الشیخ سید النقشبندى یمثل الجناح الثانى للشجو الرمضانى، فقد ارتبط الصائمون بصوته الخاشع وهو یرفعه مبتهلاً ومادحاً ومناجیاً، بحیث صار علامة ممیزة ودالة على شهر رمضان الکریم، لدرجة أن سماع صوته فى أى من أوقات العام یحیل الإنسان إلى أجواء رمضان، وتحدیداً عند سماع واحد من الأدعیة الأربعة "مولاى" و"أقول أمتى" و"یارب" ولا إله إلا الله"، التى جمعت بین کلمات الشاعر عبدالفتاح مصطفى، وألحان بلیغ حمدى، وبلغ تألق الشیخ النقشبندى فیها ذروته.
وفى کتاب "معجم رمضان" للکاتب فؤاد مرسى، یؤکد أن البیوت المصریة فى أوائل القرن الماضى، اعتادت على إحیاء لیالى رمضان بالاستماع إلى القرآن مرتلاً بأصوات مشاهیر القراء، وکان العدید من المسلمین یحرصون على إحیاء شهر رمضان بإقامة حلقات الذکر فى المساجد والزوایا، حیث کان یتحلق أهل الذکر حول مصباح کبیر تغطیه ملاءه بیضاء تخفیه، بحیث لا یظهر غیر ضوء أبیض شفاف، وهنا یغنى منشد الذکر ألواناً من الشعر الصوفى یدور حول الحب الإلهى، وممن اشتهروا بأناشید التصوف حینذاک فى حلقات الذکر المتصوف "عبد الغنى النابلسى".
وفى مدینة القاهرة وحتى أوائل السبعینیات من القرن العشرین، کانت الحکومة المصریة تقیم سرداقاً کبیراً بساحة "قصر عابدین"، یتعاقب علیه مشاهیر القراء المصریین کل لیلة، لتلاوة القرآن، وکان الناس یفدون إلیهم من کافة أنحاء البلاد.
ومن بین المقرئین والمنشدین الذین شارکوا فى إحیاء لیالی رمضان یبزغ صوتا الشیخ محمد رفعت، والمبتهل سید النقشبندى، اللذین یمثلان علامة فارقة فى أجواء هذا الشهر.

المصدر: الیوم السابع