وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه یأتی هذا فیما یناقش البرلمان الأسترالی التشریعات الحکومیة الجدیدة تحت بند مکافحة الإرهاب التی یخشى أئمة المسلمین وقیاداتهم أن تستهدف الإسلام بدلا من استهداف المنظمات المتطرفة، وتؤدی إلى ارتفاع وتیرة ما سموه "الکراهیة والعنصریة" تجاههم داخل المجتمع.
ویتقاطع مطلع شهر رمضان مع وضع أسترالیا فی حالة تأهب تحسباً لهجمات یشنها ما أسمتهم وسائل الإعلام المحلیة "متطرفون إسلامیون من الداخل"، بعد عودتهم من القتال فی الشرق الأوسط، ورفع الحالة الأمنیة بالبلاد من مستوى الخطر العادی إلى "خطرمرتفع" وسط تنفیذ القوى الأمنیة الأسترالیة سلسلة من المداهمات الکبرى على عدد من المدن.
وقد منح البرلمان الأسترالی رئیس الوزراء الأسترالی المحافظ تونی أبوت سلطات أمنیة جدیدة ووسع من قدرات التجسس فی الداخل واقترح إسقاط الجنسیة الأسترالیة عمن یحمل جنسیتین ویُتَّهم بدعم التطرف والإرهاب.
فی ظل تلک التحدیات والأجواء یدعو قادة المجتمع المسلم، المسلمین فی البلاد إلى انتهاز شهر رمضان کفرصة لمکافحة تداعیات التشریعات الحکومیة الجدیدة التی یقولون إنها قد تمنع أئمة المساجد من إلقاء بعض الخطب والرسائل الدینیة المقتبسة من القرآن والتطرق إلى مواضیع مهمة فی الإسلام کواجب المسلم فی الدفاع عن أراضی المسلمین وغیرها.
ویقول الشیخ شادی السلیمان أمین عام مجلس الأئمة الوطنی الأسترالی، الذی یضم 250 رجل دین مسلم فی جمیع أنحاء أسترالیا: إن ترکیز المسلمین خلال هذا الشهر على معانی رمضان فی الألفة والعطاء واحترام الآخر قد یعطی الجالیة المسلمة الفرصة لمکافحة "الإسلاموفوبیا" وظواهر القلق التی تجتاح أجواء رمضان من جراء ارتفاع منسوب المضایقات التی یتعرض لها المسلمون وتصویر المسلمین والمجتمع الإسلامی بالتهدید الأمنی، مما دفع عددا من المراکز الإسلامیة إلى إغلاق أبوابها.
فی جانب آخر، تحاول حکومات الولایات الأسترالیة ومنظمات المجتمع المدنی والجمعیات الإسلامیة الرئیسیة فی جمیع أنحاء البلاد تخفیف حدة الحملة على المسلمین خلال الشهر من خلال إقامة مآدب إفطار تجمع قیادات وشخصیات دینیة واجتماعیة من المسلمین وغیر المسلمین من مختلف الأدیان، تجسیداً للتنوع الثقافی والتعبیر عن التضامن مع المسلمین.
ویقول النائب العمالی فی البرلمان الفیدرالی الأسترالی، طونی بورک، الذی دعا إلى إفطار رمضانی فی دائرته الانتخابیة بالاشتراک مع برلمانیین محلیین آخرین: إن شهر رمضان یمنح الأسترالیین جمیعا فرصة للتفکیر فی کیفیة تحقیق التسامح والاحترام المتبادل فی مجتمعاتنا، وإن من حق الجالیة المسلمة بالبلاد أن تفتخر بحضورها وتقدیماتها الکبرى للمجتمع.
وقد أعلن وزیر التجارة العادلة فی الحکومة المحلیة لولایة سیدنی فی فکتور دومینیللو أنه یفکر بالصوم هذا العام مرة أخرى مشارکة لجموع المسلمین فی رمضان بعد قیامه بالصیام لیوم واحد العام الماضی.
ووصف الوزیر دومینیللو تجربته العام الماضی بالتجربة الرائعة التی یأمل أن یکررها العام الحالی، وقال: إن موائد الإفطار تخلق مناخاً من الصداقة والإخاء، وتترک انطباعاً فی الأذهان لا یُمحى.
ویدعو المجلس الاسلامی لولایة "نیو ساوث ویلز" المسلمین باستغلال الشهر الفضیل لتعزیز علاقتهم مع جیرانهم غیرالمسلمین، ودعوتهم أن یکونوا ضیوفا فی بیوتهم للإفطار معهم خلال شهر رمضان.
المصدر: إینا